أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - - النصر الإلهي بدون طيور أبابيل















المزيد.....

- النصر الإلهي بدون طيور أبابيل


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1684 - 2006 / 9 / 25 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



فوق الدمار والأرض المحروقة، وعلى سجادة من دماء الأبرياء المسفوحة، ومع استمرار الوجود الإسرائيلي على الأرض اللبنانية، وطلعات طيران استطلاعه فوق المحتفلين "بالنصر الإلهي المؤزر"..ولعمري يحس المرء حيال ما صدر على لسان السيد حسن نصر الله في خطابه الناري، وكأنه عائد لتوه من معركة ( بدر ) ، نبياً جديداً محاطا ( بجنود لم تروها )، علماً أن طيران العدو يراه ويسمح له بهدر الكلام والعمل على تفتيت لبنان وإرساء الانقسامات السياسية أكثر بكثير مما كانت عليه قبيل الثاني عشر من تموز .
لا أدري كيف يمكننا تسمية النصر بالإلهي!!، مع أن تاريخنا الحديث خاصة ، يحفل بالتسميات المفخمة والمضخمة للواقع، وقد تعود جيلنا وما خلفه من أجيال على تحويل الانهزام والمهزومين إلى انتصارات وأبطال، ــ ولا أعني بالتأكيد ما جرى في لبنان منذ تموز الماضي ــ لكني قصدت تضخيم الكلام وإعطائه زخماً أكبر من الواقع المحيط بالمنتصرين، والذي توجه نحو من حملوا نتائجه وخرابه ودماره حراب حزب الله وسيده حسن نصر الله، والذي ينكر عليه وقفته الموحدة والجبارة خلف قرار لم يؤخذ فيه رأيه بالحسبان، لقد انتقد وبشدة السيد حسن نصر الله ضعف الحكومة وإدارتها وطالبها بشكل لائق وأدبي ، أن ترحل ، وأن يقوم بدلا منها حكومة وحدة وطنية!!...
سأعيد للأذهان ما جاء على لسان السيد نفسه..حين قال أن حزب الله بذل ستة أعوام من الإعداد والتدريب لهذه المعركة!!، ومنذ التحرير عام 2000 ، إن كان الإعداد للمقاومة تطلب من أجل هذا النصر الإلهي، ستة أعوام، فكيف تطالب هذه الحكومة بأن تكون عجائبية وعلى قدرات خارقة في البناء والتحصين والحماية والرعاية وتأمين الحياة الاقتصادية وعودة لبنان بنفخة من روح الله وبلحظة خاطفة، أن تصبح بين ليلة وضحاها حكومة الحلم لحزب الله ولغيره؟!!
لكن حديثك هذا لم يكن على نفس النسق ولا بنفس المنطق، ولا بنفس اللغة أثناء المعركة مع إسرائيل!! لماذا؟ لأنك تعلم يقينا أن لبنان حكومة وشعبا وقف مع المقاومة ودعمها وكان العمق الاستراتيجي الصامد لها، وبدونه لن تقوى المقاومة على الصمود، هل كنت تمارس لعبة تكتيكية؟
نعلم جميعاً، أن ديمقراطية لبنان ذات بعد وطابع طائفي يقوم على توزيع الحقائب حسب اتفاق بين الطوائف بنسب متفاوتة، وهذا يعني أن قوة الانتماء للطائفة وليس للبنان، فعندما تكون الديمقراطية مبنية على أساس علماني ويتساوى فيها المواطن أمام قانون يجمع وينصف كل المواطنين دون استثناء او تمييز، أو دون محاباة لطائفة على أخرى، ودون اعتبار لنسبه الطائفي بل لكفاءته وانتمائه للوطن اللبناني بشكل أساسي، لهذا شككنا في السابق بقول السيد حسن نصر الله ( أننا نهدي الانتصار للأمة)، وسألناه حينها أي أمة يقصد؟ .
ولهذا السبب نعتبر أن هذه الحكومة الديمقراطية تظل حكومة هشة قابلة للانكسار والتفتيت في أية لحظة، لأن الأكثرية هنا ليست كأية أكثرية برلمانية في دولة ديمقراطية أخرى، فتعيين موظف بسيط أحيانا أو معاقبته ( كما جرى مع المدير العام للأمن العام، ومنحه إجازة طويلة من الوزير أحمد فتفت)، وهدد حيالها كلا من وزراء حركة أمل وحزب الله بالانسحاب من الحكومة!!
هذا يدل على أن أي قرار يحتاج إلى إجماع شامل ، وهذا يعني الصعوبة القصوى للحصول عليه، مما يزيد من تعقيد الأمور في الوقت الذي تحتاج فيه للحكمة والحوار الوطني القائم على استيعاب خطورة المرحلة وحدتها، فكيف يمكن لهذه الحكومة أن تقف على قدميها، وتعمل على إعادة البناء وإعادة الثقة بين الأطراف المتناحرة لطاولة الحوار الوطني، في الوقت الذي تشن أطراف النصر ومواليه من الطامعين في التغيير ، أو في إسقاط الحكومة، ليعتلي كلا منهم صهوة جواد الحلم، ويقطف ثمار طلة الإله في صباحه ، ومنحه بركاته، فيجني بتحالفه مع حزب الله ثمار التغيير المنشود،( من أصحاب المردة بزعامة سليمان فرنجية، إلى التيار الوطني الحر بزعامة ميشيل عون ومن فقدوا مناصب الزعامة أمثال طلال أرسلان وغيرهم ).
