أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 4














المزيد.....

جسر اللَّوْز 4


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 7029 - 2021 / 9 / 25 - 11:43
المحور: الادب والفن
    


مرحبا أحمد،
كيف يمكن أن يبدو عليه الأمر لو أنك تكتب لي باللغة العربية، لغتك الأم! أما أنا فأعرف تماماً كيف سيكون عليه الحال لو أكتب لك بالعربية.
أرغب أحياناً أن أكون لوحدي ولكن هذا لا يعني بتاتاً أنني معزولة بل على العكس من ذلك. ماذا عنك؟ ما الذي تفعله في هذه الأيام؟ كنتَ قد بدأت بكتابة بعض الخواطر في صفحة الحوار المتمدن كما لاحظت، لكني لم أعد أقرأ لك شيئاً، ألا ترغب بالكتابة!؟
نعم لقد كان الخوف وانعدام الأمن في سوريا مرافقاً لي على الدوام، هل تعرف لماذا؟ لأنني أردت أن أعيش كإنسان طبيعي، للأسف أعتقد أن المرأة التي ترغب أن تعيش هناك عليها أن تكون حجر زاوية، أقصد أن تعيش في الزاوية أو أن تكون مومساً! ما رأيك؟ أما أنا فقد أردت فقط أن أكون إنساناً طبيعياً. لا يمكن ولا بحال من الأحوال إحداث تغييرات حضارية أساسية في مجتمعات البلدان الإسلامية.
أشكرك على عرضك لي فيما يتعلق بمساعدتي على الكتابة العلمية، بالمناسبة أنا أعلم أن كلمة "عرض" هنا لغوياً غير صحيحة في هذا السياق، لكنني لم أجد بديلاً لها.
أكتب الآن مقالاً علمياً، أكتبه بالإنكليزية لحسن الحظ وإلا لطلبت منك المساعدة.
لا أستطيع أن أفهم لماذا ترغب بمعرفة رقمي الهاتفي رغم أنني أخبرتك أني لا أهاتف أحداً!؟ أكره أن أتكلم وأستمع، أذنايّ لا ترغب بذلك، أعبر عن نفسي بالكتابة لا بالصوت، بالقراءة لا بالسمع.
"جسر اللوز" هو اسم قريتي، من هناك جئت، هل سمعت بها؟ لم أكن يوماً في قريتك لكني سمعت باِسمها.
إلى اللقاء ودع نفسك ذات مرة تحلم بسماءٍ بعيدة نظيفة قدر الإمكان، بسماء خالية من الغيوم، خالية من النجوم وحتى من الشموس.
انتبه إلى نفسك.
إيمان


