أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 10














المزيد.....

جسر اللَّوْز 10


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 7051 - 2021 / 10 / 18 - 14:54
المحور: الادب والفن
    


مساءً نديّاً يا أحمد باشا،

كيفك، عساك بخير، أين اختفيت؟ لماذا انقطعت عن مخاطبتي؟ هل أنت مريض!؟ أم عساك وقعت في سلة إمرأة جديدة؟ أرسلت لك مجموعتي القصصية على عنوانك في الجامعة؟ هل وصلتك ؟ هل قرأتها؟
لم أستطع بعدْ أنْ أنظّم أوقاتي في شهر رمضان ذلك أنّني أصوم هذه السنة كما السنة الماضية، الجميع مستغربون ماذا جرى إيمان صائمة!؟ وللحقّ ليس الوازع الديني هو السبب إنّما هي رغبتي في كسر الروتين على مدار السنة، فلا أتناول فطور الصباح قبل الدوام وكنت أضطرّ لذلك إذ سأشرب القهوة في المكتب وقد حرصت ألاّ تكون معدتي فارغة، وهكذا لا فطور ولا قهوة صباحيّة، ثمّ لا صنع قهوة ولا شاي لزائريّ في المكتب وبالتالي لا جلي، ومن جهة أخرى لفوائده الصحيّة، وأيضاً مشاركة الآخرين، فللمشاركة بالطقس الجماعي إحساس مختلف، المزعج فقط هو النعاس الذي ينتابني أثناء الدوام، وعند العودة إلى البيت لا أستطيع النوم بسبب متابعة مسلسل يبدأ قبل الإفطار بساعتين، وبعد الإفطار أو أثناء الإفطار يسيطر النعاس بطريقة لا أستطيع مقاومته، فأنهي إفطاري على عجل لأستسلم لنوم لا يطول ربّما نصف ساعة فقط، بسبب الالتزامات الأخرى بزيارة واجب اجتماعي أو تأمين حاجيّات من السوق أو التنزّه مع بعض الرفاق، ولمّا كان لزاماً عليَّ تناول وجبة قبل النوم وينبغي ألاّ تكون باكرة، إذ لا أستطيع أن أستيقظ وقت السحور، أضطّر للسهر حتّى الواحدة ليلاً كحدٍّ أقصى، ومن ثمّ الاستيقاظ في السابعة صباحاً لأكون في مكتبي الساعة الثامنة، واليوم هو خامس أيّام رمضان، وكان مقرّراً أن أمضي فترة بعد الإفطار مع الرفاق في مطعم لبناني على ضفاف النهر ولكن تفركش المشوار.

وهكذا أنا وحدي الآن ، وارتأيت أن أزورك هذا المساء من غرفتي وقد فتحت نافذتي لأسمح بدخول نسمات الخريف الباردة والمنعشة من جهة ولأسمع حركة الناس من جهة أخرى، بعد أن افتتح مطعم للفول والحمّص والفتّة في البناية حيث أعيش، المطعم يعمل ليل نهار ممّا يُحدث حركةً وضجّةً تعجبني لكنها لا تعجب بعض الجيران الألمان وقد عارضوه في البداية ودون جدوى، لكنّي في العاشرة سأتابع مسلسلاً محليّاً بعنوان عصر الجنون، يشدّني كثيراً يلعب الممثّل بسّام كوسا ـ إن كنت تذكره ـ دوراً يذكّرني بأخي راتب. أعيش هنا في ألمانيا وكأنني ما زلت في سوريا. صحيح نحن لا نعرف شيئاً عن أفراد أسرتينا! أقصد أنّنا لم نتحدّث عنهم، ما رأيك لو نتحدّث عنهم لاحقاً؟
الجو رائع، ثمة نسمات تلامسني من الداخل تحرّك فيّ مشاعر وأحاسيس لا أدري كيف أصفها، كأنّها توقظ ذكرياتٍ ما ودون تحديد أو استحضار لهذه الذكريات، فقط الإحساس هو الحاضر، باختصار حالة ساحرة. هل تجد وقتاً لتتأمل؟ كيف تمضي أوقاتك /يسعد أوقاتك/ ماذا عن زوجتك؟ كيف هي؟ عساها بخير؟
ها أنا أعود إليك فقد انتهى المسلسل. لأنني قد عاهدت نفسي أن أكون صادقة معها ومعك! سأبوح لك بأنني أشعر بخيوط خفية تشدني إليك، لا أعلم حقيقة كنهها، أهي عقلانية كلماتك أم مس الجنون فيها!؟ لا رغبة علنية لدي بالكتابة لك وإنما هناك ما هو أقوى من الرغبة.
أعتقد بأنني محتاجة لرؤيتك. ينبغي أن نلتقي! ألا ترغب أن تراني؟

هل ستتفاجأ إذا أخبرتك بأنني متزوجة في سوريا!؟ ولدي طفل عمره سبع سنوات! زوجي الصبور وطفلي الذي أشتاقه دائماً يعيشان هناك. أخطط للسفر قريباً لزيارتهما وزيارة عائلتي طبعاً. هل تحتاج إلى شيء ما من هناك؟ هل سترسل شيئاً إلى أهلك؟
بدأت أشعر بالجوع والنعاس، إنّها العاشرة وتسع وأربعون دقيقة ليلاً، يعزّ عليّ إنهاء حديثي معك، لكننّي سأتعشّى ثمّ أخلد إلى النوم .
تصبح على خير، ولسوف يعاقبك الرب إذا لم تكتب لي رسالة مطولة حول كل شيء.
إيمان
يتبع



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسر اللَّوْز 9
- جسر اللَّوْز 8
- جسر اللَّوْز 7
- جسر اللَّوْز 6
- جسر اللَّوْز 5
- جسر اللَّوْز 4
- جسر اللَّوْز 3
- جسر اللَّوْز 2
- جسر اللَّوْز ـ 1
- جاري الوزير
- رسالة إلى أم إسحاق
- إيميل إلى مارتا 3
- إيميل إلى مارتا 2
- إيميل إلى مارتا 1
- الأزرق
- أنشودة محمد
- عن الدولة وشوربة العدس
- نوابض ضجر
- بريد أنثوي من بلد البطاطا 3
- بريد أنثوي من بلد البطاطا 2


المزيد.....




- افتتاح معرض للأعمال الفنية المنتجة في محترفات موسم أصيلة ال4 ...
- روسيا.. مجمع -خيرسونيسوس تاورايد- التاريخي يستعد لاستقبال ال ...
- نجل ممثل سوري معروف يكشف أسرارا عن والده الراحل وعن موقف نبي ...
- فنان الراب -كادوريم- يعلن الترشح لانتخابات الرئاسة في تونس ( ...
- أغنية ثورية بأسلوب موسيقى -الميتال- في حفل افتتاح الأولمبياد ...
- مصر.. مخطوطة عمرها 500 عام تعرض بجناح الأزهر بمعرض الإسكندري ...
- المؤشرات بتبشر بالخير.. موعد تنسيق الدبلومات الفنية 2024 الج ...
- مصر.. حملة مقاطعة كبيرة لفيلم -الملحد- على مواقع التواصل الا ...
- -يزرعون الأرض شعرا- في نادي أدب قصر ثقافة الزقازيق
- عبر الموقع الرسمي azhar.eg طريقة الإستعلام عن نتيجة الثانوية ...


المزيد.....

- Diary Book كتاب المفكرة / محمد عبد الكريم يوسف
- مختارات هنري دي رينييه الشعرية / أكد الجبوري
- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 10