أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - بين الشد الإيراني والجذب العربي، يغلي مرجل المنطقة















المزيد.....

بين الشد الإيراني والجذب العربي، يغلي مرجل المنطقة


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1653 - 2006 / 8 / 25 - 11:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لبنان أولا ودائما..لبنان في المحور ونقطة البركان الساخنة والصراع المستمر لسياسات وحسابات جرت وتجري فوق أرضه، ويدفع ثمنها باهظاً من دماء شعبه، ويستمر أضحية العيد لعاشوراء أو المولد... وليس هناك من صوت أو منطق ، رغم مصداقية الكثير من الأصوات الوطنية اللبنانية وبعض العربية، التي تصدر بين الفينة والأخرى وتحاول باستماتة أن تعيد الصواب ، وتصوب الانحراف من أجل إنقاذ لبنان ..من أجل إعماره وعودته للحياة.
لكن هل تفلح الأصوات المخلصة بإخراج لبنان من نكبته؟، هل تتغلب كلمة الحق اللبنانية الصادقة الموحدة للبنان، على كلمات الشك والتخوين والتفتيت لتصب في أجندات بعيدة كل البعد عن لبنان الوطن ..لبنان الأرض والشعب والمستقبل والسلام ؟!
توقفت الحرب بسعارها، لكنها لم تتوقف مخاطر اشتعالها من جديد..فإسرائيل من خلال هزيمتها النوعية هذه المرة، وما يدور في كواليس حكومتها من محاسبات لهذا المسؤول وذاك الجنرال نتيجة للحصاد الخاسر والإعتقاد السائد والمشحون بشعور التفوق والاستعلاء بالقدرة العسكرية التي لا تقهر، ناهيك عن إصرار حزب الله الاحتفاظ بسلاحه وجاهزيته، وتهديد حسن نصر الله عندما صرح " أن أي استهداف عسكري لسورية أو إيران، سيواجه من حزب الله ...حتى آخر قطرة دم "!.وأن القرار 1701 لم يتضمن نزع سلاح حزب الله!، علماً أن القرار 1559 و 1680 يتضمنان نزع أسلحة كل الميليشيات المتواجدة على الأرض اللبنانية عدا السلاح الرسمي للجيش اللبناني!!!. ..معتبراً أن سلاح حزب الله للدفاع عن لبنان وأن الجيش لا يملك القدرة بعد للدفاع عن لبنان!! .
يترافق هذا التشنج مع مخاوف أوربية وعلى رأسها ..فرنسية..من عودة النشاط الحربي للساحة ووقوع القوة الدولية بين نارين...ويتم بحثها اليوم في بروكسل من وزراء خارجية الدول الأوربية المشاركة بإعداد القوة. ويبدو من خلال ما سبق ذكره ، أن إسرائيل بدأت بإعادة النظر في سياسة القوة التي اتبعتها لحل ماهو محض سياسي بينها وبين جيرانها العرب، وخاصة أنها ومنذ اندلاع المعارك، أرسلت تطمينات للسلطة السورية، أنها لن تعتدي عليها ، وليس لديها أي مخطط عدواني تجاهها، وقد صدر أكثر من تصريح ، إبان الحملة العالمية على النظام السوري واتهامه بتدبير مقتل الحريري، بأن إسرائيل ترفض أي تغيير في السلطة السورية ، كما وافقتها الولايات المتحدة على ذلك في حينه، بإرسال إشارات تدل أن حكومة الولايات المتحدة تحرص على استقرار المنطقة وكل ما تريده من النظام السوري، هو " تحسين سلوكه"، لاشك أن النغمة الأمريكية قد تغيرت أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان، لأن السيد بوش وسياسته العمياء بجدارة، اعتقدت أن إسرائيل تنوب عنها في القضاء على إرهاب حزب الله، ومن يقف وراءه كايران وسورية " دول محور الشر " ..دون أن ننسى أن بوش كان وحيدا يغرد في سربه الأمريكي معتبرا أن إسرائيل قد حققت نصراً على حزب الله!!...وبمجرد خروج صرخات وخطابات الفرح بالنصر من عاصمتي المحور ( طهران ودمشق )..والشروع في قطف ثمار النصر وتجيير الدم اللبناني لصالح كلا منهما على حدة، مع أن المصالح بدأت تطفو على السطح وتضاربها بدا يغزو الأفق، فمحاولات دمشق خطف النصر من أهله وركوب أمواجه العائمة لفتح أبواب عزلة صنعتها سياسات ضيق الأفق وسوء التقدير، وتجلت بمحاولات التشدد حيال تطبيق القرار الأممي 1701 والتدخل بالشؤون اللبنانية بحجة دعم المقاومة، وغايتها حمل الأطراف اللبنانية على الصراع فيما بينها ليصفو لها جو القطاف ..ومفاده علاقة الشد والجذب مع حزب الله واعتماده التسليحي على سورية ومن خلالها كوسيط، ولهذا برز الهياج والتعنت إزاء تواجد قوات لبنانية على الحدود مع سورية وخاصة لو ألحقت بها قوة دولية..شككت من خلالها بالسيادة اللبنانية وأنها ستشكل مصدر عداء بين الدولتين!! ، ولن نمر على الحدث دون أن نتساءل... لماذا تمس السيادة اللبنانية بوجود قوة دولية ، ولا تمس السيادة السورية مع وجود مثل هذه القوات على طول حدودنا مع إسرائيل وتحتل أرضنا السورية بالذات ( الجولان )؟!..
