علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 6770 - 2020 / 12 / 24 - 14:43
المحور:
الادب والفن
في الغُربة
تُخيفك أفواج الْحَمام الرمادي
ترسو على القرميد البارد
على هياكل محطات القطارات القديمة
خفقانها يترك في الحلق غُصَّة
هَدِيلُها يملأ الفضاء غموضاً
لا يُطاق صباحاً
كالسّعال الدّيكيّ!
شهقاتها تشبه شهقات الدِّيك
قرقفاتها وخربشاتها
على أفاريز وبراويز النوافذ
لا تقل وحْشِيَّة
عن قرقعة أجراس الكنائس
في عطل نهاية الأسبوع.
في الغُربة تخيفك اِمرأة
لم تأتِ إلى موعدها معك
في مركز قطع التذاكر
في محطة قطار
اِمرأة لم تبادلك رقم الهاتف
ولا العنوان الإلكتروني الصحيح
وأنت تقف مساءً في المحطة
تنظر إلى ساعة الموبايل
تمد رأسك من وراء الرؤوس
تبحلق في قائمة مواعيد الوصول
تخاطب نفسك:
لقد تأخرتْ أكثر من نصف ساعة
القطار اللاحق سيصل بعد ساعة.
تكتب لها رسالة سريعة
الرسالة لا تصلها
تحاول ثانية
الرسالة لا تطير إليها
تكتشف أن الرقم وهم
تغادر المحطة
باحثاً بعيونك الفقيرة
عن بديلٍ للوهم
تخرج من البوابة الرئيسية
وأنت نصف سكران تغمغم
بكلمات للمغنية هيلديغارد كنيف:
"أريد كل شيء
أو لا شيء
ينبغي أن تهطل السماء وروداً حمراء لأجلي
أتمنى أن أفهم
أن أرى كثيراً
لا أريد أن أظل وحيداً
لكن أن أظل حراً. "
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