علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 7282 - 2022 / 6 / 17 - 14:06
المحور:
الادب والفن
مساء الخير يا أصدقائي،
أعرف سلفاً أنكم لن تصدقوا حرفاً واحداً مما سأخبركم به الآن هنا، ولا سيما أن قصة الراعي والذئب وأهل القرية متجذرة في رؤوسنا المحشوة بالمخدرات، رؤوسنا التي تأبى تحطيم الأفكار القديمة غير المُسوَّغة، رؤوسنا التي لا ترغب بالاستيقاظ. ومع ذلك أجد نفسي ملزماً بالمعنى الأخلاقي ـ بعد أن شاركتموني فرحي وترحي ـ أن أقصّ عليكم بعض تفاصيل ما حدث معي في اليومين الفائتين.
بداءة بَدءٍ أعتذر منكم إذ لم أكن صادقاً معكم بحكاية الغراب الذي اِلتقط ورقة اليانصيب الرابحة بمنقاره ووَلَّى هارباً. ولا تصدقوا يا أعزائي أن المخرج وصانع الافلام الوثائقية عماد كريم قد وصل إلى جائزتي عن طريق غرابه الذكي، ولا تصدقوا هلوسات الدكتور إبراهيم نيصافي بأن ورقة اليانصيب قد صارت بحوزته وهو في سوريا، ولا تعيروا بالكم لما تفلسفت به المهندسة المميزة نسرين حين ادّعت بأنها وجدت ورقة اليانصيب بينما كانت تتنزه في الغابة القريبة من بيتها.
لقد اضطررت في الحقيقة لكتابة ما كتبت والادعاء بأن الجائزة قد طارت للأبد، لأن ثمة من دبّر خطة لاقتحام منزلي وسرقة الورقة، وذلك بعد أن أعلنت في الفيسبوك ـ بطيبة قلب ـ عن فرحي بالمبلغ الذي ربحته مع عائلتي. ولحسن الحظ اكتشفت الأمر بمساعدة جاري توماس وطلبنا تدخل البوليس في اللحظة المناسبة. هذا من جهة ومن جهة أخرى أزعجني جداً أن انهالت عليّ عبر هاتفي وبريدي الفيسبوكي وإيميلي رسائل ضغط وتهديد وابتزاز تطالبني بحصصٍ من الجائزة، لدرجة أنني وبجردة حساب واحدة وجدت أني سأدفع للآخرين أكثر مما سأربح.
نعم يا أصدقائي الطيبين، لقد ربحت ثروة بورقة يانصيب ألماني، خمسة ملايين يورو، لم أخسر حلمي الجميل، سأحقق كل ما أتمناه، سأفتتح قريباً شركة الآلات الزراعية التي أخطط لها، دعواتكم لي بالتوفقي، عقبى لكم.
***
يتبع
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