أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - الشرق الأوسط الجديد بين نفوذين، الإيراني من جهة والإسرائيلي من أخرى














المزيد.....

الشرق الأوسط الجديد بين نفوذين، الإيراني من جهة والإسرائيلي من أخرى


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1655 - 2006 / 8 / 27 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن مجموعة الإغراءات والمكتسبات التي قدمتها الولايات المتحدة والدول الحليفة معها ( فرنسا، بريطانيا، ألمانيا وحتى الصين وروسيا..) لإيران من أجل الإقلاع أو على الأقل، تأجيل تخصيبها النووي
لم تفلح أمام العناد الإيراني وتصميم أحمدي نجاد على امتلاك القوة ، باعتبارها المنطق الوحيد المفهوم لإثبات الوجود وللحصول على مكاسب سياسية على الأرض وفي المنطقة، وقد ثبت عملياً أنه يمارس نفس السياسة الأمريكية السائدة منذ استلام بوش الإبن قيادة أمريكا.
وبعد الرد الإيراني المتوقع ، لم يبق أمام الولايات المتحدة ، التي دفعت إسرائيل لخوض حربها الأخيرة في لبنان نيابة عنها، لإعتقادها بأنها ستحقق نصرا على حزب الله ومن ورائه كسر شوكة إيران ورضوخها للقبول بالشروط الغربية!، لكن النتائج جاءت لتمنح مكسبا أكبر لإيران ولتحدث خللاً في التحالف الأمريكي الأوربي، فقد جَرّت الولايات المتحدة على حلفائها من خلال مصالحها وأسلوبها باستخدام القوة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية..أكثر من حرب أثبتت فشلها وأجهضت كل مشاريعها.." الحرب الأفغانية والعراقية واللبنانية أخيراً".
لهذا فإن اصدار عقوبات على إيران في مجلس الأمن ، لا يكون أكثر من عقوبات هزيلة لن تؤثر في الفاعلية الإيرانية،وأن أي ملاحقة لإيران وإصدار عقوبات مهمة بحقها ، لن يتم طالما أن أفواه الحرب مفتوحة في أفغانستان، والعراق ، ولبنان.. وقد أدركت إيران ودارت خيوط اللعبة بقدرة فائقة خارج إطار دولتها، وما زالت تتحكم بأكثر من خيط يمكنها من خلاله الحصول على ما تنشده وهو النفوذ الأكبر وإدارة شرق أوسطها الجديد، حسب منطقها لا منطق الولايات المتحدة!! ، ولا من يسير في ركبها من العرب خاصة وهم الذين لا حول لهم ولا قوة، لأن الصراع الحقيقي الدائر في بسط النفوذ تم بين إسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى، وهذا ما برز في الحرب الإسرائلية على لبنان، فأمريكا تريد لإسرائيل أن تبسط قوتها وتصبح ذراعها القوي في شرق أوسطها الجديد!!، لكن فشلها في تحقيق مكاسب ضد حزب الله ببعده الإيراني، هو المقتل بالنسبة لها ولأمريكا، التي سعت لتجعل من إسرائيل نقطة الإرتكاز في الشرق الأوسط ، ومع تورط الولايات المتحدة في حربها العراقية ، ومعرفتها عن كثب بالتفوق الإيراني السياسي في العراق، يجعل منها الخاسر الأكبر ، وهذا بالضبط ما تراه الدول الأوربية وتعمل على امتصاصه ، من خلال التقرب لإيران أكثر من سورية، لأن الوقائع أثبتت أن سورية مجرد تابع ومنفذ، وسورية اليوم بقيادة الأسد الإبن ليست كسورية البارحة بقيادة الأسد الأب، حين كانت تهرع إيران نحوه لتعديل مواقفها وتليين سياساتها في المنطقة مع جوارها، ولأن المعطيات قد تغيرت أيضا، وضعف الحنكة في السياسة السورية الحالية ، أفقدت نظامها القدرة على التحكم بدفة الإتجاهات والمصالح، ورغم الجهود التي تبذلها بعض القوى العربية ، وعلى رأسها عمرو موسى فإن الموقف العربي يمثل ضعفا مزريا ، إن لم تبادر قواها مجتمعة على اتخاذ مبادرة ما ،ودور أكبر في إحلال السلام في لبنان وتوحيده وسحب البساط والمكاسب الإيرانية ، التي لا تتوانى عن شن حرب جديدة يكون وقودها لبنان ثانية لتثبيت دورها والحصول على اعتراف عربي لقدرتها والمرور عبرها مستقبلا!!
إذن الأمر يحتاج لقدرة على إدارة دفة السياسة العربية، لكن السؤال ..ضمن الأنظمة القائمة والمحبطة شعبيا ..هل بإمكانها أن تدير اللعبة السياسية وهي التي وقفت تتفرج على حرب العراق الطائفية ، وتركت النفوذ الإيراني يسود؟!، وهو الذي تحالف البارحة مع الولايات المتحدة من أجل القضاء على عدوهم المشترك ( صدام حسين)، بل وساعد ها في حربها الأفغانية للقضاء على النفوذ الطالباني، وها هو ينقلب على الولايات المتحدة ويتقرب من حماس ويدعي أنه حامي الحمى لقضية فلسطين، وأنه حارس أرز لبنان..والدول العربية تقف مكتوفة الأيدي حيال هذا النفوذ، فماذا فعلت وتفعل للقضية الفلسطينية؟ وماذا ستفعل إزاء الدمار والخراب اللبناني وسيادة لبنان على أرضه ــ علينا ألا ننكر دورها في مجلس الأمن لإصدار القرار 1701 ــ لكن إن لم تستيقظ وتدرس موقفها الضعيف ، وتجعل من هذه الحرب الأخيرة باباً تنفذ من خلاله لإقامة سلام دائم وحل شامل للمنطقة بأسرها، وهذا يتطلب عملا دؤوبا ونفوذا كبيرا ، ومالا يصب بغزارة في طاحونة البناء والإعمار وتمويل الحكومة الفلسطينية، وإلا فعلينا أن نتوقع انهيارا للسلام، وانهيارا للمنطقة بأسرها وخرابا وتفتيتا لا تقوم لنا معه قائمة.

