أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - نبز العالم أجمع بسلطات من نوع منقرض















المزيد.....

نبز العالم أجمع بسلطات من نوع منقرض


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1676 - 2006 / 9 / 17 - 08:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من قال أن الشعوب العربية تشبه شعوباً أخرى من شعوب الكون؟
من قال أننا لا نتميز عن شعوب الأرض بما نحمله من جينات نادرة، وعادات بائدة عندهم لكنها حية تنمو وتتجدد عندنا؟
هل من باب الصدفة أو الحظ العاثر، أو المصير المكتوب ــ كما يسميه المؤمنون بالغيبية ــ أو نتيجة وباء مستفحل ، لا يطال ولا ينتشر إلا في أصقاع أمة العرب ، أن نبتلى بوباء حكومات مستديمة؟
انه وباء أنظمة الاستبداد والشمولية، إنه وباء التوريث وحكم الأسر ذات الصبغة الإلهية، بعضها ينتمي لآل البيت الكريم ، وبعضها الآخر لبيت آل النهب العظيم، وقسما لا بأس به ينتمي لطينة فريدة وتربة لا تبذر ولا ترتوي إلا بدماء أبناء الشعب الكرماء اللطفاء، الذين يفدون حبيبهم ورئيسهم ، أو زعيمهم العبقري الفذ.. بالروح والدم ، وترخص كل البلاد بما فيها من أجل بقاء الندرة والحفاظ على نطفة، لا تنجبها إلا إناث لقحت خصيصا في مخابر بيولوجية لشعوب دُجنت وسُيرت بالعصا وبالكابلات الكهربائية والمغناطيسية لتجذب الأرواح النشاز وتقفل أفواهها ، أو تطبق الحبال على أعناقها، لتمنع خروج الصوت ، وتكتم الأنفاس المتمردة على أوكسجين أعد خصيصا ممزوجاً بإتقان بغازات سامة وفيروسات قاتلة للحركة والنشاط ، ومشجعة على الخمول والكسل...
فهل من مثيل ؟
نصاب بالخبول والعجز ونتفنن بابتكار الحجج والحيل لتبرير تخاذلنا وتفسير وتحليل أمراضنا، دون أن نبحث لهذه العلات عن عقار يداوي ويشفي، أو تتفتق عبقريتنا عن اختراع جهاز يخرجنا من حبسنا الطويل وأسرنا الجماعي..في بوتقة الأوطان العربية ، التي غدت سجوناً كبيرة لشعوبها ..تطفح بالقيح وتمتليء بجرب السياسة ، وتحفل بجذام الفساد، وخرافة عهود انقرض مثيلها..فغدت أمثولة حية بكينونتها، ونموذجاً صارخاً بعجائبيته، وتحفة نادرة تستحق أن تحنط في متاحف العجائب ، والتي عرفت بأعدادها السبعة، لكنها في الوطن العربي اثنتين وعشرين دولة بعين الشيطان!!!
ربما يقول قائل، وضعتي الجميع في نفس الكأس وسقيتي مرك لكل البلدان وشعوبها دون استثناء، أقول ودون ملامة...ربما تكون الحقيقة مرة ...لكن الأمر هنا مجرد فوارق نسبية ضئيلة في عرف القوانين الدولية، ولا تكاد ترى في صفحات الحق الإنساني والحرية كأمل وحلم لشعوب الأرض قاطبة ونحن الحيارى والمساكين بينها..
نأمل ونحبط..نحلم وننسى...نحاول ونفشل...نجرؤ ثم نندحر خوفاً... ننام ولا نعرف من اليقظة إلا استسلامنا للواقع ..باعتبارنا واقعيين!!..الكل ينتقد، والجميع يعبر عن سخطه... بطرق مبطنة مغلفة بسلوفان من منتج استبدادي..وتحمل لبوسا ديمقراطياً أحيانا، وتدجل بمسوحات ..أيدويوجية حديثة..ترى فيها مخرجا لجبنها ومهربا من مواجهتها مع الذات والمحيط...ناهيك أنها ترضي السيد المستبد وتمنحه قوة إضافية ليعيش على أمثال هؤلاء ومن فبركهم ليشحنوا طاقته كلما وهنت ، وليمدوا بعمره كلما قربت نهايته...ولا يعدمون الحجة والذريعة لهذا الوجه القبيح المزنر بخيوط زاهية...وأثواب تغرب والناس تتخذ المنحى شرقا، وتغرد في بستان القمع والاستبداد بحجة انعدام البدائل!!! ولا ترى فيه سوى وجها مغطى بطبقة من الكلس الأبيض في حين أنه يحمل قلب وريش غراب ، وينعق في ساحات الخراب والدمار من وطنه..ويرى فيها عمرانا!!...تتوالد هذه المنتجات وتتكاثر كالفطر ..لكنها ..إما عن غباء أو عن سابق تصميم ، وهنا تكون الطامة أكبر...تحاول أن تشق لها دربا بين من اختاروا طريق الحرية حتى لو كلفهم حياتهم...
تتفاجأ هذه الطحالب حين تموت قبل أن تعرف الحياة!!!!.
يغرق عالمنا العربي في معارك جانبية يدخله فيها من استقاموا بيننا عقودا ، دون أن نغيرهم أو يتغيروا بفعل قدرة محلية، أو أعجوبة أسطورية..فمن المحيط إلى الخليج، ومن الخليج إلى المحيط تصاب شعوبنا بوراثة الشلل ..وبداء السلطة ، التي لا تتغير كما الله..لا يتغير ولا يتبدل وهي جاءت من روح القدس الالهية، وزرعت بيننا لتبقى ، تتغذى على أكبادنا وتعيش على إكسير حياتنا، وتسرق منا أحلامنا وتبتر أعضاءنا المتحركة إراديا أو دون إرادة..كما تغسل الكثير من الأدمغة وتلوثها بشحوم وألياف الفساد والاستشراء، ناهيك عن تلويثها حتى للطبيعة ..فقد جعلت سماء دمشق ضبابا أسودا وشوارعها كحلا رماديا...ومفارقها بقع موت وأكياس قمامة..وجدرانها تعج بصور القادة الخالدين ..الذين يموتون ولا يريدون للشعب أن يعترف بموتهم، لأن الوطن جزءا من الموروث، وقطعة من بستان السلطان، وما الشعب سوى عماله الزراعيين!!
الحال في سورية الحبيبة، لا تختلف بقليل أو كثير عنها في المحيط العربي ، فهذا ملك اليمن السعيد..( عبد الله صالح )عفوا الجملوكية الخامسة في جدول الحكم المؤبد العربي...وكي لا يكون حدا أحسن من حدا.
وكي لا تظهر بادرة أو سابقة تفتح عيون الآخرين، فقد رسم مسرحيته التأبيدية بإحكام وأتقن دوره بنجاعة، فقد اعتقدنا للوهلة الأولى أن الوطن العربي أنجب ثانية ( عبد الرحمن سوار الذهب)، لكن رجاءنا خاب كالعادة...ولم لا؟ ، فبماذا يختلف عن القذافي ..وابن علي ، ومثلهم السيد الكبير حسني مبارك، يهم بتوريث ابنه جمال، كي لا تبقى سورية سيدة الجميع في السبق التوريثي.. ومن يدري ، فعلى ما يبدو أن السودان والجزائر تسير على نفس المنهج..وتحفظ دروسها بشكل مدروس!!
لكني أقترح عليهم جميعا، كي يريحونا ويستريحون، أن يعلنوها ملكية على الملأ، وبهذا تصبح الجملوكيات كلها ممالك، فكم هو فارق السنين بين المملكة الهاشمية وسورية مثلا؟ أو بين ليبيا بقذافها والمملكة المغربية؟..وبهذا يصبح الترسيم والتطويب مشروعا لا غضاضة فيه!!...
فبدلا من الجملوكية السورية، وبما أننا ننتمي لآل الأسد منذ عقود أربع..فتصبح سورية...( المملكة السورية الأسدية) ..أسوة بالأردنية الهاشمية، أو العربية السعودية...والجميع ينتمي لأسر وهذه الأسر وللصدق والشفافية منتج محلي غير غريب أو مستورد!!،
اطمأنوا إذن...خاصة عندما يكثر المطبلون، ويزداد عدد المنافقين، بأثواب الزيف الديمقراطي، الذي يبخس نضالات المناضلين ويقضم أكثر مما فعلت النظم الأمنية نصف أعمارهم، التي قضوها في سجون الجملوكيات الوطنية!!، ودون حتى استخدام برقع الحياء، الذي تستخدمه أحيانا أجهزة الأمن، فيصفون من كشف الخراب والفساد وعقود الزيف والدجل ونهب المال العام، لأنهم من المقربين والموالين، بنفس كلمات واتهامات أسيادهم، بينما يطلقون على أنفسهم معارضة!!!!.
نعم إنهم معارضة المعارضة. وعلى مبدأ خالف تعرف، ومن ليس معي أو مع النظام فهو حكما ضدي..أي نفس التبعيث القديم بحلة زيف غربي جديدة.
طوبى لكم أيها المناضلون الشرفاء ، طوبى لكم أيها الواقفون كالطود بوجه الحمم والقذائف ، القادمة من أيدي جيران الأمس، وزملاء المدرسة، وأبناء الحي، طوبى لكم وأنتم تتلقون أحكام العسف والطغيان، وخناجر الطعن في الظهر من دعاة الطهر بثياب العهر...

