أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - البريكان (مجهر على الاسرار وجذور الريادة )ج5















المزيد.....

البريكان (مجهر على الاسرار وجذور الريادة )ج5


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7352 - 2022 / 8 / 26 - 12:50
المحور: الادب والفن
    


...الا اننا نصادف مثل قصيدة ابن خفاجة يصف جبلا :
((وأرعنَ طمّاحِ الذُؤابةِ بَاذخٍ *** يُطاولُ أعنانَ السماءِ بغاربِ. يَسدُّ مهبَّ الريحِ من كلّ وجهةٍ *** ويزحمُ ليلاً شُهبهُ بالمناكب )) ..قصيدة يمكن ادراجها في مناخ الشعر المعاصر نسبيا وتعتبركشفا رائدا لو تامله الشعراء بعمق لقفز الشعر العربي واختصر مساحات زمنية مهدورة. سبقنا الاوربيون بالقصيدة الموضوعية واستطاع بعض شعراء الحداثة العرب واحدهم السياب ان يستفيد من ذلك الانجاز الا انه لم يستطع ان ينقي القصيدة من الذاتية حتى في اهم قصائده الشاعر اللبناني ادونيس كان اكثر جرأة الا ان جنونه بالجهد الصياغي وتصاعد المنسوب في مجرى امتداد قصائده اضعف موضوعيته
عدد من الشعراء بعد الرواد / حصرا الستينيون /تجرؤوا على تنحية الذات الا ان عددا منهم انجز قصائدكانت استنساخا محسنا لقصائد اوربية وغربية . من هنا ياتي الاهتمام بقصيدة البريكان (قصة التمثال من اشور) ..تصميم حجري الهم المنهكين القوة واليائسين الامل .المعبود الذي انقذ الارواح من الضياع ودفعهم لتطوير فن الرقص وهدر الاموال للهدايا واقتناء ارقى العطور[قد يسخر احدنا الان من اصنام الجاهلية الحجرية او المصنوعة من التمر ربما ندر من يحكم في حجرها الكاذب فأسه القاسية (لا خير في رب بالت عليه الثعالب ).. اما الجمع فقد ترسخ فيهم التقديس وربما يسخر المقدسون من الساخرين من امثالهم او ينهمكون في قوة الاستغراب وان يكن المنطق متقنا والحجج دامغة.
قصة التمثال من اشور))))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<<ــ

( في غرفة الزجاج ْ
في متحفٍ
يقبع في مدينة ضائعة ْ
ترسب في بلاد ْ
مهجورة
في قارة واسعة ْ
هذا انا، مرتفع، أواجه العيون ْ
أشلّها
أنفض في نهاية السكون ْ
حوادث الدهر، ورعب المائة التاسعة.
معبود نينوي
سيدها
في لحظه غامضة ْ
برزت للوجود ْ
على صدى ازميل
في راحتي نحات
في قاعة الاحجار والسجيل ْ ...
قبائل الأموات ْ
تنحر لي ذبائح الرعبِ
وكم اصوات
تهتز بالكابوس في ذبذبة الترتيل ْ .
سميت الواناً من الأسماء ْ
بخرت بالعطور والأنداء
ختمت بالخواتم ْ
عيناي ماستان ْ
تخترقان الليل، من مناجم
لم يكتشف اسرارها انسان ْ
يعترف الزمن
بهذه الذاكرة ?
انا رأيت القمر الناعم
عند ابتداء الليل ْ
وضجة الزلزال قبل الساعة العاشرة
انا رأيت الخيل
تقتحم الخدور ْ
رأيتها ترتفع الرماحُ بالجماجم
رأيتها تختلج الرؤوس
بعد سقوط السيف ْ
رأيت كيف ترقص العروس
في زفة الموت ْ
وكيف تطفئ الشموس
زوبعة العواصم
يعترف الزمن
بهذه الذاكرة ?
تساقط القلاع والأسوار
والقحط والأمطار
والقمح والحديد
والبدء من جديد
وقوة السيف الذي يحدجه الرجال ْ
برهبة، في غمده الجلدي
يعترف الزمن
بذلك الواقع ( أو بذلك الخيال ) ?
الموعد السري
لموت اسطورة
وبدء مشروع من المحال ْ
أو بئة التاريخ
دورتها المجهولة التقويم ْ
اشعة الحرائق ْ
تلون الوجه والسماء والحدائق ْ
ارادة القوة
وشهوة التحطيم ْ .....
فقدت ماساتي
جردت من خواتمي ... جزت ذؤاباتي
دحرجت من قاعدتي
نقلت من مكانْ
إلى مكان ْ
حاورتني البوم والعقبانْ
تسلقت اضلاعي الصبيان
ُجّرب فأس ما
في جسدي يوماً
ربطت بالحبالْ
سحبت ممدوداً علي وجهي
وراء زوجين من البغال ْ
حرست سوراً مرة
ومرة آخرى
وضعت في مدخل قصر ما
قطرت في جيش من الجيوش
تركت في الصحراءْ
ممدداً، تغسلني الانواءْ
تجفف السموم ْ
أقصى حجيراتي
محدقاً تحديقة الابد ْ
محاجري البيضاء
مفتوحة لعالم النجوم ْ
ينحسر البحر ولا تبقى سوى الاصداف ْ
في باطن الارض ِ
تهب الريح بعد الريح ْ
تعيد توزيع الرمال الحمر
والغربان ْ
حطت هنا، واندمجت في دورة الأفق ْ
قوادم الصقور
رفت على العنق ْ
واحترقت على ذرى الكثبان ْ
عجائز الذئاب
توسدت جسمي
هاربة الي مكان ما
قوافل اللصوص
تفيأت جنبيَّ، حيث تترك الفصوصْ
أثارَها، وحيث تبني النملُ من ترابْ
مملكة التوازن الأعمى
في غرفة الزجاج ْ
منتصب، تحدق النساء ْ
في جسدي الخالي من التعقيد
( في وسط الحوض على التحديد )
يبتهج الاطفال
لان أذني سقطت، وحاجبي مكسور
لأن في صدري
دائرة خالية ( مفزعة في النور )
في غرفة الزجاج ْ
لا يصل الصوت ُ
ولا يُلمس سطح الموت ْ
يبدو رجال، ربما يواصلون الهمس ْ
عن ظفري الايسر ْ
في غرفة الزجاج ْ
لا تسقط الاصابع الرثة
لا تصل الشمس، ولكن يصل المجهر
في غرفة الزجاج ْ
وحيدة تنتصب الجثة .)


