أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فلورنس غزلان - لن تخرج سورية من الشرنقة، طالما أن نظامها حريص على إضاعة الفرص















المزيد.....

لن تخرج سورية من الشرنقة، طالما أن نظامها حريص على إضاعة الفرص


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1647 - 2006 / 8 / 19 - 12:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كانت فرصة ذهبية أمام النظام في سورية للخروج من أزماته المتعددة الجوانب ، فرصته في الحرب التي دار ت رحاها على الأرض اللبنانية فقط، كان بإمكانه أن يعيد للمواطن السوري بعضاً من كرامته المهدورة وحقوقه الضائعة في أرضه المحتلة المنسية ( الجولان )، ربما سيقول أحدكم...أن قدرة النظام العسكرية لا يمكنها المواجهة والمجابهة!!..كلنا يعلم ..مصطلح المغامرة والاندفاع، الذي تختفي وراءه أكاذيب المقاومة السورية!!! رغم أن المواطن ضحى ويضحي بقوت عياله من أجل دعاية المواجهة والصمود والتصدي وتكديس السلاح وخدمة العلم طويلة الأمد...الخ ، لكن كان بمقدور النظام أن يساهم بقسط من التضحية وبقسط من المعركة والتخفيف عن لبنان..كان بإمكانه أن يضرب العمق الإسرائيلي ويوجعه ..وبإمكانه أن يرغم إسرائيل على العودة لطاولة المفاوضات بمنطقها.. منطق القوة، فقدرة المقاومة اللبنانية على المناورة ودعمها بمقاومين سوريين في الجولان وبضربات خاطفة ..وصواريخ سورية القادرة على الفعل ..يمكنها أن تصمد، لو أريد لها الصمود، لكن خشية النظام على روحه فقط هي السائدة وهي الأهم، وتجارته بالمقاومة اللبنانية والدم اللبناني ومساومته عليها وعلى نتائج حربها تتركز أجندته الإقليمية ورهانه المستقبلي.
يفتقر النظام السوري للثقة بالنفس، ويعيش انفصاماً عمره ما ينيف عن ثلاثة عقود بينه وبين شعبه، ناهيك عن عزلته العربية والعالمية، التي ازدادت حدتها بعد الخطاب الرئاسي.. الثلاثاء الفائت في مؤتمر الصحفيين العرب، والذي لم يترك مجالا وفرصة لحوار أو لقاء على أي صعيد في المحيط السوري، مما زاد في خنق سورية وحصارها السياسي والاقتصادي ، سواء بعلاقتها الأوربية أو العربية، والدليل الواضح جاءنا على لسان وزير الخارجية الألماني السيد ( شتاينماير )، والذي قرر الحضور لسورية كزائر ومحاور ، مغايراً للموقف الأوربي ، حيث انعدمت الثقة بينه وبين هذا النظام لكن لألمانية رؤيتها الخاصة واندفاعها باتجاه تصحيح العلاقات مع سورية!!، فكانت الصدمة أكبر من أن تترجم ...ورده السريع أكبر من الشرح والتفسير...ألغى زيارته وغير مساره ، واكتفى بزيارة عمان والرياض!!
قطع النظام كل الوشائج والصلات بينه وبين أشقائه العرب المرتبط معهم في وحدة المصير ومستقبل المنطقة، وأعطى دليلا على مدى هشاشة الرؤيا السورية، وضعف تصورها لمستقبل بدون دعم عربي وسند لبلدان حافظت على بقائه وحمته ....باسم الاستقرار، بل غضت الطرف عن التنكيل والقمع ، الذي عاناه المواطن السوري على مدى عقود، تاركة له الحبل على الغارب ، يفعل بالبلد ما يشاء، ..بفعل التشابه النسبي بينها جميعاً، وباسم محاربتهم للإرهاب، وهم منتجوه... مع كل هذا جاءت المفردات أكثر من جارحة، . فهل يعقل أن تصدر عبارة ( أشباه الرجال!!) عن رئيس جمهورية، وهو الأصغر سناً بينهم ؟!!......
للمواطن فقط أن يحكم ...وللمواطن أن يدلي برأيه حيال هذه المواقف المحرجة لسورية، لكن فمه محكم الإغلاق بأقفال الخطوط الحمر وشمعها اللاصق ..وهو من سيحصد نتائج هذه العزلة وإصابة الوطن بزكامه الجاف المزمن...وسيصاب حيالها بالتهاب جيوب نوعية ...تتموضع في خياشيم حياته اليومية وتجعله عصابي المزاج ...تلاحقه الجلطات القلبية...وتشل قدرته على الحركة، لكن عليه أن يعمل العقل والمنطق للخلاص والشفاء ، وشفاءه يتوقف على مبادرته الذاتية ..واتخاذه موقفاً غير محايد في قضايا حياته ومعاشه.
