علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 6794 - 2021 / 1 / 21 - 03:08
المحور:
الادب والفن
نهاية كل إسبوع
الساعة التاسعة صباحاً
يغادر غرفته
إلى الغابة الخضراء القريبة
لاصطياد صدى المؤخّرات
الدرب إلى موسيقى السعادة والتأمل.
يعدو في الغابة إِمْلالاً
مُستجِمّاً بأشعة شمس خجولة
يركض وحيداً
بطيئاً هائماً على وجهه
ينظر إلى ساعة معصمه:
متى تنقضي ساعة الواجب الأسبوعية يا ربيّ؟
يعضّ على أسنانه ويتابع الهرولة.
وإذ يلمح أمامه
على بعد عشرات الأمتار
مؤخرة أنثوية ألمانية الصنع
رياضية متناسقة
تَدِبُّ الحماسة في داخله
يُعدِّل قامته
يرفع رأسه
يشد ظهره إلى الوراء قليلاً
يُجهّد نفسه للتحكم في عمليات الشهيق والزفير
يحاول أن يبدو رياضياً متفائلاً
الكأس نصف مُمتلئ.
بضع ثوانٍ وتقتربْ منه المؤخرة
يتأمل ارتجاجاتها واِخْتِلاَجاتها المتناغمة
يُعجبه سعيها الحثيث لبلوغ الهدف
يُقارن جمالها وتناسقها بجمال وشباب الجسد الحامل لها
يشكر في سره أبي العلاء المعري ورسالة الغفران
يتوَسَّل راجياً:
ربّي زدها بوصة أو بوصتين
ربّي لا تجعل منها كَثِيب رَمْلٍ.
يتمَّهل بخطواته أكثر فأكثر
يتظاهر بالتعب
يصبح على موازاة الوجه
وجه المؤخرة
ينظر إليه بزاوية عينه اليمنى
يبتسم له إن أعطّاه الحق في ذلك
أو إذا لَمح في وجهها جاذبية حنونة
آن يبادله الوجه رهافة الابتسامة
يسألها:
أترغبين أن نهرول بقية الغابة سويةً؟
وخشية ضياع جوابها مع صرير الريح
يكرِّر السؤال عليها.
يغمغم:
وفدى خفيك كل من ركض في الغابة ولا يعرف للمؤخرة مقاماً.
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