أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فلورنس غزلان - رسالة حب للبنان...حين ينبت الزهر من جديد فوق الرز














المزيد.....

رسالة حب للبنان...حين ينبت الزهر من جديد فوق الرز


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1643 - 2006 / 8 / 15 - 09:35
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


نخرج من أقبية الخوف ومن تراب الردم والموت، ننفض رائحة الدم ، وهي العالقة في ذاكرتنا منذ عقود، نحمل جراحنا النازفة في كل حي وقلوبنا المفجوعة على مدى التاريخ وأرواحنا المكسورة في حروب تتناوب على أجيالنا دون رحمة، نتعلق بأعمدة القرار 1701 وننتظر أكسجين الحياة ، دون دخان ودون بارود، نبحث بين الأنقاض عن بقايانا..نبحث بين الدمار عن أجزائنا وأشيائنا المبعثرة، نحاول التقاط ..الحجارة لنعيد رصفها من جديد..نبحث عن أطرافنا المبتورة لنجمعها ونعيد وصلها في حلقات الجسد الواحد ...نسال من نلتقي بهم ..عن أحبة رحلوا..أو ضاعوا ...أو فقدوا....نجوس المناطق ونداوم السؤال ...لن نيأس فقد مررنا من قبل بالتجربة ..مررنا من قبل بالتجارب...لكنها أبدا ...أبدا لم تحمل هذه الصور ...أبدا لم تحمل ...هذا الحجم الهائل من القتل والخراب...أو من الجوع والهزال...لكني على يقين ...أننا سننهض...مع أن الخوف يأكل بقية روحي وينهش القلب ..

.الخوف من حجم الحقد...الخوف من حجم انحسار الوعي ...الخوف من ضياع البوصلة في درب البناء وهو الأصعب...
درب البناء منذ الغد ...سيكون التجربة الحقيقية التي تنتظرنا في لبنان...

فهل سننجح ، كما نجحنا سابقا؟ ...سندخل الامتحان ..ماذا في جعبتنا لنخوضه؟؟ هل نملك الحب في قلوبنا لنسامح؟، هل نملك الحب لنبصر بتمعن مقدار الخطر ونتلمس أبواب النجاة؟

لقد جعلوها جحيما وقودها أطفالنا، وحصادها هشيم يحترق وبقايا لحضارة كانت هنا، ولفينيق مر وترك آثاره ليعلم الزمان ويحفر عميقاً في الجذور، ويزرع شجيرات الأرز رمزا للعنفوان، رسم حروفه منقوشة في صور وعلى أطراف صيدا ، وفي جنبات بيروت الشامخة ..وعلى صخراتها التي لا تعرف الانحناء...مرت قوافل البربريةمن هنا....ومزقت ضفاف الوطن وقلوب الأمهات...مزقت دون رحمة واقترفت آثامها دون وجل من تاريخ بنى وجوده في غفلة منا، وفي لحظات سباتنا الطويل...وعراكنا الجاهل ...وصراعاتنا التافهة في بحر ظلماتنا الفكرية وأحقادنا الصغيرة...نسينا الهام والأهم في خضم تناحرنا...وخضنا وها نحن نخوض ...ما يفوق الطاقة على الاحتمال، والنفس على المقاومة..

أيمكن بعد هذا أن ننتشي بنصرنا؟!!!
وكيف نجيره فعلاً ليكون نصراً حقيقيا وسياسياً على أرض الواقع؟
في لبنان تجتمع الطوائف، وتلتقي الاتجاهات، وتتشابك الأيدي، في لبنان ...يمكن للمعجزة أن تخلق
فقد علمنا أنه بلد المعجزات...

في لبنان ...انطلق العمران من قلب الخراب، والتسامح من عمق البغضاء...في لبنان انبثق الورد من رحم البحر والصخر ...وخرج الحب من رحم الحقد والكره...

اليوم نحن أحوج إلى هذا الحب ...اليوم نحن أحوج لقلوب عامرة به ...عامرة بالأمل والثقة بالنفس اللبنانية، بالاخاء اللبناني...بالوحدة اللبنانية...بالأرض اللبنانية...بالهوية اللبنانية...بالديمقراطية اللبنانية....وبحكومة الحكمة ...ودولة الوحدة.