راهن هذا المواطن وفرح ودعم بكل وجدان وضمير مقاومة الشعب اللبناني متضامناً بإخاء ، وانتظر أن يقابل هذا بموقف حكومي يتناسب وصبره الطويل ، وخرجت بعض الأصوات تتجرأ على مطالبة النظام فتح جبهة الجولان ، وأنه ليس أقل وطنية وتضحية من شقيقه اللبناني...لكن أحلامه لا تنطبق على أحلام مسؤوليه!!
انتظر النظام وبادر بإطلاق تصريحات هنا وهناك..علها تلقى آذاناً صاغية، عول على أن تؤخذ بعين الإعتبار فتدعى سورية كبلد شقيق وجار للبنان وارتبط معه طويلا بعلاقات ردعية أخوية كبرى!!
ويمكنها أن تجعل منه مشاركاً على أقل تقدير بمؤتمر ( روما ) ...لكنهم تجاهلوا أمره..وأركنت تصريحاته على الرف.. ومع هذا لم يفقد الأمل فنتائج الحرب لم تتضح بعد...وحان اليوم وقت قطافها!
وما الخطاب الرئاسي لتجيير نصر المقاومة واستغلاله ليصب في قالب المصلحة السورية إلا صورة صادقة عن هذه المساعي...تمثل بموقفه المشكك والناقد لقرار 1701 وشكه بقدرة الجيش اللبناني على الانتشار في مناطق الجنوب وحماية الأرض اللبنانية وبسط نفوذه وسيادة الدولة عليها ، من باب دعمه للمقاومة وعدم رضاه عن انسحابها من مواقعها الجنوبية، وسحب سلاحها.. .. من باب صب الزيت على النار وشق الصف اللبناني.
لكن الضربة كانت قاسية ومؤلمة ــ باعتقادي ــ فقد جاءنا الرد على لسان النائب حسين الحاج حسن ( حزب الله ) .. حين رفض التشكيك بانتفاضة 14 آذار معلنا ( أن النصر مهدى لقوى 14 آذار قبل أن يكون لحزب الله وهم شركاء في النصر ونحن وراءهم )!!!.
ثم اعتبر هذا النائب أن :...."الدولة القوية والقادرة ، هي دولة الطائف والقانون الانتخابي العادل والجيش المسلح "!!.
هذا يعني أن حزب الله لم يعد ألعوبة في يد سورية، بل مستقلا في رأيه ومنفصلا عن السياسة السورية التي سيرته فترة طويلة، وعلاقته مع إيران لم تعد تمر عبر الوساطة السورية...بل بشكلها المباشر ..
وأن النظام السوري سيخرج من "المولد بلا حمص "، وأن نصر حزب الله هو نصر لبناني وقبول هذا الحزب بانتشار الجيش ومرور تسلم المواقع بهدوء ومحبة وثقة تدل على حنكة وحكمة الحكومة اللبنانية وحكمة حزب الله وحرصه على وحدة لبنان وقراره، يأتي ليحصر النظام السوري في " خانة اليك" ، وحرب الكلام الكبير وادعاء المقاومة ( الثقافية والسياسية سورياً والعسكرية لبنانياً فقط !! ) .
هل فرطت حبات أعصابه التي يحاول تجميعها وإقناع نفسه والشعب المضيع والمجوع ، الذي تتخذ القرارات ، وتعلن الشعارات باسمه، وما عليه إلا ترديد بالروح والدم والهتاف ...بوجع ونزف يفيض عنه ويزيد؟!! .
قبل أن أختم ..تناقلت وكالات الأنباء ، ما يدور في إسرائيل من أزمة تعصف بحكومة أولمرت وستكون نهايتها قريبة، بدأت باستقالة وزير عدلها...لأنهم يعتبرون مغامرته وبوش خاسرة بكل أبعادها... وقد أغرقه بوش بوحل تحليلاته المتهورة والبعيدة عن دراسة الواقع في المنطقة، ولم تجن إسرائيل من حربها لصالح أمريكا أولاً سوى حقن الكراهية والحقد العربي ، الذي لن يتيح لها يوماً أن تعيش وتنعم بسلام مع محيطها العربي... رغم أني سأطرح الموضوع لاحقا لنقاش آخر وتوضيح مختلف من باب طرح القضية الفلسطينية المرتبطة مع اللبنانية ، بل وضع الشرق الأوسط ككل، ولا يمكن حل أحدها وترك الأخرى... بما فيها قضية الجولان المحتل...لكن السؤال الذي يأتي متسقاً مع هذه الأخبار:ــ
كم من الهزائم لحقت بالحكومات العربية ، وكم من الحكومات أو الوزراء العرب استقال بعد الهزيمة؟
ما زالت نفس أنظمة الهزيمة تعيش منتشية ومغلفة الهزيمة بثوب نصر مزيف ومصطنع تتعيش عليه وتنهش لحمنا في الأقبية وأساليب القمع باسم صمودها ومقاومتها ....وبتلفيق تهم الخيانة لكل من يرى بغير عيون الأنظمة.... وما ازدحام المعتقلات كل يوم بمزيد من المناضلين والمفكرين ، خاصة داخل أقبية أجهزة الأمن السوري ، إلا مثالا صارخاً على أزمة النظام وأزمة المجتمع الصامت .

