أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 6














المزيد.....

جسر اللَّوْز 6


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 7035 - 2021 / 10 / 2 - 14:44
المحور: الادب والفن
    


مرحبا إيمان،
اِفتقدت في الأيام الأخيرة إيميلاتك الممتعة. أما زلت حية؟
إذا كنت كذلك فعليك الخروج فوراً من قوقعة الكسل والراحة التي تعيشين فيها والدخول ثانيةً إلى عالم الكتابة والعودة إلى حالة التألق الأدبي، رغم أنني من أنصار الرأي القائل: لكل إنسان الحق بالكسل والتكاسل لفترة مؤقتة.
كيف حالك؟ هل تشعرين أن قرّاءك لا يتفاعلون مع كتاباتك كما ينبغي!؟
لكي تعرفي مع من تتكاتبين أرسلت لك صورة شخصية لي كمرفق مع الإيميل.
ملاحظة: هل لديكم أرض زيتون في الضيعة؟ هل لديك جد وجدة؟
سأرسل لك هنا خاطرة قصيرة أنجزتها البارحة مساءً وأنا جالس على الصوفا أشرب كأس الشاي الأسود قبل هطولي في نوم عذب، لن تكون هذه الخاطرة خالية من الأخطاء القواعدية حتماً ولا بالمستوى الذي تكتبين به حضرتك ومع هذا آمل أن تعجبك.
"في يوم خريفي مشمس يقف رجل سبعيني من قرية جسر اللّوز ـ لا أعرفه، قد يكون شبيه جدك. يقف جدك إذن في غرفة داخلية ضيقة ومظلمة. يرتدي ملابس البيت البسيطة بعد أن استحم لتوّه. الغرفة تعبق بروائح الخير والبركة. الضوء شاحب. الجد ليس وحيداً. ثمة رجلان غريبان برفقته. يرتدي الرجلان ملابس رسمية نظيفة. من لهجتهما ستعرفين أنهما من سكان المدينة ومن طائفة ثانية. وأنت الصغيرة تسترقين النظر والسمع من النافذة ذات الدرفة الواحدة، ترين الضيفين يتذوقان ذلك العصير الذهبي، الذي يعجز الشعراء عن وصف لونه، ثم تلمحينهما يهزّان رأسيهما علامة الرضى الكامل. تصلك البسملات والتعوذات من الشيطان الرجيم وأنت ترين شعاع شمس ضل طريقه وهو يتغلغل في دفق السائل الذهبي رغم كثافته، رغم جماله وعذريته، السائل الذي يغرفه الرجل الجبلي الطيب ـ جدك ـ من برميل الزيت ليصبه بحذر واعتزاز في تنكة الزيت التي تحضن قمعاً في فتحتها. "
سأكون مسروراً لو تجيبيني على هذه الرسالة. ستفرحني حتماً كلماتك الملغزة كقصصك رغم امتعاضي. لا تختبئي ولا تهربي مني.
عناق ومودة
أحمد



