أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ما الذي ينتظر لبنان بعد هذا الجنون؟















المزيد.....

ما الذي ينتظر لبنان بعد هذا الجنون؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 10:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ترفض إسرائيل وقف إطلاق النار، وتصرح بعناد وتصميم على استمرار المعارك وتزعم أنها ستدحر قوات حزب الله خلف الليطاني ، وبهذا تضمن عدم تهديده لشمالها !!، ولتتمكن من تحقيق ما تسعى إليه ، أوقفت الضربات الجوية لمدة 48 ساعة ــ ـرغم أنها لم تحترمها ــ تمكنت خلالها من استعادة قوات جديدة ( ثلاثة ألوية ...جولاني ، باراك، واللواء السابع المدرع ) مستعدة لحرق ارض الجنوب وإبادة من لم تسمح له ظروفه أو لم يرضخ لمطلبها بالرحيل، ومنذ الصباح الباكر فاجأنا طيرانها بقذائف ( ذكية !) وهجوم بري على أكثر من محور وبقوات تفوق ما حشدته سابقا بأضعاف.. ..تحمل الدمار وتبرز الحقد والضغينة ، إلى جانب غطرسة التفوق العسكري والعنجهية التي راودتها منذ هزيمتنا الكبرى في حرب الستة أيام لعام 1967