فلورنس غزلان ــ باريس 15/09/2006



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثل شباط مافي على حكيه رباط- مثل شعبي سوري-
- الحادي عشر من سبتمبر زلزال من صنع البشر لا من الطبيعة
- ماهو دور الشباب في صناعة المستقبل؟
- عالم الأشباح والكوابيس السورية
- المرأة السورية والحجاب
- صارت كبيرة بحجم بيروت
- ما الذي ينتظر المنطقة بعد حرب ال 33 يوماً...حزب الله...سورية ...
- هل يحق لإيران امتلاك السلاح النووي، وعلى من يشكل خطراً؟
- دور المواطن الفرد في دولة الاستبداد والفساد
- الشرق الأوسط الجديد بين نفوذين، الإيراني من جهة والإسرائيلي ...
- بين الشد الإيراني والجذب العربي، يغلي مرجل المنطقة
- هل ستتمكن الحكومة اللبنانية من بسط سيادتها على كل الأرض اللب ...
- لن تخرج سورية من الشرنقة، طالما أن نظامها حريص على إضاعة الف ...
- رسالة حب للبنان...حين ينبت الزهر من جديد فوق الرز
- قراءة في نتائج الحرب اللبنانية الاسرائيلية
- للبنان أقدم اعتذاري...ورؤيتي لنتائج حربه مع إسرائيل
- ثلاث نساء حطمت حياتهن..باسم الحق الشرعي!
- الفارق كبير بين انتصار حزب، وانكسار وطن
- ما الذي ينتظر لبنان بعد هذا الجنون؟
- أما آن أوان غضب الشارع العربي، أو رحيل زعماء الهزيمة؟


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - نبز العالم أجمع بسلطات من نوع منقرض