أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 15














المزيد.....

جسر اللَّوْز 15


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 7068 - 2021 / 11 / 5 - 20:49
المحور: الادب والفن
    


كان ماهر، طليق إيمان، مهتماً بكتابة الخواطر الأدبية رغم كرهه لدراسته الجامعية وتهربه من التزاماتها. يكتب ثم يرجو منها أن تدقِّق له نصوصه التي كانت غالباً ما تعبق بالأخطاء القواعدية، كما ذكرت إيمان. في مثل تلك الحالات كان يبدو طيباً وودوداً. وما أن يحصل على نصه المدقّق حتى يعود إلى قناعه الحقيقي. في ذلك الوقت كان لإيمان أيضاً اهتماماتها الأدبية. كانت تقرأ كثيراً وتحاول كتابة الشعر. لكن قصائدها لم تنل إعجاب طليقها وحسب بل كانت دائماً موضع سخريته وتهكمه. كل مرة يقرأ لها نصاً يرميه في وجهها وهو يقول: "توقفي عن هذا الهراء يا بلهاء"، "الكتابة لا تليق بك"، "لن يتطوَّر أسلوبك أبداً"، "لا تتعبي نفسك، أنت فاشلة أدبياً".
تقول إيمان: لا أعلم ما الذي قاده ليتزوج مني رسمياً. أخبرني مرة بأن الزواج بالنسبة له هو مقبرة الحب. أما أنا فكنت أرى أن الحب هو زواج، مطبخ، بيت نظيف، أولاد، تعب، مشاكل ومصالحات ومسؤوليات كبرى. على الإنسان أن يحوز على قلب مُحب في داخله قبل أن يحب أو يتزوج! أليس كذلك؟ هناك فرق شاسع ما بين الحب العبثي الصارخ الفوضوي والحب العقلاني الهادئ. الحب العبثي عبارة عن حالة مؤقتة غير صحية قد تؤدي بصاحب التجربة إلى الهلاك. أما الحب العقلاني فهو النوع المبني على الرغبة في تشكيل العائلة، وهذا الحب الهادئ يمر بأطوار متعددة ومتباينة. ومن بينها أحياناً طور الفشل أو الموت السريري.
لاحظت أنه لا يقبّلني من فمي، بل يتجنب ذلك. سألته عن السبب فأجاب بأن القُبلة ثقافة غربية لذا لايحبذها. كم كان جوابه صادماً وبليداً. لم أقتنع، سألته مرة أخرى فقال بأن القبلة تثيره جداً وتجعله ضعيفاً لذا فهو يتجنبها. وبقي الأمر على ما هو. كنت أكره طريقته بالجنس. لم يكن حنوناً يوماً. يشاهد الأفلام الجنسية يومياً! هل تصدق ذلك؟ وكان يزعجني بطلباته الغريبة، يجبرني على الاستحمام بالشامبو بعد أن أكون قد تحممت وعلى تنظيف أسناني بالفرشاة مرتين... ثم ينقض عليّ كالنسر الأعمى، أتوقع أن يضمني لبرهة لكنه يخيب آمالي ويرميني على بلاط الحمام، لا يرى إلا مؤخرتي، يضاجعها ويؤلمني كثيراً. لم ينسجم جسدانا كما ينبغي أن يحدث. حين أكون في دورتي الشهرية يتجاهلني، يكرهني، يحس بالقرف مني ومن صوتي وتراه يبربر ليلاً نهاراً. كان غيوراً عليّ، يغار عليّ حتى من طبيب يعالجني، يتهمني بالخيانة، وبأنني إمرأة متعددة العلاقات ثم يضربني. كنت أخاف من غضبه وكنت أمدحه أمام الناس حالمةً بتغييره ذات يوم.
لم أحبه لا في البداية ولا في النهاية، كنت أخرج من الغرفة عندما أريد تغيير ملابسي ولم أكن أسمح له بالدخول إلى المطبخ أثناء استحمامي حيث مطبخنا هو نفسه الحمّام. كنت أفصل ليفة حمّامي عن ليفته وكذلك منشفتي عنه. وكنت نظيفة جداً وهو قذر جداً. لايستحم إن لم أحممه. كان يحبني ويخاف أمه التي كانت تكرهني. لا أستطيع، بل لا أريد أن أستوعب التعلق العاطفي الرخو للرجال بأمهاتهم. وكان فقيراً وكسولاً، وكان هذا من أسباب طلاقنا أيضاً.
تضيف إيمان: أنا آسفة جداً يا أحمد، محتاجة لأبوح بهذه الأمور فهي تثقلني، آسفة مرة أخرى. هطل المطر فوق جسر اللوز وابني يلعب خارجاً سأتفقده وأعود للكتابة.
كنت خلال الأشهر الأخيرة من حياتنا المشتركة أتحاشاه بقفل باب غرفتي حال وصولي من الدوام وأبقى محبوسة للصباح، وكنت أتناول طعامي بالمكتب. رغم كل الاحتياطات التي اتخذتها استطاع أن يستفرد بي أكثر من مرة، كان يضربني حتى ينتشي وكنت أبكي ثم يمارس الجنس في مؤخرتي فأغمض عيني وأتخيل رجلاً آخر.
لم يكن طلاقي منه سهلاً رغم أننا قد اتفقنا على الانفصال الراقي. هل تعلم بأنني تقدمت بدعوى الطلاق الأولى بعد أن تعرفت إليك عبر الإيميل في ألمانيا، لكن دون جدوى. حين رجعت إلى سوريا كان قراري نهائياً، كالسكين في الزبدة، بعد خمس سنوات من تدخل الناس بيننا، طلقته وأنا في جسر اللوز للمرة الثالثة طبعاً. كلفني طلاقي مالاً كثيراً، كل ما وفرته من منحتي الدراسية في الغربة. الوضع الأمني كان صعباً لذا كان أهلي وأصدقائي آخر من يعلم بطلاقي وآخر من يعلم بزواجي من "أبو أيمن". لن أخفيك سراً بأنني تعرفت إلى عمّار ومارست الحب معه وأنا ما زلت على ذِمَّة ماهر، زوجي الأول. عن طريق أصدقاء مشتركين بيننا علم ماهر بعلاقتي السعيدة مع عمّار. وعندما فقد الأمل بإرجاعي إلى حظيرته الخاوية بدأ بتشويه سمعتي وسمعة عمّار. راح ينشر بطريقة سوقية جارحة إشاعات غير أخلاقية مسيئة لنا في الأوساط التي تعرفنا، ودأب يهددني بنشر صور فاضحة لنا في صفحات الإنترنيت، واتهم عمّار بالفساد والسرقة لدرجة أنه صار يخاف على حياته من الاغتيال في تلك الظروف المرعبة، حرب وطائفية وحقد كما تعلم.
يتبع



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسر اللَّوْز 14
- جسر اللَّوْز 13
- جسر اللَّوْز 12
- جسر اللَّوْز 11
- جسر اللَّوْز 10
- جسر اللَّوْز 9
- جسر اللَّوْز 8
- جسر اللَّوْز 7
- جسر اللَّوْز 6
- جسر اللَّوْز 5
- جسر اللَّوْز 4
- جسر اللَّوْز 3
- جسر اللَّوْز 2
- جسر اللَّوْز ـ 1
- جاري الوزير
- رسالة إلى أم إسحاق
- إيميل إلى مارتا 3
- إيميل إلى مارتا 2
- إيميل إلى مارتا 1
- الأزرق


المزيد.....




- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن
- فنانون ينعون الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 15