كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي
الحوار المتمدن-العدد: 7363 - 2022 / 9 / 6 - 17:36
المحور:
الادب والفن
(التلال المستطرقة )
شكلني مثّالون لا مرئيون
احاذي الشوارع الرئيسة كتلال رمادية
او جدران من الحديد تقهر الانهيار
تستعمرني الظلال والحيوانات الاليفة
الصغار يختبئون في دهاليزي او يعبثون
بصمة لفواجع الحروب انا
طالما ابرقت وارعبت في الفيافي
جرّفت النباتات البرية
وتركت الاعضاء البشرية للطيور الجارحة
والكلاب والحفر الرملية الظمأى
كم اعتنيت بتسفير القطارات
وظلّلت الملاعب وشكّلت الجسور
اتكور الان على بقايا الغامي
والاجنحة الرمادية المرعبة
وهياكل الحافلات والمزمجرات
والاسلاك النحاسية المصهورة المهشمة
نقّبوا عن اليورانيوم في جسدي القاسي
وآثار الدم
اسمنتني العجلات واللصوص
وعربات تجرها الخيول المهجّنة
والجوالون باكياسهم الثقيلة
انتظر العجلات
لاعود بهيا ونافعا في معامل متطورة
في انتظار مهرة لا مرئيين
5-2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(القديس )
1
هم يجيئون , يفرون
يجيئون يفرون
ويأتي غيرهم ,
ويفر
انه قديسهم حي مسجى في الظلام .
2
كفن التبجيل , ماتت شهوة فيهم بأن يرضى ..
هم , الليلة , لا يشغلهم
غير غسل الذاكرة
ليس يعني الان حتى نملة محتضرة
او بقايا من غبار
صارخا في وحشة الوحدة والظلمة
والجمع يجيء
مسرعا , ثم يفر ..
(كان قديسا !!) يفرون
يجيئون ويأتي غيرهم , ويفر ...
ـ
ــ
موته وحدته
استيقظ هذا الرجل المبيض مبهورا على مستنقع
مسح الركعة عن جبهته
سأصلي قال :
لا جمع ولا دمع سوى
مطر والليل محشوا بهول العاصفة
نفض الجبة عن اوساخها
برقت كل عصور السوط في احداقه
قال : (سامحهم ).. تخطى جثة
ابّد الليل على الجسم وسار .
1996
******
#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