إن الحرب الإسرائيلية الدائرة ضد لبنان اليوم ، تتمائل إلى حد كبير مع غزو الولايات المتحدة للعراق رغم اختلاف الذرائع والمبررات التي اعتمدتها أمريكا آنذاك، وثبت فشلها وعدم مصداقيتها وأنها قامت على وهم سياسات بوش وقراءتها الخاطئة للمنطقة ولشخصية العراق وتكوينه، فقد اعتقد السيد بوش ووزير دفاعه رامسفيلد أن هذا الغزو سيتيح له إضعاف الحركات الاسلامية المتطرفة ويحد من تطورها بإقامة ديمقراطية مثلى في العراق ــ حسب رؤيته بالطبع ــ لكن النتائج التي حصدها اليوم ...تأتي لترد له بضاعته الخاسرة فالتشدد الشيعي إزداد تصلباً وارتباطاً بايران أكثر مما كان عليه، والحركات السنية تعلنها حربا على الأمريكان وكل من يتعاون معهم... وتزداد الهوة عمقا بين كل الطوائف التي تعيش فوق الأرض العراقية منذ عصور ...وتنحسر معها وتندحر مقولات بوش وسياساته العقيمة وخسارته على الصعيد الداخلي الأمريكي .
لكن الضوء الأخضر ، الذي منحه لإيهود أولمرت في حربه على لبنان وبحجة ضرب الحركة، الأكثر راديكالية فيه ( حزب الله)، والتي تشكل الإرهاب عينه بالنسبة لإسرائيل وأمريكا من ورائها، ولو وافقنا أولمرت بأنه سيتمكن من تقليم أظافر حزب الله ، ولن تقوى بعد اليوم على خرمشة حدوده الشمالية بالكاتيوشا أو الصواريخ!... لكن كلا الطرفين أولمرت وصاحبه بوش يثبتان ثانية ..خطأ استراتيجيتهما السياسية المنفذة عسكريا على الأرض ، والتي يدفع ثمنها أبرياء مدنيين من أطفال ونساء وشيوخ لبنان العزل ، ومن البنى التحتية للبنان كدولة ، ومن أضعاف لحكومة مازالت هشة في بنيتها وتوازنها ، وهذا يثبت سوء التصور والتقدير الإسرائيلي و الأمريكي المشارك في الحرب بشكل غير مباشر عمليا ..ومباشر معنويا ودعما لوجستيا.....وحصاد هذه الحرب لن يكون ضرب حزب الله وإضعافه ، بل حقد وكراهية وتطرف كل من كان يراهن بعد ويعتقد أن الدور الأمريكي هو اللاعب الظافر والقادر على إقامة سلام في المنطقة!!.
ان الحرب الدائرة جاءت لتعزيز وترسيخ كراهية رافقت قيام دولة إسرائيل وتلاعبها واستخفافها الدائم في تطبيق كل المواثيق الدولية والأممية التي تطالبها بإقامة سلام عادل ودائم مع الفلسطينيين، لأن أساس المشكلة ...ليس حزب الله ، ولا الحركات الإسلامية المتطرفة.....وإنما ....عدم إيجاد حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية، وهنا نستذكر معاً موقف وادعاء السيدة كوندي ، حين تقول: ...أنها تريد حلا جذريا للمنطقة وليس فقط إطلاقا للنار، أعتقد أننا نتوافق معها في هذه النقطة ، وإن اختلفنا في كيفية التعاطي مع المشكلة وتأزمها، والمسؤول عن هذا التأزم واستفحال القضية لتصبح كارثية على شعوب المنطقة ككل وتنذر بعواقب وخيمة، وباعتقادي أنها الفرصة الأخيرة أمام كل اللاعبين على الساحة ...وكل المؤثرين بأوراقها الهامة... لإيجاد حل نهائي لهذا الصراع ، ولهذه الكراهية التي تزرع في نفوس أهل المنطقة ، ومع استمرار تأجيجها سيصبح من المستحيل أو من الصعب بمكان أن يقام بعدها سلام من نوع ما ويرى النور على الأرض.
.يحضرني هذه اللحظة تساؤل غريب ...يعتقد طارحه أنه أمام لغز صعب ومحير ...السيد الصحفي " يائير لابيد " في صحيفة يدعوت أحرانوت الإسرائيلية ، ونقلا عن المجلة الأسبوعية الفرنسية ( كورييه أنترناسيونال) ، بعنوان " لماذا يكرهوننا لهذا الحد؟"...ويقول :ـــ
مالذي جنيناه حتى يكرهنا كل من يجاورونا إلى هذا الحد؟؟ ويعدد ...السوريون ...اللبنانيون ...العراقيون ...حتى الأفغانيون ...يتعجب ..قائلا " أفهم أن يكرهنا الفلسطينيون ..من خلال صراعنا معهم منذ قيام دولتنا" لكن ماذا فعلنا للسوريين ؟ وماذا فعلنا لأهل لبنان وحزب الله بالذات؟!!! ثم يستعيد التاريخ اليهودي الذي عرف الكراهية المزمنة وعمرها أكثر من 1500 سنة، ومقدرتهم على التعايش والتجاوز، ومع هذا استطاعوا تكوين كيان لهم وإقامته على أرض ميعادهم!!! لكن يبدو أنه فاته من خلال رؤيته وحيدة الجانب ...وقيام دولته اليهودية على ( أرض دون شعب ) حسب نظريات الصهيونية أن يفرق بين الفلسطيني واللبناني والسوري ، بل يتناسى عدوانه واحتلاله المستمر للجولان ولمزارع شبعا ..ولمعاركه واحتلاله للجنوب اللبناني حتى اضطراره للخروج مرغما عام 2000 ...ومع هذا يستغرب الحقد والكره غير المنطقي بالنسبة له والذي يمعن سيده أولمرت على تعميقه ويصب زيت حقده وطائراته التي تعمل القتل بلبنان وتزرع كل سبل الكراهية بين شعوب ..كانت ذات يوم تعيش بتآخ ومحبة...ولكن مع ضيق الأفق السياسي للدول الراعية والداعمة لإسرائيل ومع عنجهية واستكبار إسرائيل واعتقادها أن الحل العسكري هو الأمثل ...سيطيح بكل إمكانية للسلام ويلقي بالتهلكة على سكان المنطقة ..يهوداً وعرباً.. بل ومع أمريكا الراعي الأول لعمليات سلام كاذبة وتمويهية ..
يدرك اليوم بوش وكوندي مقدار الخطأ المرتكب ..حتى اللحظة دون حل المشكلة جذريا كما يقول... لكن الحل ليس على حساب الشعب اللبناني ...وليس فقط لقوة تحمي حدود إسرائيل مع لبنان، بل قوة تحمي الشعب الفلسطيني من القتل والتدمير الدائم والمستمر ..كلما يحلو لشارون ولمن سبقه ..ومن تلاه ..ان يخترق ويحاصر ويجوع وينتهك حرمات الفلسطينيين...دون أن يحمل لهم سلاما ودولة بحدود معترف بها ضمن قوانين وقرارات دولية رفضت إسرائيل الانصياع لها...لكنها لم تجبر على تطبيقها، والآن فقط ترى عين أمريكا أنه، يجب البحث في عمق القضية !!!
عمق القضية يا سيدة كوندي ...هو فلسطين وحماية شعب فلسطين...وايجاد دولة للفلسطينيين قابلة للحياة والتعايش ...وتصون كرامة الإنسان الفلسطيني وهويته...وقبل كل شيء الإسراع بوقف لإطلاق النار ...غير مشروط...والبحث عن السبل مع كل الأطراف ..وعلى رأسها وأولها الحكومة اللبنانية كطرف متضرر.. متمثلة بالنقاط التي طرحها السيد ( السنيورة ) ، رئيس الوزراء اللبناني وأجمع عليها مجلس الوزراء ..وحصلت على توافق كل زعماء الطوائف اللبنانية دون استثناء....
أما محاولة البعض الالتفاف على التوافق ...لغايات في نفس يعقوب ..وإبراز الخلاف على القوة الدولية المزمع تشكيلها والتي ترفض لبنان وبالاتفاق مع فرنسا ما تطرحه أمريكا وإسرائيل حولها...وتحاول فرضها قبل وقف النار...وهذه محض ذريعة لإطالة أمد الحرب ...ولكف يد السلطة اللبنانية من السيطرة على أرضها، واستخدام الحوار مع حزب الله ... باعتباره جزء من مكونات الشعب اللبناني، والذي نرجو جميعا من مسؤوليه ...أن يتحلوا بقدر كبير من الحنكة والحكمة، إلى جانب القدرة على الحوار السياسي الناجح لما فيه مصلحة لبنان أرضا وشعباً..وأن يضع نصب عينيه وحدة القرار اللبناني ..ووحدة المصير اللبناني...وبالتأكيد هذا الرجاء يتعلق أيضا بكل أطياف لبنان السياسية ...وحرج دورها ...وحذرها من الانزلاق ...فيما خطط ويخطط للبنان وأهله...كي يبتعد عن جوهر القضية ويرى مصالحه الضيقة ، وغايات الآخرين من خلاله وعلى حسابه...لحصد مكاسب لا تصب في صالح لبنان كدولة وكوحدة وكيان ...سينهض ويعيش ...ويكبر على جراحه ويتمكن من عودته للحياة والبناء والتعمير من جديد...أبدا لن نفقد الأمل بلبنان...انه طائر الفينيق ....وسيحلق من جديد ...عاليا ..أخضرا ...ديمقراطيا...بلدا للنور والثقافة...ويعود للقبه المحبوب ..(.سويسرا الشرق ).

