أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ألم تنته مدة صلاحية الاستبداد في سورية بعد؟














المزيد.....

ألم تنته مدة صلاحية الاستبداد في سورية بعد؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1589 - 2006 / 6 / 22 - 09:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعطت دمشق في تاريخها البعيد والقريب الكثير ، قدمت الضحايا وغذت بلاد العرب بمفكرين وكتاب ومتنورين، ورغم خيمة الظلام التي عممتها منذ عقود، لكنها لم تستطع أن تجعل منها عاقرا، بل مازالت قادرة على الإبداع وما زالت تكبر على جراحها وتحاول أن تقوى على كل محاولات التنكيل والتركيع، ما زالت أكبر من أن يحتويها البعث ويغرقها بسلطته الأسدية الاستبدادية، ما زالت رغم الوهن والجراح، تعض على النواجذ وتحاول النهوض من كبوتها الطويلة، لكن سياط الطاغوت لم تتوان عن مواصلة الضربات المتلاحقة ..يتحفنا بأساليب جديدة كل يوم!!، ويقدم على مذبح استمراريته وبقائه ضحايا جدد في تنوع أكثر جدة وابتكارات من اختصاصه وحده، ليثبت أنه السيد الرائد على الدوام في سلطة الاستبداد والشمولية نادرة المثال على وجه الكرة الأرضية، وما الشعب السوري إلا حقلا لتجاربه في الحكم الأوحد وحزبه الوحيد القائد!!.
إن النظام الاستبدادي في دمشق( الشآم)، يثبت كل يوم قوته على البطش والاعتداء على شعبه ،معتبراً هذا الشعب مجرد ملكية خاصة وجدت لتحتمل كل عنجهيته وجبروته، لتحتمل ساديته واغتصابه لكل حق من حقوق هذا المواطن، والذي يثبت أيضا وبالواقع العملي أنه شعباً أيوبيًا ( نسبة للنبي أيوب) بصبره الطويل واحتماله منقطع النظير، لم يكتف نظام الفساد والاستبداد ، باعتقال المثقفين والناشطين وزجهم في غياهب السجون وتلفيق التهم الكاذبة لهم، وإعداد المحاكم الصورية ذات الخدمة المأجورة لفروع الأمن التي تسيطر على القضاة والمحاكم، وتصدر الأحكام من خلف الستار، لكنه يأتينا اليوم ببند جديد من بنود عبقريته الفذة في صياغة أحكام تفتقد إلى أبسط قواعد الحق والعدل والمصداقية ، وتخالف القانون السوري ذاته، وتصدر عن رئيس مجلس الوزراء، الذي يحمل ضميراً وطنياً وإنسانياً كبيرا يدل فيه أنه الابن البار لسلطته !!، حين يقوم بالتوقيع على قانون جائر ومخالف لكل الشرائع الدولية لحقوق الإنسان ،العامل والموظف في دوائر البلد، مستخدما لقمة العيش وسيلة للعقوبة لكل من يخالف إرادته ، وليت من يقوم بحرمانهم من حقهم في العمل والعيش، ارتكبوا جرما وظيفيا يستحقون عليه هذه العقوبة الظالمة!! لكن جرمهم اقتصر على ( التوقيع على بيان..على ورقة) أثبتوا من خلالها أنهم مواطنين لا رعايا، لهم حقوق ولغيرهم مثلها...لهم دور في وطنهم وصوت حق يرفعوه بوجه الطغاة ، ويطالبون برفع الحيف عن زملائهم المثقفين والناشطين، لكن ورقتهم هذه ، في عرف الفروع الأمنية الحاكمة والمستأسدة على كل شؤون الحياة في سورية، تعتبر جريمة!!!!!!!الإعلانات والبيانات والكتابات ..واستخدام الأقلام والأوراق ...كلها ...جــــــريمـــــة يخالف عليها القانون الأمني السوري ـــ اللهم إلا من جاء مدسوسا ومحشوا بإيعاز منها ــــ غير المعلن، والدستور الاستبدادي غير المكتوب ...لكن على المواطن الذي شاءت له أقداره أن ينتمي لهذا الوطن، أن يدرك تماما، أن عليه الخضوع ..عليه أن يكون مازوشيا ...يستعذب التعذيب ويرتاح للعبودية ويستطيب له ألذل ويرضى بأن يعيش بدون كرامة، فكرامته من كرامة النظام!!! بقاء النظام وعدم مخالفة ذوي الأمر والنهي، هي الضامن له كي يعيش فوق الأرض...لا داخل الأقبية..وهاهم من خالفوا هذه القوانين الأمنية ، إما أن يلقوا عقابهم وينهوا حياتهم خلف القضبان ليتعلم الباقون، أو أن يدفعوا مع أسرهم ثمنا باهظا آخر!!.
