أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز الحلقة الأخيرة














المزيد.....

جسر اللَّوْز الحلقة الأخيرة


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 7159 - 2022 / 2 / 11 - 12:00
المحور: الادب والفن
    


في اليوم المتفق عليه لتسليم مفاتيح الشقة استكريت سيارة نقل وانطلقت بها إلى الشمال الغربي، بعد حوالي ست ساعات وصلت إلى هدفي، حمّلت أمتعتي وبعض قطع الأثاث القيّمة وعدت في طريقي باتجاه الجنوب، بعد مضي نصف ساعة على سفري اتصلت بالمؤجرة لأخبرها بموعد وصولي، لكنها لم ترد على مكالمتي، جرّبت مرة ثانية وثالثة دون جدوى، تابعت سفري وأنا أتحدث مع نفسي "الغائب معذور، لعلها تتسوق أو تحضر فلماً في السينما".

بعد مرور دقائق على اتصالي، هاتفتني السيدة وأعلمتني أنها اتخذت قراراً بفسخ عقد الإيجار فوراً.

تلعثمت بالكلام وسألتها غير مصدّق ما سمعته أذنايّ: "أتدركين مع من تتكلمين، أنا أحمد المستأجر الجديد، أنا في الطريق لاستلام المفاتيح كما اتفقنا".

أجابتني عابرة السرير القذر: "نعم أقصدك أنت، لقد كذبت عليّ، أنت غير نظيف في بيوت الآخرين، ولا تدع السيجارة تنطفئ بين شفتيك، تواصلت معي السيدة باخ وحكت لي كل شيءعنك".
ثم أغلقت المرأة الشر الهاتف بوجهي.
حين وصلت المدينة توجهت إلى مجمع سكني لطلاب الجامعة، هناك أنزلت قطع الأثاث المنزلي وكتبت عليها "للإهداء"، تابعت طريقي إلى أوتيل المدينة، حجزت غرفة ووضعت أمتعتي فيها، ومن هناك انطلقت إلى شركة تأجير سيارات النقل، سلّمت السيارة بعد أن ملأته خزانها بالوقود ورجعت إلى الأوتيل مشياً.

بعد تناول الطعام ذهبت إلى قسم الشرطة، أبلغت عما حدث معي، وجاءني الجواب بأن الشرطة لا علاقة لها بمثل هذه المواضيع. في اليوم الثاني استشرت محامياً، أخبرني هذا بأنه يستطيع مساعدتي في أخذ حقي بالحصول على المفاتيح ودخول الشقة، لكن بعد ثلاث أشهر يحق للمؤجرة إنهاء العقد رسمياً وجردي وهذا ما ستفعله. وهكذا فقد نصحني بأن أوافق على فسخ العقد معها لأريح رأسي وأتفرغ لعملي. حين نهض ليودعني بعد أن أخذ أتعابه قال وهو يبتسم: "الرجل الحكيم لا يتجادل مع إمراة مسترجلة".

في المساء فكرت أن أسهر في الخمّارة لأسكر وأرقص وأغني، علني أنسى همومي ومشاكلي ومواجعي التي تثقل صدري لدرجة أني بت أشعر أحياناً بحاجتي الملحة لزيارة عيادة طبيب نفسي.

تجولت في المدينة، لا لأمتع نظري بأضواء المدينة وواجهات محلاتها ولا لممارسة رياضة المشي والاسترخاء والتأمل، بل بحثاً عن إمرأة تبحث عن رجل.
وقع اختياري على خمّارة الضَبّ، دخلتها بعيون فضولية تلمح كل شاردة وواردة، اخترت مكاناً في الظلمة الخفيفة من جناح المدخنين وافتتحت جلستي بسيجارة وكأس من بيرة القمح الداكن.
مقابلي في جناح الأصحاء تحت أشعة الضوء الخفيف جلست امرأة وحيدة مثلي تبحث عيناها عن ظل رجل، بدت من جلستها أنها متوسطة القدّ، واثقة من نفسها وحاسمة بمواقفها. أحببتها.
نهضت ومشيت بضع خطوات إليها، وقلت لها كما العادة: "أظن أننا اِلتقينا ذات مرة، أليس كذلك؟"
ابتسمت المرأة الرزينة بذكاء وأجابت: "لدي انطباع أنك لا تعرف حقاً عن ماذا تتحدث معي، لذا اتركني بحالي من فضلك".

عدت إلى مكاني، رافقني عطرها الربيعي، لم أكن خائباً ولا مصدوماً، بل على العكس، شعرت بهالة نور وسعادة تحيط بي، تعانقني، أحسست بهدوء داخلي حلّ محل الفوضى العارمة، وجه المرأة الحالم ذكّرني بوجه مارتا، وجه المرحومة زوجتي وأم طفليّ.
همست لنفسي: "يا الله كم اشتقت لرائحتك يا مارتا."
>>>>

هنا سأتوقف عن متابعة نشر حلقات هذا العمل.
شكراً لمتابعتكم واهتمامكم.



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسر اللَّوْز 54
- جسر اللَّوْز 53
- جسر اللَّوْز 52
- جسر اللَّوْز 51
- جسر اللَّوْز 50
- جسر اللَّوْز 49
- جسر اللَّوْز 48
- جسر اللَّوْز 47
- جسر اللَّوْز 46
- جسر اللَّوْز 45
- جسر اللَّوْز 44
- جسر اللَّوْز 43
- جسر اللَّوْز 42
- جسر اللَّوْز 41
- جسر اللَّوْز 40
- جسر اللَّوْز 39
- جسر اللَّوْز 38
- جسر اللَّوْز 37
- جسر اللَّوْز 36
- جسر اللَّوْز 35


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز الحلقة الأخيرة