لا نشك أبدا ، أن الحكومة الحالية ومن سبقها أيضا ومنذ العام 1969 أي منذ خروج الجيش اللبناني من الجنوب، وعدم تمكنه من بسط سيادته على أرضه، لم تستطع بعدها أي حكومة أن تدلل على قوتها وصلابتها ، خاصة في ظل السيطرة الأمنية السورية ، ناهيك عن الحرب الأهلية التي دارت منذ ال 1975 حتى مطلع التسعينات، لكن عدم تطبيق بنود الطائف وعدم الالتزام بها، كان العائق الأول في إضعاف سلطة وهيبة الحكومات اللبنانية المتعاقبة، مما دفع قارئي مستقبل المنطقة ودورهم فيها ، إلى إنشاء حزب الله وتسليحه إيرانيا، والسماح له بالتواجد في الجنوب سوريا، مع منع أية قوة لأي مقاومة لبنانية أخرى، أي حصر المقاومة بطائفة واحدة!! فلو قامت الديمقراطية على أساس الانتماء للبنان ولوحدة لبنان، لما اتخذت المقاومة هذا البعد الطائفي، ولما سمحت الحكومة بتواجد السلاح بيد ميليشيا تنتمي لحزب الطائفة، وتمولها دولة أجنبية.
أمام هذه الصور وهذه الحكومات ، كيف يمكن للقانون أن يسود ويحكم ، وكيف يمكن للحكومة أن تمد سيادتها وسيطرتها وتحمي حدودها ، وتبني جيشا يمكنه أن يحمي الوطن؟.
المشكلة إذن تتعلق ببنية وتكوين الحكومة منذ زمن بعيد، ويراد لها أن تتغير بمسحة إلهية رسولية من مسحات السيد المقدس ( حسن نصر الله)، ماذا قدم حزبه في هذا المجال، وهو يشكل جزءا لا بأس به من هذه الحكومة؟ سواء من خلال نوابه أو وزرائه..
لماذا لا يمنح فرصة وجيزة لهذه الحكومة ، كي تتمكن من النهوض من محنتها التي كان له الدور الأول في نشأتها ، ويتحمل كحزب سياسي الجزء الأكبر في هذا الخراب والدمار اللبناني، نعم يساهم ويمنح ويعطي ويصرف الأموال كرجل دولة، ويتصرف على هواه كرجل دولة ( داخل هذه الدولة اللبنانية المسكينة)، ويدعي أنها أموال " نظيفة"!!، يبدو أن الأموال الإيرانية معقمة وخالية من الشوائب، وتمنح بدون خلفية أو مصالح والله أعلم!!... خاصة عندما يتواجد إيرانيان في مجلس الشورى لحزب الله اللبناني، ويبدو أنهما مجرد مستشارين أو سفيرين دون اعتماد!!.
أن تشكل حكومة وحدة وطنية من حيث المبدأ البعيد، دون غايات مغرضة..هذا بحد ذاته لاغبار عليه، في حالة فشلت هذه الحكومة القيام بمهماتها المطروحة، لكن الحرب مازالت لم تضع أوزارها والبناء ونشر الجيش يحتاج لوقت، ومهمة اليونيفيل لن تكون أبدية ، سينتهي دورها بمجرد أن يقوى ساعد الجيش ويتم تدريب وتسليح عناصره و يصبح رجال المقاومة جزءا من هذا الجيش الوطني يقدمون خبراتهم القتالية باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من تكوين لبنان وشرائحه، ، وأرجو ألا يكون ما طرحه السيد حسن نصر الله عن الحوار طرحا جادا يحمل حسن النية والمصلحة الوطنية، فعلى الأقل يترك الباب مواربا، دون أن يغلقه بوجه حكومة ساهم هو بالذات في إضعافها، فعلى الأقل حان الوقت لتمد كل أطراف النزاع السياسي يدها للحوار الوطني وتثبيت كل ما صدر عن الطائف، وتنفيذ القرار الأممي وتحرير مزارع شبعا بانسحاب الجيش الإسرائيلي منها كما ورد في القرار، لكن يبدو أن السيد حسن نصر الله، يعمل على حرق الخطوات ويحمل نفسا سياسيا قصيراً، غايته الأقرب هي عرقلة تشكيل المحكمة الدولية، بما يخص مقتل السيد رفيق الحريري، مع أنه سبق ووافق أثناء الحوار الوطني السابق للحرب على إنشاء المحكمة وظلت الموافقة شفهية فقط...
لكن الموازين اليوم اختلفت، ويحلو للبعض أن يجعلها ترتفع وتنخفض حسب المصالح السياسية لما هو غير لبناني، ويخدم ويعيق الكشف عن المسؤولين عن الاغتيالات.