واعتقد رجالات الأمن أنهم نجحوا بما كالوا لهم من تهم، لكن حساباتهم لم تنطبق على حسابات أصدقاء المعتقلين، فقاموا بإصدار ورقة جديدة تطالب بحريتهم...هذا يعني أن سورية رغم القبضة الشديدة ..تستطيع أن تنتج بعد معارضين!! تستطيع أن تتكلم...تستطيع أن تكتب ..أقلامهم لم تتحطم ورؤوسهم ليست يانعة لقطاف السلطة، إنها يانعة لتبث لغة الحق والصدق والحرية...وهذا ما حدا بالسيد رئيس الوزراء أن يستخدم وسيلة العيش ولقمة العائلات كأسلوب تأديبي على الطريقة البعثية !!فيوقع على وثيقة القتل الجماعي بحق سبعة عشر عائلة...ويحرمهم من حقهم في الحياة، علما أن ما يحصلون عليه من رواتب ... لا تكاد تسد الرمق، لكنهم مستعدون لحرمان المواطن حتى من الهواء...إن خالف الشعارات المطروحة لتعبئة الحشود ...من أجل المعركة!!! معركة النظام الاستمرارية...
لا أخفيكم، أنه انتابني إحساس بالإقياء والاشمئزاز ، حين وقعت عيناي على النبأ ، أي غول يعشش في أرض الشام؟ أي قبح وصل إليه هذا النظام؟ أتصرين على الصمت بعد يا شام؟ ، أتتماهين مع سلطة القمع ، وتستسلمين للذل؟.... بيروت من قبل صرخت وأسمعت ..بيروت من قبل انتفضت وخرجت من حصارها وتمردت على حراس عبوديتها، وأنت أما آن الأوان لتنتصري لهؤلاء الضحايا من أجل حريتك؟... وأنتم أطراف المعارضة الشريفة...فقد صار بينكم عشرات الدعاة والأفاقين والحسبة..وانتشرت أيدي العسس لتدب بين صفوفكم ، محاولة أن تنجح في مسعاها...لتفرق قواكم الحية والفاعلة....لكنكم حين تثبتون ..وبهذه النسبة العالية من الوعي والتضامن...فإني واثقة من فشل المساعي المغرضة وفشل محاولات القرصنة، وفشل محاولات قطاع الطرق ...لأن المعادن الأصيلة تصقلها التجارب وتبعث على لمعانها كلما تعرضت لمحاولات التشويه...واثقة من نجاح كل ما هو صائب ويسير في طريق النضال السليم والوطني الشريف البعيد عن الشخصنة والغايات قصيرة النظر، قليلة الخبرة موتورة العقل والمنطق...لن تنجح أساليب التشنج والاستفزاز في حرف المناضلين عن أهدافهم النبيلة، وغاياتهم الوطنية البعيدة كل البعد عن محاولات العبث والولدنة...لهذا سنسير معكم أيها المناضلون..في معتقلاتكم ...في العقوبات الواقعة عليكم...معكم من أجل سورية الحرية والكرامة..سورية الديمقراطية والحق والقانون والعدالة...سورية بكل شرائحها وأطيافها وإثنياتها..معكم في إعلان دمشق ... وإعلان دمشق بيروت ... ودمتم خير عزة وشرف لهذا الوطن.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كان ...هنا
- متى نخرج من قمقم عبودية النصوص والخطوط الحمر؟
- تعرفوا على رئيس سورية المستقبل!! هكذا يقدم - الغادري - نفسه ...
- إضاءة على الخطوط المنحنية والمتعرجة، ذات المغزى في صحيفة -ا ...
- هل هناك بوادر لصفقة إيرانية أمريكية، تليها صفقة سورية أمري ...
- نهرع للقاء......ولا نلتقي
- ليبرالية في عالم الاستبداد! ...ردا على المحور الثالث
- نحن والآخر!
- أنراهن على الطاغوت، أم على المحاربين الأشداء؟
- المسموح به في سورية، هو الالتزام بالممنوع
- أحبك ولو أسيراً...كما الوطن
- لماذا هذه الحرب وهذا السعار من النظام السوري على الشعب؟
- ذاكرة الخوف....ذاكرة الرعب، والألم
- هل هي مؤشرات انتحار النظام؟ أم مؤشرات الخراب على مبدأ نيرون ...
- عائدات بترول العرب للعرب....شعار أيام زمان!!
- للنظام السوري خطوطه الحمراء، وللمعارضة أيضاً!
- هل ستمطر سماء طهران جحيماً أسوداً، كما أمطرت سماء بغداد؟
- لماذا تعشش الطائفية في بلادنا؟؟؟؟؟؟؟؟
- تناقضات النظام السوري، وبعض معارضيه
- رؤيا


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ألم تنته مدة صلاحية الاستبداد في سورية بعد؟