مساء الخير إيمان،
الحياة في بلد أجنبي دون أصدقاء حقيقيين كالعيش في صحراء رملية غريبة مقفرة، مع هذا لا أشعر في هذه الغربة القاتلة بالراحة والطمأنينة والحرية وحسب، بل بت أعشقها. ماذا عنك؟
للألمان طقوس وتفاصيل حياتية لا يعرفها الأجنبي ولن يَتعرَّف إلا على اليسير منها حتى لو عاش في بلدهم خمسين سنة. مع الأيام صرت أفهم أنّ المجتمع الألماني بطبقتيه الأساسيتين المتوسطة (الأكثرية) والعليا (الأقلية) ليس مجتمعاً للتسلية واللعب وإضاعة الوقت وإنما هو مجتمع العمل والمعرفة والعلم والمال، وعلى الصعيد الاجتماعي هو مجتمع الحالات الثنائية بالدرجة الأولى.
ذهبت اليوم ـ ولأول مرة في حياتي ـ إلى أحد الأسواق الضخمة لمواد البناء وذلك لشراء قفل لباب غرفتي. حين وقفت في قسم الأقفال أدركت بعد مرور ساعة من الزمن أن عملية شراء القفل هي أمر غاية في الصعوبة، تتطلب المعرفة والقراءة حول الموضوع. عدت إلى البيت دون قفل. الآن لدي وظيفة جديدة هي فهم كيفية اختيار وشراء القفل، وقد يستغرق حلها ساعات طويلة.
هل اضطررت يوماً لشراء قفل لبابك؟
بالتأكيد لديك الكثير من التفاصيل اليومية المثيرة للاهتمام كما أعتقد والتي يمكن لك أن تخبريني بها إن أحببت، أليس الأمر كذلك؟
الصداقة الحقيقية شهاب حظ وفرح، تهطل علينا فجأة من سماءٍ قَصِيّة. إذا كنت ترغبين في تعزيز التواصل معي سأكون سعيداً، لكن لأجل ذلك عليك أن تتعلمي أن تكوني قادرة على تحمل مسؤولية الصداقة المستدامة. وإذا كنت لا تريدين هذه العلاقة فلا يزال لديك متسعاً من الوقت كي تقولي ذلك بكامل الهدوء أو أن ترسلي لي إشارة واضحة بذلك.
آمل أن تسمحي لي قريباً جداً بسماع صوتك على الهاتف.
علينا نحن البشر أن لا نكون قساة القلوب مع بعضنا، علينا ألا نجرح القلوب التي قرّرت أن ترفرف معنا دون مقابل. قلوبنا صغيرة لا تحتمل الوجع والانكسار.
ملاحظة أولى: لست مطالبة أبداً بتحمل مسؤولية المشاركة بصنع هزّات حضارية في مجتمعات إسلامية. من حق المسلمين بناء "دولتهم المنشودة" على امتداد أراضي بلادهم كما يرتؤون، لا سيما أنهم يمثلون الأكثرية السكانية. ومن حق الأقليات التزاوج السياسي معهم أو الهجرة دون التعرُّض لأذية أو ملاحقة أو مصادرة.
اسمعي هذه القصة:
وقع بين يدي ـ ما سماه المؤلف ـ كتاب عن الرسم الهندسي باللغة العربية لأحد أعضاء الهيئة التدريسية في كلية الهندسة الميكانيكية في جامعة وادي النيل.
الكتاب في طبعته الأولى لعام 1995 وطبعته الثانية لعام 2006 عبارة عن خمسين صفحة بمسافة كبيرة بين الخطوط، يمكن تكثيفها في عشر صفحات، أي في محاضرة واحدة، الكتاب مخجل جداً جداً، لا يكتبه حتى تلميذ في المرحلة الإبتدائية، الكتاب دون قيمة معرفية وعلمية، ومع هذا يعتقد المؤلف بأنه قد اخترع طائرة. خصّص المؤلف الوقور فيه صفحتين للمقدمة وصفحتين للفهرس وصفحتين للمراجع. كما خصّص صفحة كاملة للإهداء جاء فيها:
الشكر والعرفان لله والتبريكات والصلوات على رسوله وخادمه محمد وعلى آله وصحبه وجميع من تبعه إلى يوم القيامة.
إلى زوجتي الأولى وبناتي الثلاث تقديراً لحبهم لي وصبرهم ومثابرتهم في توفير الراحة والسكون وخاصة عندما تتعقد وتتشابك الأمور.
إلى زوجتي الثانية التي مثّل حبها وتضرعها إلى الله الزخم الذي دفعني للمسير في طريق البحث العلمي والمعرفة الشائك.
وإلى ما هنالك إلى ان وصل للقول:
أخيراً، أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتقبل هذا العمل المتواضع والذي آمل أن يكون ذو فائدة للقارئ.
هذا إنموذج صغير ومهم يا عزيزتي عن بنية مجتمعاتنا، لا أظن أننا قادرون على صنع أي تغيير إيجابي في مثل هذه المزابل. هنا لا يمكن فصل الدين عن السياسة، على العكس من أمانينا. وهذا أمر مفهوم!
ملاحظة ثانية: لا تستغربي أنني أكتب لك مساءً، أكتب لك من مقهى إنترنت لأنك لم تهاتفيني مساء أمس رغم انتظاري لمكالمتك.
أتمنى لك أحلاماً لطيفة.
أحمد



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسر اللَّوْز 3
- جسر اللَّوْز 2
- جسر اللَّوْز ـ 1
- جاري الوزير
- رسالة إلى أم إسحاق
- إيميل إلى مارتا 3
- إيميل إلى مارتا 2
- إيميل إلى مارتا 1
- الأزرق
- أنشودة محمد
- عن الدولة وشوربة العدس
- نوابض ضجر
- بريد أنثوي من بلد البطاطا 3
- بريد أنثوي من بلد البطاطا 2
- بريد أنثوي من بلد البطاطا 1
- كشك الأفاعي
- نهاية شلعوط
- لغز الحقيبة البنية
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -26-
- شفرات حلاقة صالحة للتدوير -25-


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 4