أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - كتاب البريكان (مجهر على الاسرار وجذوور الريادة )ج4















المزيد.....

كتاب البريكان (مجهر على الاسرار وجذوور الريادة )ج4


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7345 - 2022 / 8 / 19 - 10:51
المحور: الادب والفن
    


البريكان يرفض ما يسمى (وهو اذ ينظر لطريقة الكتابة الشعرية ينطلق من التجربة الشخصية فهو لا يكتب الا اذا كان متركزا شعريا, ويرى بان التنقيح كثيرا ما يفسد النص الاصلي (هل تحتفظ بمسوداتك ـ قال لي يوما ـ انها غالبا الافضل .م)وكثيرا ما ندم لاتلافها و فقدانه المسودات,لانه وجد الصدق بالنص الاصلي, هذا لا يعني انه ينكر او لا يحاول ان يضيف او يشطب بل يفعل ذلك بحدود ضيقة ولضرورات صارمة: ((مفردة تداين في قصيدة هي الاصل وخشيت من عدم فهمها فاستبدلتها بكلمة <تحاكم البشر>ويرى بان النصوص الشعرية او النثرية او اللوحات او الموسيقى تاتي بؤرة اشعاعها دفعة واحدة ثم تلتحق التفاصيل..نجيب محفوظ مثلا في < زقاق المدق > تصور كلية العمل قبل الشروع بالكتابة ثم توالت الاضافات والمهملات ..< كانت زقاق المدق وهي عمل مهم قد جوبهت حينها بالرفض..وفرضت فيما بعد بصعوبة م >..)).
البريكان يحركه عاملان للكتابة الاول هو العنوان وهو من المهتمين بالعناوين وله قدرة على ابتكارها بتفرد ولقد شهد له زملاؤه بذلك والعامل الثاني هو ذلك الايقاع او الشكل الذي يجري في اعماقه ملوحا ..او غامضا وممهدا لولادة القصيدة..انه لا يقصدها فهي تاتي وتفرض وجودها..ان نظرة متفحصة لفترات الانقطاع في حياته والتي امتد بعضها لست لسنوات توضح الكثير من الابهام لقد كتب في الرجز اهم قصائده نضوجا حتى مطلع السبعينيات ثم واجه نفسه بتحد مرير حتى تحررت من التآلف مع سكتها فولدت له قصائد مميزة تستفيد من بحر الوافر..(في السبعينيات قلت لنفسي : كفاك رجزا يا محمود م)لقد احتل بحر الرجزمكان الصدارة في الشعر العربي الحديث <الحر> بعد قرون من ابعاده من خارطة الشعر...ان اتساع رقعة الرجز في قصيدة التفعيلة تختبيء وراءها اسباب عدة لعل اهمها ضرورة التوسع في رئة الشعر وتجاوره مع الايقاع في اللهجة الدارجة وتسلط انشودة المطر للسياب. لابد ان نشير الى ان البريكان توجه الى التجارب الشكلية في بنية القصيدة ..(في السبعينيات خضت تجارب الشكل في الشعر م) ..كثير من تلك التجارب لم ترالنور وهذا لا يعني الوهن بالمضمون بل احتلال الصدارة بالتشكيل ..ولا يستغرب من هذا من علم بان البريكان كان ناقدا من طراز خاص (ربما لم اقنع باي ناقد في العالم م)..و موسيقيا وسميعا ماهرا وتحتل الموسيقى عالما متسعا في كيانه حتى انه وضع مؤلفا بالموسيقى .. وقد يستغرب القاريء الدقيق للفرق بين التماسك التكويني بين القصائد السابقة ونقاط الضعف في المستوى الايقاعي في قصيدة < جلسة الاشباح > . وربما يمر بهذه المحنة جميع الشعراء الذين ينتقلون من اوزان تمرسوا عليها طويلا الى اخرى ينجزون فيها لاحقا .تتكون لدى الشاعر بحكم المران الطويل على بعض البحور قدرة تحكمية تلك القدرة التي تشكل فخا اذا لم يقاوم الشاعر قوة العادة ومقدرتها على الاستبداد.
لكن قصيدة (جلسة الاشباح )التي اعتمدت الوافر فتحت في كيان الشاعرالبريكان افاقا جديدةعلى المستويين : الشكل والمضمون , فقد تسلط الحوار في هذه القصيدة واقتربت من المجال المسرحي والسينمائي وتوفرت فيها البساطة والعمق.. وسيمضي الشاعر قدما في هذا النهج ويجري ضد التيار الشائع المتمثل بتعمد المفردات المكرورة والايحاء المضلل والزخرفات اللفظية وتترسخ لديه المفردة التي تقترب من الدقة العلمية والطاقة الايحائية حيث يكون الشعر لا ما يقرأ وانما بالسطور التي حجبت ويتركز المضيء في افق الاستنتاج.
((جلسة الاشباح : تثلج المشاعر والشعور باللاجدوى ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<ـ
(( لماذا ؟قالت البغاء مال القفص الاخضر اذ اهتزت تلاشت ذبذات القفص الاخضر وقالت مرة اخرى لماذا؟
اطبق الصمت
تلاشى هو في مقعده بين المجلات وضاعت هي في مرآتها قالت <لقد فات على ما يظهر الوقت وقال لنفسه <اظنه فات وسوف يفوت يوميا> وبعد هنيهة قالت :
