أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - دور المواطن الفرد في دولة الاستبداد والفساد















المزيد.....

دور المواطن الفرد في دولة الاستبداد والفساد


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1658 - 2006 / 8 / 30 - 11:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حين نقرأ بضعة سطور تتهمنا بالتخلف، أو تنعتنا بالسطحية والتعصب، والتي ندرك معها بأن جلها صحيح وواقعي، لكننا نعمل بأيدينا على التغطية والتعمية ، ونضع أقنعة سميكة على عيوننا كي لا نراها، وحجتنا في هذا ..أننا نصب الزيت على نار الدول الإستعمارية ، والتي تريد تشويهنا وتحقيرنا، كما أنها الطامع الأكبر في أرضنا وتعمل على تفتيتنا!!، كل هذا ربما فيه بعض الصحة، لكن السؤال المحرج والمؤلم، والذي لا يجرؤ أحدنا على طرحه على نفسه..
.ماذا فعلنا ونفعل من أجل أن يرانا الآخر بشكل أكثر حضارية؟، وماذا قدمنا للحضارة العالمية منذ ما يزيد على قرون تتجاوز أصابع اليد الواحدة ؟ ، ما لذي ساهمنا به علمياً وتكنولوجيا وفنياً من مكتشفات واختراعات صدرت عن هذه الدراسة أو تلك في بلد من بلداننا وشكلت حدثاً وضجة عالمية؟
بالتأكيد هذه ال..ماذا يمكن أن تلحق بها العديد من الأسئلة، والكثير من المواجع.. ولا يتوانى أحدهم عن الوقوف بوجهي ، لينعتني بأقذع النعوت..و يتهمني بالنكران والجحود لجلدي وانتمائي!!
وسيتنطح عروبيا آخر، باعتباره حامي الشرف الرفيع والمناهض لكل المؤامرات التي تحاك على أمة العرب، ليجعل مني صوتاً غربياً أُريدَ له أن يقول ما يقول ليرضي الغرب، وما أنا بمستغربة!!..
" وكأن العروبة تعني تلميع الصورة القبيحة وتزويق العفن القائم بيننا لنغش به العيون المفتوحة، والعدسات الكاشفة للأخطاء ولأجهزة الكذب والدجل العربي والنفاق.. الناشطين في إبداعه وتوريثه..!!!"، والمنصف بينهم من سيقول أن معاناتنا على أيدي أنظمة الاستبداد والقمع هي السبب الأول والأخير،.. هذا هو الصدق ومعظمه...لكن يبقى على المثقف منا حقا ، وعلى العالم حقا وعلى الإجتماعي أن يتخذ موقفا، وعلى الحقوقي ، أن يناصر الحق ويجافي الظلم، وعلى الكاتب ، أن يفتح العيون المصابة بالعشى الليلي، وعلى الصحفي ، أن يسعى لقول الحقيقة عارية دون أن يباع ويشترى في سوق العرب ..بترولية كانت أم سلطوية، وعلى الشاعر أن يترجم إحساسه بالواقع ، فيكون الكلمة الصادقة واليراع المشرع والمترجم لمن لا يستطيع أن يرسم بقلم كلماته وحواره...وللمهندس دوره في بناء مساكن لا تسقط فوق رؤوس أصحابها بعد شهور قليلة وضع فيه ساكنيها حصاد عمرهم وعمر أبنائهم، وأن يبني سدودا، لا تنهار فتغرق القرى وتفتك بالمواشي وتحيلها قاعا صفصفا...وحتى العامل ...أو سائق التاكسي ..أن يتعامل بنزاهة دون غش وخداع، لمن يختار سيارته ليصل بسرعة أكبر مواطناً كان أم سائحاً...الخ
أي على كل مواطن أن يكون ابن الوطن البار، لا تاجر السلطة وأداتها، أن يتخذ موقفا من معاناته ومعاناة أهله، دون أن تتحكم به الأنانية والمشاريع الذاتية والمحسوبية، التي تطفو على مصالح الوطن وتطغى على الحياة وعلى حساب الآخر ، أخيه في الألم ..من يشاركه أحزان الوطن وهزائمه وخساراته على مر العصور والدهور المزرية، التي عاشها آباءه وأجداده وسيعيشها بعمق المأساة أحفاده، إن لم يقف مع الذات وقفة جريئة، ومع ضميره الوطني وقفة أكثر صدقا ووضوحاً، لأنه واجبه ..كي لا يصب أسباب تخلفه على الآخر ، الغريب الطامع، والمتآمر صاحب المصلحة..أو الذي تحكم بمقدراته ، لأنه صامت ومداهن ، وخائف وجبان..لأنه يقامر لقمة الخبز بالكرامة، والحقيقة بالعمى، ويغلب الطائفة على الوطن، والعشيرة على البلد، ويغرق في افتعال فلسفة ( حايد عن ظهري بسيطة)!. أو يمارس الانتقام من سلطة القمع بالانتقام من الوطن أو المواطن المسكين مثله، والمحروم المنتوف أكثر منه!!.