باريس 23/09/2006



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتعود الإنسانية إلى حروب الأديان وعصور الظلام؟
- نبز العالم أجمع بسلطات من نوع منقرض
- مثل شباط مافي على حكيه رباط- مثل شعبي سوري-
- الحادي عشر من سبتمبر زلزال من صنع البشر لا من الطبيعة
- ماهو دور الشباب في صناعة المستقبل؟
- عالم الأشباح والكوابيس السورية
- المرأة السورية والحجاب
- صارت كبيرة بحجم بيروت
- ما الذي ينتظر المنطقة بعد حرب ال 33 يوماً...حزب الله...سورية ...
- هل يحق لإيران امتلاك السلاح النووي، وعلى من يشكل خطراً؟
- دور المواطن الفرد في دولة الاستبداد والفساد
- الشرق الأوسط الجديد بين نفوذين، الإيراني من جهة والإسرائيلي ...
- بين الشد الإيراني والجذب العربي، يغلي مرجل المنطقة
- هل ستتمكن الحكومة اللبنانية من بسط سيادتها على كل الأرض اللب ...
- لن تخرج سورية من الشرنقة، طالما أن نظامها حريص على إضاعة الف ...
- رسالة حب للبنان...حين ينبت الزهر من جديد فوق الرز
- قراءة في نتائج الحرب اللبنانية الاسرائيلية
- للبنان أقدم اعتذاري...ورؤيتي لنتائج حربه مع إسرائيل
- ثلاث نساء حطمت حياتهن..باسم الحق الشرعي!
- الفارق كبير بين انتصار حزب، وانكسار وطن


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - - النصر الإلهي بدون طيور أبابيل