فلورنس غزلان
الحوار المتمدن-العدد: 1689 - 2006 / 9 / 30 - 09:32
المحور:
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
صدر بيان عن اللجنة الإعلامية في إعلان دمشق من أجل إطلاق سراح السجناء السياسيين.
وصدر آخر في نفس المنحى من معظم لجان وجمعيات حقوق الإنسان السورية..
وكتب بعض المثقفين ورفعوا ــ حسب مقدرتهم ــ عيار الدفاع عن معتقلي الرأي وطالبوا بحريتهم وإلغاء كل الاعتقالات التعسفية والجائرة، مع إلغاء ملف الاعتقال السياسي بشكل نهائي، كدعوة صادقة وصريحة تصب في صالح الوحدة الوطنية ، وتعمل على تضييق المسافة بين المسؤولين في رأس النظام ورؤيتهم القاصرة والعاجزة عن فهم الشارع السوري ، وأن حرية المواطن من حرية الوطن، وسعى الجميع وحاول ...عل آذان السلطة المصمغة بغراء الهوس الأمني، والمقفلة حيال المواطن ومصلحة الوطن ، تستدير وتستمع لابن الأرض ، الذي تقع عليه أعباء ونتائج سياسات النظام الخائبة....لكنها تسمع كل دبيب وفحيح يصدر عن الولايات المتحدة وإسرائيل، تفتح أمامها كل النوافذ وتشرع الأبواب، من أجل عودتنا الحالمة لطاولة السلام وتعاوننا الأمني لمكافحة ومحاربة الإرهاب مع أمريكا ، راعية السلام في المنطقة!!
كل الصرخات والمحاولات والبيانات، تلقى لدى المسؤولين السوريين إهمالا وإغفالا وجهلا ..وإعمالا في تجهيل المواطن وتلفيق الحقائق لدرجة أن وزير الداخلية السوري السيد بسام عبد المجيد، صرح منذ أيام،بما معناه:ـــ
أن السجون السورية ( خالية من أي سجناء رأي، وكل الموقوفين عبارة عن أناس تجاوزوا القانون!!)..
في الوقت ، الذي يعلن فيه منذ الجمعة الفائت 22 /9/ 2006 الطالب المعتقل ( محمد العبدالله) إضراباً عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله تعسفياً ومنعه من تقديم امتحاناته الجامعية، ثم يتضامن معه في إضرابه لاحقاً ، محتجين على اعتقالهم المبني على تهم ملفقة، لا تستند إلى أي اثباتات قانونية أو ممارسات خارجة على القانون ، أو تمس المصلحة الوطنية ، الأربعاء الفائت، كلا من معتقلي الرأي ( ميشيل كيلو ، وأنور البني وكمال اللبواني ووالد الطالب محمد ، السيد علي العبدالله والسيد فاتح جاموس...
هل هؤلاء المعتقلين ...تم حجز حريتهم ..لأنهم خالفوا السير في طرقات دمشق واللاذقية؟!! ...أم لأنهم زرعوا بصلا بدلا من البطاطا؟؟؟.
وهل التهم الموجهة لهم .".وهن عزيمة الأمة ، وإثارة النعرات الطائفية ...و الدعوة لتغيير الدستور ،التعامل مع الأجنبي "...واتهامهم في صحف النظام الصفراء...بالعمالة والخيانة وقبض الأموال...كلها جاءت لأنهم خالفوا قوانين ودستور الوطن النزيهة والعفيفة بكل أقطابها وأياديها النظيفة؟؟!!.
وهل حجز حرية الاقتصادي الكبير عارف دليلة منذ خمس سنوات ، وحكم محكمة أمن الدولة الجائر، ووضعه الصحي المتدهور والذي ينذر بخطر شديد .. يمكن أن يودي بحياته...دليل ديمقراطية النظام ونزاهة قضائه؟
وأن هؤلاء من الموقوفين المتجاوزين للقانون.. لكن كيف يصب هذا التجاوز ، وفي أي قالب قانوني يمكننا وضعه؟ ...نترك السيد اللواء بحكم خبرته الأمنية الطويلة يجيبكم على السؤاال!!.
هل نسينا قرار رئيس مجلس الوزراء السوري رقم ( 2746 بتاريخ 14/6/2006) ، والذي تم بموجبه صرف 17 موظفا وموظفة من الخدمة العامة، على خلفية توقيعهم على وثيقة تطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين؟
هل ينسى المواطن السوري أو يتناسى ...ويغلق عينيه ويصم أذنيه حيال كل التعسف والظلم الواقع على كل من يخالف رأي النظام وتعليمات رجالات أمنه ، وكان آخرها .. حل جمعية رعاية المساجين في السويداء وطرطوس، وبمرسوم صادر عن السيدة الوزيرة المبجلة ( وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ...الدكتورة ديالا الحج عارف) ، وكي يكون للقرار وقعه وأثره النفسي والعملي ...، بل كي يمر دون انتباه أو مفعول يذكر ..جاء خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان...وهكذا وحسب رؤية السيدة الوزيرة ( حسب مقتضيات المصلحة العامة) ، وأن المرحلة الحالية تتطلب رص الصفوف من أجل المعركة!!.
