أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - كتاب (البريكان :مجهر على الاسرار وجذور الريادة )ج3














المزيد.....

كتاب (البريكان :مجهر على الاسرار وجذور الريادة )ج3


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7341 - 2022 / 8 / 15 - 07:53
المحور: الادب والفن
    


كيف ومتى تعرف البريكان على السياب ؟ افي مقاهي البصرة ام في بغداد ؟..لقد ضمت دار المعلمين العالية في زمن متقارب شعراء سيكون لهم شان مهم في الشعر العربي اغلبهم شبه مفلسين ..عبد الرزاق عبد الواحد بدر السياب عبد الوهاب البياتي ..فيما كان اكرم الوتري والبريكان هناك في كلية الحقوق .في منطقة الحيدرخانة وتحديدا في مقهى حسن عجمي ستنطلق شرارة الشعر الحديث..اي حرب سيخوضها هؤلاء الشبان الواعدون امام قرش المتزمتين. ( هرم من السماورات اللماعة ، تمتد قاعدته على جانبي الموقد ، ثم يصعد متسلقاً حتى يكاد السماور الذي في قمته أن يلامس سقف المقهى . وأمام قاعدة هرم السماورات يمتد صفّ طويل من الأراجيل بألوانها المختلفة . وعلى مساحة مائة متر مربع تقريباً ، التي هي مساحة المقهى كلها ، تمتد التخوت بخطوط متوازية متقابلة ، وبينها يتحرك { شفتالو } صانع المقهى القزم في حركته الدائبة التي لا تنقطع.
ثمن الجلوس في مقاهي الحيدرخانة عشرون فلساً ، يقدم لك مقابلها شاي عراقي صميم ، باستكان مذهّب ! . بينما ثمن الدخول في البرازيلية خمسون فلساً .. تتناول مقابلها فنجاناً من القهوة التركية،او شاياً بالكوب على الطريقة الأوربية..مقهى حسن عجمي الذي فرشت ارضيته وقنفاته بالسجاد الكاشان وانتشرت حتى على الجدران.. كان يرتادها الغالبية العظمى من الشعراء : رشيد ياسين ، بدر السياب ، محمود البريكان ، أكرم الوتري ، وحسين مردان..ثم الجيل اللاحق من الشعراء : سعدي يوسف ، كاظم جواد ، محمد النقدي ، موسى النقدي ، رشدي العامل ، راضي مهدي السعيد ، زهير أحمد ، كاظم نعمة التميمي ، البرازيليتان يرتادهما بلند الحيدري ، وعبدالوهاب البياتي ، والقاص عبدالملك نوري ، والروائي المعروف فؤاد التكرلي ، والأديب نهاد التكرلي . الوحيد الذي كان يتأرجح بين الجهتين هو بلند الحيدري الذي كان غالباً ما يُرى فيهما معا في اليوم نفسه ).
تخيل خلافاتهم ..صراعهم مع رافضي التجديد في جو سياسي مشتعل وظروف نقمة جماهيرية تهدأ وتنفجر ...في فضاء عربي ظهر فيه نخبة مميزة من المفكرين والادباء والشعراء فيما كانت الصحافة المصرية واللبنانية الادبية ترفد القراء باهم النتاجات العالمية ..(لقد تمكنت الصحافة اللبنانية من تشذيب اللغة وتجديدها م ).. وكانت اعاصير الحرب العالمية الثانية تجمّر الذكريات..في هذا الجو كان البريكان صديقا للجميع..يتحاشى الصدامات..بعيدا عن السياسة ..وهو الراصد الحيوي لمجرياتها
.
.كان البريكان يتعايش بسلام معهم جميعا , بعيدا عن الاحتدامات.. محصنا نفسه بدرع لا يخترق..(في معهد المعلمين كنت احضر المآتم ولا اقصد الاعراس..لكني كنت اساهم بمبلغ تحاشيا للتقولات .. م)... وقد رايته يحتمل من بعض الاصدقاء ما لا يحتمل ..فقد كان القاص <ع> يزورنا كل جمعة تقريبا قبيل الغداء بقليل وبعدما نتاول الطعام ونرتشف الشاي يغط بالنوم جالسا على اريكة الهول... لا انسى في مرة نظرة البريكان الجزعة اليه كان في عمر متقدم ويحتاج لغفوة في الظهيرة كنت احس بارهاقه وهو ينتظر الرجل ان يحس فيغادر ..
