أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - من هنا إلى روما ... ويستمر الطوفان














المزيد.....

من هنا إلى روما ... ويستمر الطوفان


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1623 - 2006 / 7 / 26 - 08:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يتوقف فيضان الدم اللبناني ، ولا يبدو أنه سينحسر في الأيام القادمة، وليس هناك أي بصيص من أمل يوقف المد البربري والقصف العشوائي تارة والمقصود أخرى، ولم يسخر لمعاقبة حزب الله، ولم تحدد ضرباته لتصطاد طواقمه وأفراده، بل جاءت لتعاقب الوطن الذي ينتمي له هذا الطيف ويعتبر جزءا من مكوناته.. لن نعود إلى مناقشة المغامرة التي لجأ إليها حزب الله ..أو ُدفع لارتكابها، معتقدا أن الجرة ستسلم هذه المرة ..مثل سابقاتها، وربما تكون دليلاً على عجز حزب الله عن ممارسة السياسة كما يمارس القتال، لأنه استطاع أن يصل للحكومة بوزيرين من خلال انتخابات حرة، وقد حصل الأمر نفسه مع حماس في فلسطين، فهل يمكننا أن نعتبر أن هذه الأحزاب الدينية الطابع لا تستطيع أن تبني علاقات وسلوكيات سياسية ناجحة حتى لو استغلت الديمقراطية لتصل لغايات سياسية؟! ..يجني الدافعون ثمارها نووياً أو باتفاقات مناطقية تعيد حسابات حقولهم لمواقع أقل خسارة ، لكن النتائج أتت لتجعل حسابات البيادر الإسرائيلية والأمريكية ..تعتبرها بمثابة ( الفرصة الذهبية ) كما سماها بوش ــ للقضاء على حزب الله " الإرهابي " ، وإعادة السلطة والهيبة للدولة اللبنانية وانتشار الجيش اللبناني على طول حدوده مع إسرائيل ...وتحجيم الدور السوري الايراني ..هذا ما تراه سياسة بوش وتبني عليه بدعمها لمعارك إسرائيل ، متغاضية ومغمضة عينيها عن التدمير والأعداد الهائلة من الضحايا البريئة، والتهجير والتشريد لأكثر من نصف مليون لبناني..وبهذا يفقد الدور الأمريكي لأية مصداقية ...كوسيط محايد أو كراعي لإقامة سلام بين إسرائيل وجاراتها العربية أو مع الفلسطينيين! ــ هذا إن لم يكن فقدها منذ زمن ــ بل وضع أمريكا كشريك وحليف منحاز إلى جانب إسرائيل، على الرغم من بعض الأصوات الأمريكية الصادرة عن مراقبين وخبراء في قضايا الشرق الأوسط و لمستشارين في البيت ألبيض نفسه ، كما هي حال " دان بارليت " ، حين أبدى امتعاضه وتخوفه من سياسة بوش اللاعقلانية والتي يمكن أن تجر لعواقب وخيمة على الشرق الأوسط قائلا:"ما لم تعالج الجذور الحقيقية للعنف الذي يمزق الشرق الأوسط ، لن يعم السلام أبداً المنطقة "، وذهبت بعض الآراء إلى الاعتقاد بأن هذه الممارسات المتطرفة ستدفع بالكثير من المعتدلين اللبنانيين إلى التطرف أيضا وتخلق مواقفا أكثر تطرفاً من حزب الله وربما تنحاز إليه ، كما حصل بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، الذي كان الأرضية المناسبة لخلق حزب الله .
لكن مع اقتراب لقاء روما واستبعاد سورية من اللقاء ، رغم أن استراتيجيتها كانت تطمح لمكسب كبير تجني ثماره من دفعها وإيران حزب الله لمغامرته ، لكن بعض الأصوات الأوربية والعربية والأمريكية أيضا ، خرجت بمبادرة ومحاولة لإقصاء سورية عن تحالفها مع إيران بطريق غير مباشر، لأن أمريكا ترفض الحوار مع النظام السوري منذ اغتيال الشهيد ( رفيق الحريري ) ، وسحب السفيرة الأمريكية من سورية " مارغريت سكوبي "، وذلك بالضغط على سورية عربيا للتخلي عن دعم حزب الله عسكريا كونها تمثل الوسيط والشريك بينه وبين إيران، مما يضعف حزب الله ويساهم بقص جناحيه، وارغامه للعودة كطرف سياسي في الحكومة اللبنانية وتسليم مواقعه للجيش اللبناني صاحب الحق في حماية أرضه ودولته، مع دعمه وتقويته ماديا وعسكريا ليتمكن من الاضطلاع بدوره الطبيعي،أو قوات دولية تضمن أمن إسرائيل ، مما يشكل تهديدا سافراً وخسارة سياسية لسورية، وهذا ما حدا ببوش الاتصال برئيس الوزراء التركي " أوردغان " ، والذي قام بدوره بالاتصال بالرئيس السوري لطرح بعض الأفكار حول الحلول والسعي لوقف إطلاق النار ، وقد أبدى النظام السوري استعداده للتعاون والتشاور، دون أن يغفل عن التقاط الفرصة للمطالبة بمقابل يضمن عودة هيبته في المنطقة ، أو دورا ما في لبنان، وهنا تبدو المساومة غير متناسبة وغير متكافئة، وبانتظار روما ...تبقى التوقعات والمحاولات جارية ، ومعها المعارك، التي تسعى فيها إسرائيل للحسم وإضعاف حزب الله، لكن دخولها الأراضي اللبنانية ــ لو استمر ــ سيزيد من حجم خسائرها ويورطها أكثر ، ويعزز من دور حزب الله ، كما سيضعف الحكومة اللبنانية القائمة ، ويضعف من قدرتها على فرض هيمنتها وسلطتها على أرضها واتخاذ قراراتها ، ناهيك عما ستولده المعارك من تعاطف وتنافر وتناحر قد يؤدي لأشد العواقب ضررا على وحدة لبنان .
وضمن المعطيات الحالية على الأرض ، واصرار إسرائيل ومن ورائها الدعم الأمريكي على استمرار المعارك وتواصل القصف الجوي ، فإن حزب الله يسير في طريق الضعف ، رغم ادعاءاته وحفاظه على بعض قدراته، لكن أقسى ما يطمح إليه اليوم ، هو توقف القتال ومبادلته الأسرى، سيما وأن استمرار قوته تعتمد على الدعم السوري ، ولو نجحت المحاولات العربية لابعاد سورية عن محور حزب الله ــ ايران ..وإعادتها للحوض العربي ..السعودي المصري الأردني ..وعقد صفقة ما لتحييدها وتجنيبها الثمن الباهظ ، كما حصل مع ليبيا...فان هذا التوقع لربما ..أبعد شبح الاحتمالات الأكثر سوءا وقتامة
خاصة فيما يتعلق بالوضع الداخلي السوري ونتائج هذه الحرب على حرية المواطن وانتقال الوطن من حال الاستبداد والطواريء إلى حال الحرية والديمقراطية، التي ينشدها المواطن السوري، ويتجلى هذا واضحاً، في طغيان الأحداث وهيمنتها على الواقع مما سبب بتناسي ، أو تأجيل النظر بقضايا المعتقلين السياسيين في سورية، سواء الدفعة الأخيرة بعد " إعلان دمشق ـ بيروت " أو معتقلي ربيع دمشق
في الختام، قضينا جل أعمارنا ننتظر ونحلم ونصبر ونحتمل، فلا ضير من عض النواجذ مجددا، على أن يكون الفرج قريبا ويحمل في طياته أملا..