باريس 02/08/2006



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أما آن أوان غضب الشارع العربي، أو رحيل زعماء الهزيمة؟
- لعنة الشرق الأوسط
- عدنا والعود أحمدُ ...من روما بخفي حنين!
- من هنا إلى روما ... ويستمر الطوفان
- ناموا ياقرود السيرك العربي
- ماهي نتائج الحرب في لبنان؟، وماهي معالم المنطقة مستقبلاً؟
- رسالة ... إلى ميشيل كيلو في معتقله
- إيران الرابح الأول، ولبنان الخاسر الأكبر
- إلى أي مدى كان وعد حزب الله صادقاً؟ وما هو ثمنه؟
- بين الشهيد الجولاني - هايل أبو زيد -، والجندي الإسرائيلي الم ...
- تنصيب ( علي الديك) على رأس المشروع السوري الكبير بخطته غير ا ...
- لماذا تغيرت القيم في سورية؟ ولماذا اهتز الانتماء الوطني؟
- خاسرون ومهزومون...حتى بالرياضة!
- مطر الصيف فيلم الأسبوع الفلسطيني بجدارة...المخرج إسرائيلي و ...
- أحلام صفقة سورية أمريكية ملحقة بالإيرانية
- الوقت غير مناسب
- فلورنس غزلان مع الفضائية الكردية روج تي في
- ألم تنته مدة صلاحية الاستبداد في سورية بعد؟
- كان ...هنا
- متى نخرج من قمقم عبودية النصوص والخطوط الحمر؟


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ما الذي ينتظر لبنان بعد هذا الجنون؟