المعركة بالنسبة للنظام والمصلحة الوطنية تقتضي ..إغلاق فم كل من يقول ويتقول ، أنه لدينا مساجين، أو كان لدينا عائلات سجناء سياسيين ..مازالت تعاني مر الحياة وشظف العيش، وتحتاج لرعاية نفسية واجتماعية واقتصادية؟!!.
ومنذ أيام تم إخلاء سبيل مجموعة جديدة من سجناء الرأي الموقعين على ( إعلان دمشق بيروت )، بكفالة مالية قدرها ألف ليرة سورية، على أن يحاكموا طلقاء ، السادة ...سليمان الشمر، محمود العيسى، وخليل الحسين، وكان قد سبقهم إلى الحرية كلا من محمد محفوض، غالب عامر، نضال درويش، صفوان طيفور، ومحمود مرعي...
ويكفي أن يطلق النظام بعض المعتقلين ، وهو حقهم المشروع، وحجزهم هو الغير قانوني ...والإبقاء على ميشيل كيلو وأنور البني . ورياض درار....وفاتح جاموس تؤجل محاكمته إلى مطلع الشهر القادم، بحجة:ــ
...( أن المحكمة نســـــــيت أن ترسل لإدارة السجن من أجل إحضاره إلى المحكمة يوم الجلسة المحددة من الشهر الحالي!!!).
هل هناك سبب أكثر وجاهة من هذا السبب؟.
ثم ننسى أنه بعد أيام فقط ومع بداية شهر تشرين الأول ( في الخامس منه) ، يصادف الوطن السوري مناسبة تعد من أكبر المناسبات إجحافا وظلما وبهتاناً بحق مايعادل ( 300 ألف ) مواطن كردي، حرموا في الخامس من تشرين الأول لعام 1962 حين صدر مرسوم الإحصاء سيء الذكر، وحرم من خلاله العديد من المواطنين الأكراد من حقهم بجنسية البلد ، الذي يعيشون فوق أرضه، وولدوا وترعرعوا فيه، ثم تكاثرت عائلاتهم لتعيش الحرمان من التعليم الجامعي، أو التنقل بهوية، والعمل بشكل مشروع ، وما ينتج عن هذا الحرمان من حرمانات أخرى تجعل المواطن منهم يعيش آلاماً وعذابات يومية ومعاناة لا حدود لها...وكم من الوعود قطعها المسؤولين السوريين الكبار لحل هذه المعضلة، وساوموا فيها أبناء المنطقة، لكنهم حتى اليوم لم يحصلوا على نتيجة تذكر!!
وباعتقادي أن هؤلاء المواطنين عبارة عن سجناء بسجن كبير، ناهيك عن انعدام الحريات بكل أنواعها وحيثياتها في الوطن السوري ككل.
أطرح اليوم ندائي هذا، أمام الرأي العام العربي والعالمي، والسوري المسيس بشكل أساسي، وأحمل الجميع مسؤوليتهم عما يجري داخل سورية، وعن انعدام الحراك وشلله أمام وحش النظام الأمني وقمعه، لكن هل يمكن أن يصيبكم أكثر مما أنتم فيه؟
هل تقف لجان وهيئات حقوق الإنسان العالمية والعربية مكتوفة الأيدي أمام الاعتداء الصارخ على حق المواطن السوري بحرية التعبير والحركة والنشاط الحزبي والسياسي ، وتصمت على اعتقال المثقفين السوريين ، من ناشطي ربيع دمشق، ولجان إحياء المجتمع المدني، إلى الموقعين على إعلان دمشق بيروت، والطلبة المحرومين من إتمام دراستهم الجامعية ، والممنوعين عن الحركة والانتماء لأي حزب أو توجه سياسي، سوى التبعيث والتهليل للحزب الواحد سيد الدولة والمجتمع؟.
هل سيستمر الصمت على كل هذه الجرائم؟
هل سنكتفي بالبيانات والعرائض؟
ألا نتحرك ونموت بشرف، ودفاعاً عن كرامتنا المهدورة على يدي أصغر مخبر؟
هل بات الرأي المسالم والكلمة التي تطرح الحوار والإصلاح تستحق حبس الحرية، وتشويه كل ما بناه المرء من سمعة ونقاء وحب لأرض سورية وفخر في انتمائه إليها، يعني أنه خائن وعميل ومتعامل مع أعداء الوطن ــ حسب مقاييس الوطنية للنظام الأمني السوري؟.
أما آن الأوان ، إلى كسر حاجز الصمت والخوف، وقراءة الواقع ببصيرة أكثر صدقاً مع النفس والواقع، وأن النظام هو الخائف، وهو المرعوب من الكلمة ويريد خنقها في حلق كل المواطنين؟ .
لا أملك إلا أن أنتظر من النيام أن يصحوا، ومن الأموات أن تنهض، ومن الأحزاب أن تنفض عنها غيبوبتها الطويلة، وتعيد النظر بمسيرتها الراهنة، وبمراهنتها على نظام " فايت بالحيط "، ويريد أن نفوت معه فيه( على رأي المثل عندنا).
#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