أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - من شظايا الزجاج














المزيد.....

من شظايا الزجاج


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7366 - 2022 / 9 / 9 - 02:50
المحور: الادب والفن
    


كان الباب واسعا والبناية مهيبة .. :وزارة الشباب والرياضة - مديرية شباب ورياضة البصرة ...وكتب تحتها (منتدى الثقافة والفنون )..انها تقابل على بعد عشر مترات صالة الولادة ... واخذني الفضول لاني رايت كثيرا من الموظفات والموظفين من فتحة الباب يتحركون ... وسلّمت, وعرضت هويتي الصحفية للبواب فغاب قليلا وعاد (سياتي ليلاقيك المدير ) قالها واختفى ..... استغربت انه لم يرغب بملاقاتي في غرفته ..وسالته اية ثقافة تجري هنا ؟ فاجاب المدير ...لكن مراجعا حدثني بان المكان للقاء الازواج المنفصلين ... ورايت لوحة (السجناء السياسيون ).. لوحة اخرى (دورات تقوية لطلبة المتوسطة والاعدادية) و قبل ان اجتاز الشارع اغلق الباب تماما ولم يفتح لساعات حتى غادرنا المشفى مع صوت المؤذن .. ويظهر انهم حذروا من صحفي اخر ربما ياتي ... وتذكرت مرة دخلت لمركز ثقافي في عهد النظام السابق وفاجأني اني رأيته موقعا للخمور والرقص ...سنبقى ننقّب التخلف بعناوين ثقافية .
متنزه تناثرت على ارضيته بقايا الزجاج بالوان عدة .. متنزه من العصر الحجري .. بقايا شجيرات منخفضة نهبت اكثر اغصانها او كسرت .. المقاعد الحجرية منكفئة الى الارض او مهشمة .. تتوسط المتنزه قاعدة اسطوانية مرتفعة علقت عليها لوحة لقائد تيار ديني وخطت عليها كلماته , تعلوه صور لمقاتلين مدججين .. الاسطوانة تمزق وتساقط بعض كسائها .. هناك اسلاك ومشبكات صدئة وبعض القمامة واثار براز لحيوانات سائبة .. وعلب صديئة .. حتى ان الصغير الذي صحبته ذا العامين طلب ان يريق مائيته ويا لها من معاناة لاني لابد ان اخلعه البنطلون وبجامة داخلية واخلع حذاء من رجليه وهو ممسك برأسي .. قلت لا بأس ان هذا المتنزه يصلح لبعض الاشياء .
وعدت لمشفى الولادة كانت النساء في صالة واسعة بين واجمة ومتبسمة مثل الرجال .. لان الموت والحياة يجتمع هنا والفرح والقلق .. فجأة صرخ صارخ امام باب المستشفى وتدفق السب والعويل ,, وهرع الجميع للبوابة الا انا فقد شهدت المشهد من اعلى السياج .. فان تدفق رصاص ما علي سوى ان اهبط قليلا وربما انجو من رصاصة طائشة ...
القمامة في كل مكان .. كان رجل مسن يحاول يلبس نعاله بصعوبة فقد وهن الجسد ..يحتاج جهدا لينجح وكلما مد قدمه تراجع مثل سكير فقد توازنه ..وسمعته يتمتم (انتخب الافسق ) فخمنت انه يفتقر للسلامة العقلية وربما يكون الاكثر وعيا ..وعلى الجدران طبعت دعاية انتخابية يظهر انها وضعت من ثماني سنوات تستدل بذلك من رقم القائمة المعروف والتي تغيرت لاحقا ... لكن القمامة والوسخ تحيط بها ... وكما رسم الانكليز ابان الحرب الثانية القلوب على احذية النساء نحن هنا نضع اعلاناتنا حتى في المرافق , فليس من المعقول ان تتسع المساحات لكل هؤلاء المرشحين . ذكرني ذلك بعمود في مفترق طرق نشره متندر مصرحا
الخطوط العشوائية على الجدران تكثر هنا.. مجسدة الفراغ والتفاهة (حب بلا وجدان .. بيع لما لا يباع .. دعوات لا تلبى .. نبذ غير مجد للطائفية ) وهناك ارقام على الجدران لا تحصى: < ارقام لعمال تهديم البيوت وسحب الانقاض..ارقام لمصلحي المكيفات ..للعشاق ..ارقام للطواريء حيث لا يجيبك احد , ارقام بلا هوية > هل اصبحت الجدران تفريغا للضياع ؟!... لافتة مختلفة استقطبتني (هنا يباع الثلج ) لكنه موقع للقمامة وربما مات صاحب الثلج او اضحى قائدا عسكريا , في العراق كل شيء ممكن .. نحن نطبق قول نابليون < احذفوا كلمة المستحيل من القاموس ) .
القمامة تختلف جوار المشفى, تكثر فيها علب الماء والضمادات واقداح الشاي الورقية .. فلكل موقع قمامته ورائحته الخاصة ..
واستاجرت سائقا يظهر انه موظف متقاعد ومثقف .. فحدث (انا بن المعقل .. قبلة السائحين ).. واشار( هذه المنطقة كانت تسمى الفرنسية لان اغلب سكانها مسيحيون وتميزت بالورود يتدلى من الاسيجة والاناقة والهدوء والجمال لكنها الان كما ترى منطقة خربة ..واضاف <ان مدير الموانيء الذي اسسها كان بصلاحية وزير >.
كان علينا ان نؤمن قنينة دم اخرى لان الموظفين غادروا وقد اخبرونا بانهم سينجزون ويكملون الملف للمريض .. مضوا وقد اغلقوا دواليبهم بضمير لا يمسه القلق , انه التفسخ الاخلاقي الذي شمل كل شيء . ثلاثة اشياء احذر ان تقربها في بلاد الرافدين : (مركز الشرطة والمشفى والدوائر الحكومية ).. وان اضطررت فاصحب معك كبسولات ضغط وسكر وخمس كيلوات من الصبر المركز ..



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 3 قصائدوجوم
- فناجين قهوة من الورق المقوى
- مأتم وسوق
- الصيد( بيك اخطيتك )
- قصيدتان:التلال المستطرقة والقديس
- (ليقنعها بالزواج باحدهم ) قصة
- غربال ( قصيدتان )
- نظرة الى الامام مذكرات ج12
- اخيرا تفتت الوحدة
- الشاي و منديل ابو الحيلين قصة قصيرة
- العريف حمة
- اغتصاب الموتى وقصائد اخرى
- البريكان (مجهر على الاسرار وجذور الريادة ) ج6
- ثمل ليلة الانتخابات
- مقابر البصرة قصيدة
- نظرة الى الامام مذكرات ج11
- ثلاثة نصوص
- حي سليطة
- تصدع القوقعة ( نصوص شعر )
- قصة (لا تقبروني في عزلتي : الحل ليس حلا)


المزيد.....




- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة
- غزة في المتحف العربي للفن الحديث عبر معرض -شاهد- التفاعلي با ...
- بجودة عالية الدقة HD.. تردد قناة ماجد 2024 وشاهد الأفلام الك ...
- استقبل تردد قناة MBC2 على جميع الأقمار الصناعية لتستمتع بأفض ...
- كيف استغلت مواهب سوريا الشابة موسيقى الدراما التصويرية في ال ...
- -فنان العرب- محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - من شظايا الزجاج