لكن محاولة الاستقطاب السوري جاءت على لسان وزيرة الخارجية الإسرائيلية ( تسيبي ليفني )، ورئيسها أولمرت، حين أعلنت عن تشكيل لجنة من أجل إعادة الحوار والمفاوضات مع سورية، ولم يستبعد أولمرت هذه الإمكانية، ولاقت صداها المنتظر في دمشق، مما حدا بالرئيس السوري إلى التصريح عبر تلفزيون دبي ( هناك فرص للسلام...الوقت يضيق لاقتناصها.... الجيل الحالي هو آخر أجيال السلام)!! ، ناهيك عن تصريحات محسن بلال " وزير الاعلام السوري " .. قائلا :ــ ".سورية خيارها كان وما زال السلام العادل والشامل، الذي يحقق استعادة الجولان وما تبقى من جنوب لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة وإقامة دولة عاصمتها القدس "!!..سبقها تصريح محمد حبش النائب السوري في مجلس الشعب ووزير الخارجية وليد المعلم، وكلها يصب في اللحاق بركب السلام ...ثمنا للحرب اللبنانية، لكن بقدر ما يعتبره النظام السوري نصرا سياسيا...حققه بعد نصره العسكري الذي جناه دون تعب أو جهد ..يذكر ..فإن صديقته وحليفته إيران تسعى هي الأخرى للمساومة بحزب الله ولبنان أمريكيا وأوربيا ..وكذلك بالعراق المنكوب بحربه الأهلية...لتحصل على ورقة رابحة...مدعومة من الموقف الفرنسي ، الذي فقد الثقة بفتح الباب السوري ويعتبر أن الحوار مع إيران هو الأجدى!!.. لكنه يقابل بتعنت أمريكي بريطاني ..وخاصة أن بعض أطراف الحكومة الأمريكية لا ترى بنتائج الحرب ما يراه سيدها بوش ..وعلى رأسهم رايس ورامسفيلد...وقد اتعظوا من حربهم العراقية ، ويعتقدون أن الحوار مع سورية وتحييدها عن الاستقطاب الإيراني ...يمكنه أن يثمر لبنانيا وفلسطينيا على الأقل!!!
مما يضيق الخناق على الدور الإيراني ويزعج الحليف الأكبر لسورية، لكنه في الوقت نفسه يفتح المجال العربي على مصراعيه، أمام الدول التي سميت بالمعتدلة ..." السعودية ، مصر الأردن لاحقاً" رغم سخطها وتبرمها من التصرفات والتصريحات المشينة الصادرة عن النظام السوري ، والتي زادت في عزلته العربية، واعتقد الكثير من المراقبين حيالها ، أنها تعني رفع الغطاء العربي عن النظام السوري، لكن المعطيات والتصريحات التي تخرج من القاهرة وعلى لسان السيد " سليمان عواد" المتحدث باسم الرئاسة المصرية قائلا :" أن الرئيس مبارك والرئيس الأسد تربطهما علاقات أخوية راسخة "!! ، هذا بعد العذر والتبرير الصادر عن المعلم وعن محسن بلال بشأن الحديث عن ( أنصاف الرجال ) الواردة في خطاب الرئاسة السوري!! ، وعلى ما يبدو أن الدول العربية تفضل تصحيح مسار النظام السوري وكسبه إلى حياضها ، بدلا من الاسهام في تغييره ...لكن التساؤل ما زال مشروعاً ، حول الموقف السعودي ...ونتائج تقرير براميرتس في سبتمبر المقبل ستظهر على السطح ، وقد أعطى تلكؤها ...نجاحا وعمرا أطول للنظام في سورية ...والحرب اللبنانية جعلته يناور ويحاول كسب الوقت وكسب نتائج الحرب لصالح أجندته مع إسرائيل أولا ...وباعتقاده أن لبنان ستأتي لاحقا!!.
مشدداً من قبضته الأمنية في الداخل السوري، وعلى كل المثقفين والمعارضين، وقد نساهم المجتمع الدولي ، ولم يفكر بهم يوما أي من المجتمعات العربية، ولو أن ما جاء على لسان جريدة الجمهورية المصرية اليوم ، مذكرة بالمعتقلين السوريين واللبنانيين والفلسطينيين .. جاء متأخرا ، لكني سأقول على مبدأ المثل الفرنسي، " أن تأتي متأخراً، أفضل من ألا تأتي أبداً".
هل تنطبق حسابات الحقل السوري على حسابات البيدر العربي والأممي ؟؟؟؟
أم أن الجاني الأكبر سيكون فارسي الدمغة؟؟، خاصة بعد رفض إيران وقف التخصيب النووي، وقد جاء الرفض على لسان كبير المفاوضين الإيرانيين ...علي لا ريجاني ، وتلاه تصريح نائب برنامج الطاقة النووي السيد سعيدي قائلا :" مسألة تعليق التخصيب كشرط مسبق لا يمكن أن يكون لها مكان"!!
فما هي الورقة التي ستساوم بها المجتمع الدولي إذن؟؟!.
وهل يكون الخاسر الأكبر لبنان بوحدته؟ أم أن حزب الله سيفوق من غفوته ونشوته، ليكسر أجندة الآخر وينتصر لصالح الأجندة اللبنانية؟؟؟
فلا يمكن لحزب الله أن ينسى ، أو يتناسى أن الطائفة الشيعية ليست كلها حزب الله!!! فهاهو مفتي صور وجبل عامل الشيخ " علي الأمين يصرح لصحيفة النهار :" أن أحداً لم يسأل الطائفة الشيعية رأيها في الحرب التي دارت، لأنها لم تكن موافقة عليها شأنها شأن جميع اللبنانيين" ...ورفض تخوين من يطالب بنزع سلاح حزب الله مشددا على ضرورة إسقاط منطق " المحرمات والخيانات من قاموس مجتمعنا " ثم أضاف ..." لقد أثبتت التجارب على الساحة اللبنانية فشل حماية ورعاية الطوائف والأحزاب لنفسها، فلا بديل من الدولة الواحدة، التي ينخرط فيها الجميع من دون استثناء".
هذا صوت العقل المنطلق من ابن الجنوب المنكوب..صوت وحدة لبنان وولائه لأرضه وايمانه بحكومة الحكمة والقانون ، وإلغاء لغة الطائفية والتحزب، إلا للبنان...فهل من يصغي؟
بين كل هذه المشادات السياسية ، والتي تزداد حدتها بين الأطراف المتصارعة يوما بعد يوم، ولبنان المدمر ، والمنهك ، والذي يحتاج لما يعادل 15 مليار دولار لعودة روحه إليه، وقد صدقت إسرائيل بوعدها إعادته عشرين عاما للوراء؟؟؟هل لنا أن نتصور ما يحتاجه الإعمار من وقت؟ وكم من جهد ومال، وحتى الآن لم تظهر بعد أموال المنح ولم تصل!!وكيف يعيد الأيدي العاملة التي رحلت وانعدمت ثقتها بالوطن وبإحساسها الأمان فيه؟ ، والمصانع المخربة والمهدمة ...حتى تعود دورتها للعمل ..كم من المدد تحتاج وكم من المال يفقد لبنان بتوقفها؟ ..ناهيك عن قطاع السياحة والصحة والمدارس وافتتاحها على الأبواب... الجميع يفكر بمكاسبه السياسية، فهل من يفكر بمأساة الوطن.؟