مساء الخير أحمد،
عساك بخير، آسفة أنّني تأخّرت في الردّ، ها هو هنا واحد من إيميلاتي تلبية لطلبك. وسأكتبه هذه المرة باللغة العربية.
بعد إيميلك ما قبل الأخير رجعت خطوة للوراء من دهشتي، بعد ثوان قلت لنفسي الناس تختلف بحساسيتها للأشياء وليس بالضرورة أن يكون البشر مفصلين على نفس المقاييس، أنا بالفعل كنت ألعب بالكلمات، لكنني أحب هذا غالباً وأحترم تماماً طريقتك بالتعبير عن رفض هذا الإسلوب، كما أحترم جداً كونك رجل مرتب ومباشر، سألت نفسي فقط لماذا يتبادل كائنان من أقصى أطراف التناقض الكلمات، إذ أنني فوضوية في كل تفاصيل حياتي المادية والنفسية والاجتماعية، وأنا أبعد البشر عن المباشرة، إنني أكثرهم تردداً ولا مباشرة على الإطلاق.
مساء البارحة نزلت مع شريكتي بالسكن لنتمشى في الحديقة القريبة من بيتي في محاولة مني لإتباع أسلوب جديد لإنقاص الوزن! المشكلة أنّه ليس أردأ مني في مسائل الاِلتزام والاِنضباط بالخطط غير شريكتي هذه. عدت بعد مشوارنا وسهرت حتى الثانية صباحاً، دأبت أصمّم عرضاً بالبوربوينت كهدية لصديقة في مكان بعيد.
كنت أنوي أن أكتب لك مطولاً هذا المساء، لكنّي سأنام باكراً اليوم لأعوّض ما فاتني بسبب سهرة الأمس، كنت مرهقة تماماً هذا الصباح، وحتّى بعد الظهر لم أستطع النوم.
أشعر بالبرد قليلاً، غرفتي باردة هذا المساء، كنت آمل أن يسهم صوت فيروز بتدفئة الغرفة، لكن وعلى ما يبدو سأشغّل مشع التدفئة ـ عفواً عن إذنك قليلاً ـ وقد أزحت ستار النافذة في هذه اللحظة لأتمكن من متابعة الأجواء خارجاً، إنها تمطر بغزارة الآن، شتاؤنا هذا العام بارد جداً، وعاصف جداً وهذا ما يسعدني جداً ويغريني بالمشي، نادراً ما أستطيع، ذلك أن ليس من يشاطرني رغبتي، ويصعب عليّ الخروج وحدي، أما الأجواء الثلجية فلها سحرها المختلف.
ملاحظة أولى: أعجبتني خاطرتك كثيراً، خالية من الأخطاء، لا تقلق، أنت موهوب حقاً، عليك بالكتابة في وقت فراغك، شعرت أنك تتكلم عن جدي فعلاً، نعم، لديه أرض زيتون كبيرة ويبيع الزيت الفائض عن حاجة العائلة.
ملاحظة ثانية: تدور فكرة مقالي ـ إذا كان الموضوع حقاً يهمك ـ عن نشوء وانتشار بعض أنواع الفيروسات بسبب مزارع إنتاج الفراء الكريهة، حيث يتم الاصطياد الجائر أو التربية الجائرة للقطط الزاحفة (عائلة الزباديات) وكلاب الراكون البرية التي ربما اِفترست الخفافيش سابقاً. تتم عملية سحب/نزع الفراء عن أجسام الكلاب وهي أحياء فتراها تعوي وتزئر مطلقة صرخات الموت والعذاب من أجوافها، خلال هذه العملية التعذيبية المقرفة ينتشر الإيروسول (الهباء) من أجسادها على شكل جسيمات وذريرات والتي قد تتسبب في إصابة الإنسان بالفيروسات المميتة.
شكراً لاهتمامك.
أعدت قراءة ما كتبت، أتمنّى ألاّ أكون قد أثقلت عليك إذ أطلت، إنّما صار يسعدني التحدّث إليك كما تفرحك رسائلي.
تزاحمت الأفكار الآن في رأسي ممّا غيّم ذهني وأمسك النعاس بتلابيبي وسيقودني إلى سريري حتماً، أودّعك الآن، أنتظر الردّ، وأعدك بالكتابة قريباً وسأكون صديقتك دائماً وخسئ الحزن كما خسئ الضباب.
كيف تقضي مساءاتك عندك؟ صورتك التي أرسلتها حلوة بالمناسبة.
أتمنى لك ليلة طيبة.
إيمان



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسر اللَّوْز 5
- جسر اللَّوْز 4
- جسر اللَّوْز 3
- جسر اللَّوْز 2
- جسر اللَّوْز ـ 1
- جاري الوزير
- رسالة إلى أم إسحاق
- إيميل إلى مارتا 3
- إيميل إلى مارتا 2
- إيميل إلى مارتا 1
- الأزرق
- أنشودة محمد
- عن الدولة وشوربة العدس
- نوابض ضجر
- بريد أنثوي من بلد البطاطا 3
- بريد أنثوي من بلد البطاطا 2
- بريد أنثوي من بلد البطاطا 1
- كشك الأفاعي
- نهاية شلعوط
- لغز الحقيبة البنية


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 6