الا تخرج للحفلة <وانت؟><انا سابقى بعد ان افرغ من شعري اظن احوك شيئا ما>...
(في مطلع السبعينات كرهت الحياة...بعد سنوات عدت حريصا عليها م)..هذا التصريح يسلط الضوء على الطقس النفسي الذي كتبت فيه قصيدة <جلسة الاشباح>..تحاول الزوجة ان توفر لبعلها ما يسعده ولكنهما يعيشان في طقسين نفسيين مختلفين ومستويين فكريين متغايرين.انه ينسى المألوفات فتذكره بالضيوف..لكنه مشغول بالزمن الرتيب المتعاقب وليس في غد واحد.. لا تستقطبه الاخبار كما اقترحت ..ولا السيرك لانه سيقع في قبضة الشفقة من الحزن المعمق في عيون الفيل الذي غادر حريته وتحولت غابته الى قفص: ربما كان قائد قطيع او انثى فقدت ذكرها..لم تثه المعرقلات في الغابة الشاسعة وقد فرضت اليأس عليه قساوة الحديد.
ما تقترحه الزوجة له,ما يراه الناس منبعا للترفيه سيقوده الى تأمل المصائر:
سيتابع الشاعر هذه المصائر لاحقا ويشبعها بحثا(جواد السباق الفريد سينتهي مشدودا الى عربة, ويتذكر باسف بالغ زهوه وهم يصفقون, والسفينة التي تنتهي الى مطعم عائم والاسد في قفصه يتناول ذات اللحوم فاقدا لذة الافتراس.)..كنت ارى البريكان مهتما بالسيرك..يتابعه من الشاسة البيضاء..وقد خيم سرك في البصرة لمرة واحدة اواخر الستينيات او مقتبل السبعينيات من القرن الماضي..(السرك الذي سرق لصوص بعض جياده )في الحقبة التي كتبت فيها <جلسة الاشباح>..الزوجة تتناسى حيويتها وروح الطفلة فيها وتتمكن منها الرتابة ويتثلج الحماس.يقبض عليها الصمت ويتثلج فيها الحماس..يعتقلها الصمت وتشغلها الحياكة : عائلة ساكنة ..غادرها التجدد وتوقع المفاجئات.ان الببغاء في القصيدة ليست جسدا غريبا فيها فتلك ال <لماذا>هو الاستفسار الصارخ بفضاء الانجماد العائلي وجرس تنبيه (الببغاء في القصيدة بمثابة جرس م)..لكن الببغاء رغم جمالها وطرافتها وقوة سؤالها لا تحرك السكون في عائلة هبطت بالتدريج الى مناخ الرتابة الذي اصبح سمة الجو العائلي.عبثا حاول الزوج ان يكون لطيفا معها فلقد فات الاوان ...وعبثا حاولت ان تخفف من حزنه فلم تنجح ..أمرأته تقترح عليه ان يمضي الى الحفلة او المسرح او اليهم وهو لا يستجيب انه يجزع من السائرين في النوم ..الذين يصعب فهمهم الا بعد قراءة قصيدته <اسطورة السائر في نومه >.(يمر بالناس الكثيرين وبالاشجار فلا يرى شيئا, وقد يبتاع في الطريق جريدة يقرأ فيها اخر الاخبار.. وهو غريق بعد في سباته العميق .......)..اخيرا يختار الرجل المتعقل الذي حاول احداث التغيير في المزاج الاسري خاسرا حاول ان يختار المغامرة وقرر المضي الى واقع مجهول لعل فيه الخلاص. ستتكرر في شعره لاحقا مثل هذه الخيارات (هناك حل .. ان نرمي بانفسنا الى المحيطات م)اغلب المزعجات يستطيع ان يغادرها الانسان الا المنزل ..فهو مأواه الابدي ومركز استقراره..فاذا عصفت به الهزات او الجليد فاين يمضي وكيف يستقر..كيف تتحول المرأة الى آلة او صنم ,كيف تغادر روح الاستقطاب وتتناسى سحر انوثتها ولماذا تحنط الجمال وتعصف بالرجل او تقتله روحا..كيف تغادر قوة العاطفة وفيها علة وجودها.



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيت الجمل (قصة قصيرة )
- رسالة مرمزة (قصة قصيرة )
- (قصيدتان )
- نظرة الى الامام مذكرات ج7
- مذكرات لالة
- من 6 الى السبعة مساء(العشار ).
- نظرة الى الامام مذكرات ج6( منتدى الجمعة الادبي )
- كتاب (البريكان :مجهر على الاسرار وجذور الريادة )ج3
- ازعاجات قط لحظة الكتابة
- ديوان الابواب
- البريكان : مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج2
- البريكان : مجهر على الاسرار وجذور الريادة (ج2)
- تعال معي نطور فن الكره
- مقطع من رواية (تعال معي نطور فن الكره )
- اله صغير (مجهر على القاع )
- التعليم في العراق / الهبوط بمظلات التخلف
- نظرة الى الامام (مذكرات ج5)/ قاعة الخلد
- مقطع من رواية (حي سليطة )
- نصان
- قصائد


المزيد.....




- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - كتاب البريكان (مجهر على الاسرار وجذوور الريادة )ج4