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناموا ياقرود السيرك العربي
- ماهي نتائج الحرب في لبنان؟، وماهي معالم المنطقة مستقبلاً؟
- رسالة ... إلى ميشيل كيلو في معتقله
- إيران الرابح الأول، ولبنان الخاسر الأكبر
- إلى أي مدى كان وعد حزب الله صادقاً؟ وما هو ثمنه؟
- بين الشهيد الجولاني - هايل أبو زيد -، والجندي الإسرائيلي الم ...
- تنصيب ( علي الديك) على رأس المشروع السوري الكبير بخطته غير ا ...
- لماذا تغيرت القيم في سورية؟ ولماذا اهتز الانتماء الوطني؟
- خاسرون ومهزومون...حتى بالرياضة!
- مطر الصيف فيلم الأسبوع الفلسطيني بجدارة...المخرج إسرائيلي و ...
- أحلام صفقة سورية أمريكية ملحقة بالإيرانية
- الوقت غير مناسب
- فلورنس غزلان مع الفضائية الكردية روج تي في
- ألم تنته مدة صلاحية الاستبداد في سورية بعد؟
- كان ...هنا
- متى نخرج من قمقم عبودية النصوص والخطوط الحمر؟
- تعرفوا على رئيس سورية المستقبل!! هكذا يقدم - الغادري - نفسه ...
- إضاءة على الخطوط المنحنية والمتعرجة، ذات المغزى في صحيفة -ا ...
- هل هناك بوادر لصفقة إيرانية أمريكية، تليها صفقة سورية أمري ...
- نهرع للقاء......ولا نلتقي


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - من هنا إلى روما ... ويستمر الطوفان