<<<<<<<<<<<<<<
المعتقدات يصعب تفسيرها ويصعب الاهتداء الى كيفية ترسخها حتى في العصور الحديثة,فالسلحفاة التي تظهر نادرا في بعض البلدان وتوضع في برميل ماء ويتباهى من يحصل على قطرات تشفي او تسكن قلق الروح.. عبادة النار ..تقديس البقرة .. جميع الشعوب تبتكر مقدساتها.اهو العجز من الفرار او الخشية من الموت او (وجدنا اباءنا هكذا يفعلون )..اذا كنا نلوم اهل نينوى على عبادة الاهها التمثال فعلينا ان نسفه الان هذا التقديس لتفاهات معاصرة ..رحلة التمثال صورة لمسارات الشعوب وتحولاتها: تقديس فاهمال فننسيان, عبث ونهب وفي الختام <غرفة الزجاج التي تحتويه واللواتي يحدقن في وسط حوضه .الا ان نظرته الابدية لم يتمكن منها الزمن .للسيف في التمثال صورتان:مرة يذل الرجال وهو ساكن في غمده الجلدي واخرى صورة الرعب وهو يهوي ويجهز ..قال الحجاج لوزيره يوما <تقدم>فاصفر وجه ذلك الوزيرفكرر الحجاج الطلب ..اجابه وزيره (مولاي :السيف في حجرك ولا ادري أتكريم ,او مشورة ام ذبح..).ستتحول السيوف الى المتاحف كاثار خالدة ,نحلل الكتابة عليها وجمالها وانواعها ومنشأها..تخيل رجلا زج في معركة قهرا فهوى من يده سيفه عثرة او رعبا واقترب منه سيف عدو فتاك تسبقه صرخة مدوية..تامل عيون ذلك الرجل الاعزل.. لحظات وتنساه الحياة تفتقده صغيرته فتعوي وتنتكس حليلته فتنوح ( ولولا كثرة الباكين حولي .. على اخوانهم لقتلت نفسي ) ..سيغادر اشياءه الجميلة فلا يعود لفراش دافيء ويقول <انتهت المعركة , وانتصر بقائي >.. يشمها بعدما يغادر صغار مولعين سيغادر الاحلام سيواجه مغامرة القبر(لا اريد ان اموت) .. يقول .. وربما تذكر صورة اقرب احبته وانتهى من سجل الحياة .تختلج الرؤوس .. لم استطع
ان اتخيل قدرة الجواد المجرب .. المكر المفر .. حتى رايت استعراضات للجياد الاسبانية في الحلبات يا للرشاقة وقوة المران.معركة السيوف تعني وحوشية الانسان وتحجر العواطف وقانون الغابة انها الجماجم تهوي من الرؤوس وحمامات الدم , والصقور التي ستتغذى.. لذة النهب وطبول المنتصرين وربما خلد من خسر لولا الخيانة او الثورة العجلى < من الابطال ويحك لا تراعي >... <برقت كبارق ثغرك المتبسم >..< فلم تستجدن الحسام اليمانيا >..<وما مات حتى مات مضرب سيفه .. من الطعن وانهلت عليه القنا السمر > .. من الصغر يتدرب الاطفال على المواجهة ولكن حملة اللواء ليس باقتنائهم افضل عدة حرب .. انهم يملكون غريزة العداء الاشد وحشية وكأن للفارس الفاتك منزلة عليا وقد تسبقه هيبته < مالي بححت من النداء بجمعكم هل من مبارز ؟>..الشعر
ايحاء ولا يحتمل كل هذه التفاصيل حسبه يلمح ويوحي ..
[انا رايت الخيل تقتحم الخدور .. رايتها ترتفع الرماح بالجماجم رايتها تختلج الرؤوس< وقوة السيف الذي يحدجه الرجال برهبة في غمده الجلدي > .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ام نسرينقصة
- نظرة الى الامام مذكرات ج10
- نص من رواية ( حي سليطة)
- شعر: ( استعارة..و..من الدوام وبعد ذلك)
- نظرة الى الامام مذكرات ج9
- نصان :(البريكان يهوي بالطعن) و(تجارب في تحنيط السأم )
- نظرة الى الامام مذكرات ج8
- قصة (عمائم التوبة )
- لحظة حاسمة
- شبح جمهور 
- الطفولة نجاة
- بيت مهجور 
- كتاب البريكان (مجهر على الاسرار وجذوور الريادة )ج4
- بيت الجمل (قصة قصيرة )
- رسالة مرمزة (قصة قصيرة )
- (قصيدتان )
- نظرة الى الامام مذكرات ج7
- مذكرات لالة
- من 6 الى السبعة مساء(العشار ).
- نظرة الى الامام مذكرات ج6( منتدى الجمعة الادبي )


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - البريكان (مجهر على الاسرار وجذور الريادة )ج5