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستتمكن الحكومة اللبنانية من بسط سيادتها على كل الأرض اللب ...
- لن تخرج سورية من الشرنقة، طالما أن نظامها حريص على إضاعة الف ...
- رسالة حب للبنان...حين ينبت الزهر من جديد فوق الرز
- قراءة في نتائج الحرب اللبنانية الاسرائيلية
- للبنان أقدم اعتذاري...ورؤيتي لنتائج حربه مع إسرائيل
- ثلاث نساء حطمت حياتهن..باسم الحق الشرعي!
- الفارق كبير بين انتصار حزب، وانكسار وطن
- ما الذي ينتظر لبنان بعد هذا الجنون؟
- أما آن أوان غضب الشارع العربي، أو رحيل زعماء الهزيمة؟
- لعنة الشرق الأوسط
- عدنا والعود أحمدُ ...من روما بخفي حنين!
- من هنا إلى روما ... ويستمر الطوفان
- ناموا ياقرود السيرك العربي
- ماهي نتائج الحرب في لبنان؟، وماهي معالم المنطقة مستقبلاً؟
- رسالة ... إلى ميشيل كيلو في معتقله
- إيران الرابح الأول، ولبنان الخاسر الأكبر
- إلى أي مدى كان وعد حزب الله صادقاً؟ وما هو ثمنه؟
- بين الشهيد الجولاني - هايل أبو زيد -، والجندي الإسرائيلي الم ...
- تنصيب ( علي الديك) على رأس المشروع السوري الكبير بخطته غير ا ...
- لماذا تغيرت القيم في سورية؟ ولماذا اهتز الانتماء الوطني؟


المزيد.....




- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري
- بارون ترامب يرفض المشاركة كمندوب للحزب الجمهوري في فلوريدا
- عاصفة شمسية -شديدة- تضرب الأرض للمرة الأولى منذ 2003
- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - بين الشد الإيراني والجذب العربي، يغلي مرجل المنطقة