( كان بلند الحيدري ياتي الى المقهى وينادى <اكو واحد يلعب داس دومينو).وخلف ذلك الم واعصاب وارق .وربما احس باخرة العمر بذلك : (علينا الان ان نعترف ونسمي الاشياء باسمائها لقد كانت بعض السلوكيات التي احتملناها او حاولنا تبريرها لونا من <الحميرة >نحن لسنا انبياء لننوء باكثر مما نستطيع م )..لكنه ان رد يكون قاسيا ..فقد احتج بعض الادباء على مفردة<الناس > في احدى قصائده باعتبارها جمعا رغم ان البيت مشهور للبيد(وسؤال هذا الناس كيف لبيد)..فارسل من يوصل جوابه : (انا استطيع ان ابعث لهم قاموس المنجد ليتأكدوا)..وكنت حاضرا وقت قصده وفد من الادباء يدعونه لحضور مهرجان في بغداد فاعتذر وتكررت زيارتهم مرات فلم ينجحوا باقناعه ..فحاول احدهم ان يلمح بنبرة تهديد قائلا (وماذا نقول لعدي صدام حسين ان لم تحضر ) فاجابهم بجرأة معهودة (اخبروه باني مريض)..فعادوا ادراجهم ..
<اعترف ان التعامل معي صعب ..فانا بسيط الا بقلمي فهو عصي الا بارادتي م) .(قلت لصديقي يوما <لست لغزا لكن فهمي بالغ التكاليف < )..(كان والدي يصر على ان ادخل كلية الحقوق. فدخلتها مكرها وكان طموحي يتجه للاداب..انه الخيار الذي اثر على حياتي ..لولا اصراره لحصدت الدكتوراه في الادب وتجاوزت المعرقلات ..كنت ادرس في مدرسة واواصل دراستي في الوقت نفسه في الكلية ..فكرة ابي ان التحصيل الدراسي يجعلك تمارس وظيفتك تحت رحمة مروحة ..كنت اتحرج اطلب منه حتى الضروريات..بعد عامين انقطعت عن الدراسة لامارس التعليم تحت ضغط الظروف لقد مر والدي بخسارة في العمل التجاري ..وقلت لاخي ساكمل الجامعة لا حقا فاجابني :(لا يمكن )..سافرت الى الكويت وهناك عشت في غرفة تضم سبعة اشخاص و مارست التعليم في مدرسة قتيبة..تحملت الظروف القاسية ..والتحق بنا رجل هندي يلح بالسؤال (<كجن ..اكو كجن >< مطبخ >..كان يعاني من جوع مزمن ..هناك في الكويت رايت الكادحين وعرقهم و تشربت بمعاناتهم ,تاملت قسوة حياتهم ..وكانت الفئة المتنفذة تضع براميل على مساحات شاسعة لتتحول ملكا لهم.بعد سنوات وصلت دمشق.. ودخلت الحقوق الا ان احداث ثورة 1957 عجلت بعودتي الى العراق.. (كان الجو متوترا في سوريا والانسان عرضة للتساؤل )..فقدمت طلبي الى العميد في البصرة , كان مشغولا باوراق على الطبلة امامه واهملني فخاطبته (استاذ انه مصير انسان )..فقبلت واكملت دراستي..لكني لم امارس المحاماة التحقت في التعليم الابتدائي ثم المتوسطة..



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازعاجات قط لحظة الكتابة
- ديوان الابواب
- البريكان : مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج2
- البريكان : مجهر على الاسرار وجذور الريادة (ج2)
- تعال معي نطور فن الكره
- مقطع من رواية (تعال معي نطور فن الكره )
- اله صغير (مجهر على القاع )
- التعليم في العراق / الهبوط بمظلات التخلف
- نظرة الى الامام (مذكرات ج5)/ قاعة الخلد
- مقطع من رواية (حي سليطة )
- نصان
- قصائد
- مقاطع من رواية (صنارة وانهار )
- نظرة الى الامام / مذكرات ج 4
- مذكرات ج3
- lمشاريع الرجل العجوز: قصة قصيرة
- عرق السواحل : قصة قصيرة
- قصيدتان
- مذكرات ج2
- تظاهرات تشرين


المزيد.....




- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...
- فيلم السرب 2024 بطولة احمد السقا كامل HD علي ايجي بست | EgyB ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - كتاب (البريكان :مجهر على الاسرار وجذور الريادة )ج3