معتقداً أنه بسرقته المال العام إنما يفعل ما يفعله أصحاب النفوذ، مدعياً ..أن أولادي أيضا يحق لهم أن يعيشوا ببحبوحة!!، أو على مبدأ ( ما في حدا أحسن من حدا، ولكل ثمنه وسعره وتسعيرته!!!).
لكنه عندما يقف أمام أحدهم.. يمارس الذل ويرضاه، يمارس الخداع والكذب والنفاق ويعتبره ذكاء وفهلوة وشطارة!!، لكني أسأله ...هل يسأل نفسه قبل أن يأوي للفراش، لماذا فعل ما فعل؟ وهل يريد لأولاده أن يقتفوا أثره، ويتحلوا بمثل هذا الذكاء، الذي يمتلكه!؟
الملاحظات كثيرة والمشاهد اليومية التي يعيشها المواطن السوري خاصة، مريبة ومؤسفة، إننا نفقد الكثير من قيمنا، والكثير من أصالتنا...نعم أننا نعيش في ظل استبداد طال وتأبد، أغرق البلاد بأتون الفساد وببحر الإقصاء، غسل أدمغة التلاميذ والطلاب، مارس كل الأساليب الملتوية والبروباغاندا الكاذبة على كل المستويات الوطنية والعربية والعالمية، فقط من أجل الابقاء على قبضة السلطة، وليضمن الداخل ...كعبيد ، وأن الفرد حين يقوم بعمل يتنافى مع القيم والأخلاق، ويمارس الفساد، فإنه يفعل ما تريده سلطة الاستبداد منه، وهذه وسيلتها لتبقى..إنه يدخل في اللعبة بل في المصيدة، لتحكم القبضة على عنقه، وتجعل من الاستبداد سيد الموقف، ومن الفساد شرعته وديدونه.
لكن المواطن الفرد ...هذا العربي الذي حمل بجعبته التاريخية الكثير من القيم، والكبير من التراث والحضارة...لماذا توقف اليوم عن العطاء؟ بالتأكيد الأسباب عديدة وكبيرة ولا تقع على عاتق الفرد وحده....لكني بدأت به لأنه النواة التي تشكل المجتمع، والتي تقولب السياسة، وتصنع الأحزاب، وتبني منظمات المجتمع المدني، وتؤسس النقابات الحرة في ميادينها.. فلو صلحت حاله الفردية وبدأ بنفسه ...ورفع صوته عندما يُظلم، وصرخ بوجه الظالم ..وحشد الأصدقاء ليقفوا معه، وقاوم مع زملائه في المدرسة دروس الحزب الواحد المفروضة عليه، أو رفض تدريسها وتعليم التلاميذ التطبيل والتصفيق ...فإنه بهذا يمارس حريته، يمارس وطنيته ، يمارس إنسانيته...
نعم سيدفع الثمن..نعم وقد دفع قبله الكثيرون.. بدون ثمن لا تنشأ الأمم ولا تقوم الحضارات ، وبدون ثمن لا تحصل البلدان على حريتها، ولا تحصل المرأة على مساواتها ، ولا الطفل على حقه ...الخ
والثمن على الدوام هو الإنسان..الإنسان العاقل ، الذي يملك نفسه ووعيه، الإنسان الذي خرج على المعتاد والمألوف، وكسر سدود الخوف ، وجدران الأقفاص، إنه ابن أعوام ال 1968 في فرنسا .. .إنه ابن كفاية في مصر...إنه المتظاهرين أمام القصر العدلي في دمشق ضد قانون الطواريء، إنه معتقل من معتقلي ربيع دمشق، أو مثقف من الموقعين على إعلان دمشق بيروت، إنه الكردي الثائر في القامشلي في 2004 إنه ابن انتفاضة 14 آذار في ساحة الشهداء البيروتية...إنه أحد ضحايا الأنفال العراقية، والتي تحاكم صدام حسين اليوم، إنه كل عراقي يرفض التفرقة والتجزئة والطائفية على حساب الوطن...إنه الفلسطيني في الانتفاضة الأولى ، وفي اعتصام المقاطعة...إنه الأسير من الجولان المحتل...إنه كل هؤلاء جميعاً..
إنه المواطن ، صاحب الموقف، والذي يرفض التهميش، يرفض التبعية العمياء، يرفض الذل، ويرفض الانقياد ........إنه الإنسان الحــــــر.
أيسأل الواحد منا نفسه، إن كان حراً أم لا؟ هل يقف أمام مرآة الذات ويحاسبها على هوانه وأسباب ما هو وبلده فيه؟...أيراقب حصاده اليومي أو الأسبوعي بين فترة وأخرى، ويسأل هل هو راض عما قدم وفعل؟...هل كان فعلاً مواطناً يعتز به أبناءه ويفخرون بأدائه؟
وهل هو مقتنع بما يقدم له من أسباب لتخلف وضعه الصحي والاقتصادي ، والتعليمي، والثقافي والفني؟ وهل يرى أن دوره كفرد يقتصر على سلامة رأسه وتحصيل لقمته؟
وفي النهاية...هل يعتقد أن موقفه السلبي يجر عليه الخير ويجلب لوطنه الحرية؟