اليوم على اللبنان المسؤولين... رجال الحرب ورجال السياسة...أصعب المهمات وأشدها حسما وإنقاذاً لغد الوطن وبقاءه واستقلاليته وسيادته ...عليهم يقع عبء نصرة الحياة على الموت...نصرة الوطن على المصالح الصغيرة ...نصرة المحبـــــــــــــــــــة على الحقــــــــــــــــــــــــد..
أيمكن لابن لبنان أن يحب أخيه بنفس المقدار الذي يكره فيه عدوه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إن استطاع الفرد منا أن يقيس محبته لابن وطنه المختلف عنه طائفياً وسياسيا ...وانتماء مناطقياً أو عشائريا...بنفس القدر الذي يكره فيه إسرائيل التي دمرته، فسيكون قد انتصر:ــــ

أولا على نفســـــه، وثانيا على العــــــــــدو، وثالثا من أجـــــــــل لبنـــــــــــــــــان..........

هذه رسالتي ...رسالة محبة...رسالة مشاعر ...وسياسة صادقة ...فبدون المحبة التي يمكن أن نبنيها بثقافة الوعي والانتماء للوطن.لن يبنى لبنان من جديد.....
...وهذا ينطبق ليس فقط على اللبنانيين في محنتهم، بل على العرب بأقطارهم ...والعراقيين أولهم ...والسوريين تابعهم....والفلسطينيين في قضيتهم....

لأننا شعوب تتلقى منذ عقود خلت سياسات التفرقة ...لتسود الأنظمة...نتلقى سياسات الإقصاء لتعيش الأنظمة....سياسات الرعب والقمع لتستمر السلطة...شعوب تتلقى عبادة الفرد، وتبحث على الدوام عن زعامات لتحتمي بظلها...شعوب تتقن الرقص والهزل في وقت الجد والعمل...شعوب تمارس الكره وتنتج الحقد وتورثه من خلال التنويم المغناطيسي الذي اتبعته الأنظمة الفاسدة والاستبدادية...لتقوى على حساب وعينا وعلى حساب غسل المحبة من قلوبنا...لتبني أعشاش حكوماتها في ظل الأحقاد البعيدة كل البعد عن مصالح الأوطان ومستقبل الأجيال..

هل سيكون لبنان هو معلمنا ودرسنا التاريخي الذي يحفر عميقا في نفوسنا...ويظل لنا نبراساً ومنارة نفخر به ونورثه ....ونجعله مقدسا ...لأنه سيبنى من جديد ...بالحب بين أبنائه الأوفياء لترابه ولتضحياته؟



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في نتائج الحرب اللبنانية الاسرائيلية
- للبنان أقدم اعتذاري...ورؤيتي لنتائج حربه مع إسرائيل
- ثلاث نساء حطمت حياتهن..باسم الحق الشرعي!
- الفارق كبير بين انتصار حزب، وانكسار وطن
- ما الذي ينتظر لبنان بعد هذا الجنون؟
- أما آن أوان غضب الشارع العربي، أو رحيل زعماء الهزيمة؟
- لعنة الشرق الأوسط
- عدنا والعود أحمدُ ...من روما بخفي حنين!
- من هنا إلى روما ... ويستمر الطوفان
- ناموا ياقرود السيرك العربي
- ماهي نتائج الحرب في لبنان؟، وماهي معالم المنطقة مستقبلاً؟
- رسالة ... إلى ميشيل كيلو في معتقله
- إيران الرابح الأول، ولبنان الخاسر الأكبر
- إلى أي مدى كان وعد حزب الله صادقاً؟ وما هو ثمنه؟
- بين الشهيد الجولاني - هايل أبو زيد -، والجندي الإسرائيلي الم ...
- تنصيب ( علي الديك) على رأس المشروع السوري الكبير بخطته غير ا ...
- لماذا تغيرت القيم في سورية؟ ولماذا اهتز الانتماء الوطني؟
- خاسرون ومهزومون...حتى بالرياضة!
- مطر الصيف فيلم الأسبوع الفلسطيني بجدارة...المخرج إسرائيلي و ...
- أحلام صفقة سورية أمريكية ملحقة بالإيرانية


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فلورنس غزلان - رسالة حب للبنان...حين ينبت الزهر من جديد فوق الرز