فلورنس غزلان ـــ باريس 18/08/2006



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة حب للبنان...حين ينبت الزهر من جديد فوق الرز
- قراءة في نتائج الحرب اللبنانية الاسرائيلية
- للبنان أقدم اعتذاري...ورؤيتي لنتائج حربه مع إسرائيل
- ثلاث نساء حطمت حياتهن..باسم الحق الشرعي!
- الفارق كبير بين انتصار حزب، وانكسار وطن
- ما الذي ينتظر لبنان بعد هذا الجنون؟
- أما آن أوان غضب الشارع العربي، أو رحيل زعماء الهزيمة؟
- لعنة الشرق الأوسط
- عدنا والعود أحمدُ ...من روما بخفي حنين!
- من هنا إلى روما ... ويستمر الطوفان
- ناموا ياقرود السيرك العربي
- ماهي نتائج الحرب في لبنان؟، وماهي معالم المنطقة مستقبلاً؟
- رسالة ... إلى ميشيل كيلو في معتقله
- إيران الرابح الأول، ولبنان الخاسر الأكبر
- إلى أي مدى كان وعد حزب الله صادقاً؟ وما هو ثمنه؟
- بين الشهيد الجولاني - هايل أبو زيد -، والجندي الإسرائيلي الم ...
- تنصيب ( علي الديك) على رأس المشروع السوري الكبير بخطته غير ا ...
- لماذا تغيرت القيم في سورية؟ ولماذا اهتز الانتماء الوطني؟
- خاسرون ومهزومون...حتى بالرياضة!
- مطر الصيف فيلم الأسبوع الفلسطيني بجدارة...المخرج إسرائيلي و ...


المزيد.....




- لا، جامعة هارفارد لم تستبدل العلم الأمريكي بالفلسطيني
- جامعة أمريكية ستراجع علاقاتها مع شركات مرتبطة بإسرائيل بعد ا ...
- سيئول تتهم بيونغ يانغ بتدريب -حماس-
- تغطية مستمرة| بلينكن يصل إسرائيل وشرطة نيويورك تعتقل عشرات ا ...
- رحلة إلى ماضٍ برّاق... معرض لفرقة -أبا- السويدية في مدينة ما ...
- فيديو: شرطة نيويورك تقتحم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام قاعة ها ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تطالب الشرطة بإخلاء الحرم الجامعي من ال ...
- كم دقيقة ينبغي أن تمشي لتعزز قوة دماغك؟
- العلماء يعثرون على عيب حيوي في اللحوم النباتية
- الجيش الروسي يحصل على قناصات جديدة تعد من أفضل بنادق القنص ف ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فلورنس غزلان - لن تخرج سورية من الشرنقة، طالما أن نظامها حريص على إضاعة الفرص