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط الجديد بين نفوذين، الإيراني من جهة والإسرائيلي ...
- بين الشد الإيراني والجذب العربي، يغلي مرجل المنطقة
- هل ستتمكن الحكومة اللبنانية من بسط سيادتها على كل الأرض اللب ...
- لن تخرج سورية من الشرنقة، طالما أن نظامها حريص على إضاعة الف ...
- رسالة حب للبنان...حين ينبت الزهر من جديد فوق الرز
- قراءة في نتائج الحرب اللبنانية الاسرائيلية
- للبنان أقدم اعتذاري...ورؤيتي لنتائج حربه مع إسرائيل
- ثلاث نساء حطمت حياتهن..باسم الحق الشرعي!
- الفارق كبير بين انتصار حزب، وانكسار وطن
- ما الذي ينتظر لبنان بعد هذا الجنون؟
- أما آن أوان غضب الشارع العربي، أو رحيل زعماء الهزيمة؟
- لعنة الشرق الأوسط
- عدنا والعود أحمدُ ...من روما بخفي حنين!
- من هنا إلى روما ... ويستمر الطوفان
- ناموا ياقرود السيرك العربي
- ماهي نتائج الحرب في لبنان؟، وماهي معالم المنطقة مستقبلاً؟
- رسالة ... إلى ميشيل كيلو في معتقله
- إيران الرابح الأول، ولبنان الخاسر الأكبر
- إلى أي مدى كان وعد حزب الله صادقاً؟ وما هو ثمنه؟
- بين الشهيد الجولاني - هايل أبو زيد -، والجندي الإسرائيلي الم ...


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - دور المواطن الفرد في دولة الاستبداد والفساد