فلورنس غزلان ــ باريس 26/08/2006



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الشد الإيراني والجذب العربي، يغلي مرجل المنطقة
- هل ستتمكن الحكومة اللبنانية من بسط سيادتها على كل الأرض اللب ...
- لن تخرج سورية من الشرنقة، طالما أن نظامها حريص على إضاعة الف ...
- رسالة حب للبنان...حين ينبت الزهر من جديد فوق الرز
- قراءة في نتائج الحرب اللبنانية الاسرائيلية
- للبنان أقدم اعتذاري...ورؤيتي لنتائج حربه مع إسرائيل
- ثلاث نساء حطمت حياتهن..باسم الحق الشرعي!
- الفارق كبير بين انتصار حزب، وانكسار وطن
- ما الذي ينتظر لبنان بعد هذا الجنون؟
- أما آن أوان غضب الشارع العربي، أو رحيل زعماء الهزيمة؟
- لعنة الشرق الأوسط
- عدنا والعود أحمدُ ...من روما بخفي حنين!
- من هنا إلى روما ... ويستمر الطوفان
- ناموا ياقرود السيرك العربي
- ماهي نتائج الحرب في لبنان؟، وماهي معالم المنطقة مستقبلاً؟
- رسالة ... إلى ميشيل كيلو في معتقله
- إيران الرابح الأول، ولبنان الخاسر الأكبر
- إلى أي مدى كان وعد حزب الله صادقاً؟ وما هو ثمنه؟
- بين الشهيد الجولاني - هايل أبو زيد -، والجندي الإسرائيلي الم ...
- تنصيب ( علي الديك) على رأس المشروع السوري الكبير بخطته غير ا ...


المزيد.....




- الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
- ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين ...
- أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي ...
- فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم ...
- ترامب يقيل مفوضة مكتب إحصاءات العمل بعد تراجع توقعات نمو الو ...
- مأساة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تودي ...
- ما هي اتفاقية خور عبد الله التي تلقي بظلالها على العلاقات ال ...
- من يقف وراء التخريب في شبكة السكك الحديدية الألمانية؟
- كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
- حاكم إقليم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - الشرق الأوسط الجديد بين نفوذين، الإيراني من جهة والإسرائيلي من أخرى