علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 7003 - 2021 / 8 / 29 - 14:40
المحور:
الادب والفن
تعرّفت إليها عبر صفحات الإنترنيت التي تهتم بتشجيع المواهب الأدبية الشابة، لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفيس بوك قد انتشرت بين الناس بعد، حدث هذا في بداية النصف الثاني من العقد الأول للقرن الحادي والعشرين.
قرأت لها بعض القصص القصيرة، وبعض المقالات التي تتناول شروحات لأفلام أو التي تدور حول الصراع بين المرأة والرجل، كان لاسمها " إيمان" وقعا خفيفا في نفسي، أحببته، رحت أدندن بأغنيات فلكلورية وأحشر فيها اسمها.
وهكذا رحت أتابعها، بل أخذت أبحث عنها بعد أن أرخت إحدى قصصها يوماً بالمكان والزمان، فعرفت أنها تسكن في ألمانيا، فتشت عن عنوان بريديها الإلكتروني، عن اسمها بالأحرف اللاتينية وعن صور لها في شبكة الويب العالمية.
فعلت جهدي وأضعت من وقتي كثيراً إلى أن عثرت يوماً على صورة لوجهها الوسيم، وجه دائري يحمل سمات إمرأة ذكية، شعر أسود قصير فيه ومضة تحرر، عينان هادئتان فيهما ثمة غليان إمرأة في يم الشباب والشهوة، أنف حاد شامخ كأنه يبحث منذ زمن عن رائحة يشتهيها ولم يدركها بعد، الفم ساخر والشفتان ساخنتان، العنق قصير حنطي اللون وشامة صغيرة تتوسط الجهة اليسرى منه.
مع استشراسي بالبحث عنها وتفاقم اشتياقي لصوتها ولقامتها ورغبتي في التقرب إليها عثرت أخيراً ـ بواساطة محرك البحث غوغل المفضل لدي ـ على عنوان بريدها الإلكتروني الرسمي الذي يحمل اسمها ويشير إلى مكان عملها، ثم وجدت بعض الشروحات الخفيفة التي توشي بشيء عن سيرتها العلمية.
بعد أن جمعت عنها هذه المعلومات كتبت لها رسالة إلكترونية قصيرة:
مرحبا إيمان،
أظنك تعرفين بأن الثالوث الجميل "القراءة والكتابة وإمعان التفكير" يساهم في فتح العيون وتحرير العقول من أقفاصها. لذا أرجو ألا تستغربي رسالتي وألا تتجاهليها. عثرت عليك في كهوف الشبكة العنكبوتبة مصادفة، أسرني بل أدهشني ما تكتبينه في صفحات الإنترنيت.
أود التعرُّف إليك، لكن ليس كما يتعرّف القارئ على كاتبة.
سأكون سعيداً إذا ما رغبت بالتواصل معي.
أنتظر جوابك بفارغ الصبر.
تحياتي لك
أحمد.
يتبع
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