أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 28 و 29














المزيد.....

جسر اللَّوْز 28 و 29


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 7108 - 2021 / 12 / 16 - 17:40
المحور: الادب والفن
    


في الأسبوع الأخير من شهر آب (أغسطس) هاتفني صديقي منير وعرض عليّ مقابلة عائلة المشرط. التي قدمت من المملكة العربية السعودية لزيارة أولادهم في ألمانيا. وأشار منير في معرض كلامه أن للعائلة السورية شابة ناضجة وعاقلة وجميلة ومتعلمة. الأب مصطفى المشرط (60 سنة) درس في ألمانيا ويعمل في المكتب الثقافي الإعلامي العائد لإحدى الجامعات في مدينة الرياض. الأم قمر عرنوس (55 سنة) لم تأخذ فرصتها بالتعلم وتعمل خادمة في منزل إحدى الأميرات السعوديات.
كان منير قد تعرّف سابقاً إلى أولادهما همّام ورهان وحسّان وعدنان في السكن الطلابي الكائن في شارع المنتزه رقم 6. حين علم بوصول الأهل حاول عن طريقي تقديم انطباع جميل عنه وعن دائرة معارفه. أما السبب الذي دفعه لفعل ذلك فقد بقي بالنسبة لي مجهولاً. كان منير قد نظّم مع العائلة لقاء ودياً بحتاً. قبلت الدعوة بكل سرور.
كان الأهل مقيمين في غرفة الابن البكر. حالما دخلتُ الغرفة مع منير شعرت على الفور أنني في سوريا. كان الأب قد جلس بكرشه الكبير على أرض الغرفة متعرقاً متكئاً على مخدة ومرتدياً القميص الداخلي "الشيّال" القطني الأبيض وبيجامة قماشية أما الأم فقد جلست إلى جواره مرتدية قميصاً رمادياً خفيفاً وقد باعدت بين رجليها ووضعت يديها بينهما، لفت على عنقها أكثر من جنزير ذهبي وكبلت معصميها بأساور عريضة وعديدة.
تعرّف مصطفى على قمر مصادفة، خلال دراسته في ألمانيا كان يعيش كما العادة في السكن الطلابي وكان جاره سليمان سورياً أيضاً. صارا صديقين رغم المنبت الطائفي المختلف. بعد حوالي السنة على تعارفهما سافرا سوية إلى سوريا لقضاء الإجازة الصيفية. هناك أُعجِبَ كل منهما بأخت الآخر، لعلهما قد خطّطا لوقوع الأمر. في الصيف نفسه وقبل أن يعودا إلى ألمانيا أعلنا خطوبتهما، بعد حوالي ستة أشهر عادا إلى سوريا ليعلنا زواجهما.


زوّج مصطفى أخوته الأربعة وجلبهم إلى ألمانيا، أحدهم تزوج أخت قمر، استقر جميعهم في برلين الغربية. حين كبر أولاده صار شغله الشاغل تثبيت أقدامهم في ألمانيا وتزويجهم أيضاً. بدا عليه أن وضعه المالي في أحسن صورة. رغم قروية زوجته وانفعالاتها كانت هي الحاكم الفعلي في الأسرة التي تعبق بالأسرار أو كما يقول الألمان هي من يرتدي البطلون في البيت.
بدأ مصطفى من غرفة التحكم الآلي العائلي في مدينة الرياض بترتيب زواج همّام المقيم في ألمانيا، بحث له بوساطة معارفه عن زوجة محترمة من أسرة شامية محافظة من طائفته حصراً، بعد لأي وتفويض إحدى الخطّابات بالأمر وجد الأب ضالته. سافر الأهل إلى الشام، طلب مصطفى يد الصبية لابنه، دفع معجل ومؤجل المهر، وقّع عقد النكاح بالنيابة عن ابنه الذي كان قد أعد لوالده قبل سفره للدراسة كفالة عامة وخاصة. نفّذ مصطفى المشروع الذي خطّط له بنجاح، كلفه آلاف الدولارات، ثم عاد برفقة زوجته قمر إلى غرفة التحكم عن بعد سالماً غانماً.
بعد عدة أشهر وصلت تهاني إلى مطار برلين. هناك استقبلها همّام بكامل أناقته ووسامته مع باقة ورد كبيرة. في البيت رفضت تهاني الاقتراب من زوجها همّام جسدياً رغم محاولاته العديدة وتوسلاته وإغراءاته لها بالدَعَوات والحلي والملابس، الشيء الذي قبلته منه هو المال وعقد الهاتف المحمول، وبقيت تهاني صامدة محتشمة عَذراء لم يصبها هدف الشاب همّام. لم تسمح له حتى بملامسة يدها. بعد ثلاثة أشهر هربت تهاني من البيت سراً، بكى همّام حتى جفت دموعه وصار يرجو أقرباءه في الشام للتوسط عند أهلها وإعادتها إليه.
فيما بعد علمت العائلة أن تهاني لم ترجع إلى سوريا أبداً، بل استثمرت عقد نكاحها كي تبقى في ألمانيا. كانت قد اتفقت مع عشيقها على تنفيذ خطة رسماها سوية وبعناية فائقة.

يتبع



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسر اللَّوْز 27
- جسر اللَّوْز 26
- جسر اللَّوْز 25
- جسر اللَّوْز 24
- جسر اللَّوْز 23
- جسر اللَّوْز 22
- جسر اللَّوْز 21
- جسر اللَّوْز 20
- جسر اللَّوْز 19
- جسر اللَّوْز 18
- جسر اللَّوْز 17
- جسر اللَّوْز 16
- جسر اللَّوْز 15
- جسر اللَّوْز 14
- جسر اللَّوْز 13
- جسر اللَّوْز 12
- جسر اللَّوْز 11
- جسر اللَّوْز 10
- جسر اللَّوْز 9
- جسر اللَّوْز 8


المزيد.....




- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 28 و 29