أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - مذكرات ج3














المزيد.....

مذكرات ج3


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7335 - 2022 / 8 / 9 - 21:16
المحور: الادب والفن
    


ضجة بعد سقوط النظام
قال الدكتور حامد الظالمي وهو يسجل في ورقة الاسماء
هل تريد ان تكون صحفيا ؟
لم يخطر في بالي يوما باني ساكون صحفيا رغم معرفتي بان عددا كبيرا من الروائيين كان صحفيا .
لم اكن مستعدا لكتابة رواية الا انني جربت ذلك بعدما هجّرنا طوعا الى الناصرية اثر اقتحام الايرانيين ارض الفاو -اقصى جنوب العراق -واستاجرنا هناك منزلا متهالكا بلا ابواب او شبابيك , تحيطه مساحة من ماء آسن ومزابل ... هناك جربت ان اكتب اول رواية هكذا تبدا (عوعة الديج وايّست الزعلانة فنحى فرشاته جانبا..).
الا اني اكتشفت بانها رواية غير صالحة رغم اشادة صديقي علي عبد النبي بها وتاسفه على اهمالها وعدم تطويرها وكان يذكر المقطع الاول مرارا لاصدقائه ... كتبت اذن تلك الرواية بين 986-987 قلت للدكتور حامد (نعم ) فسجلني وهكذا اصبحت صحفيا .
جرى ذلك في مقر نقابة المعلمين القديم ... الذي تحول مسرحا لمختلف الفعاليات بعد سقوط النظام : اناس تهتف اخرى تنتخب البعض يخطب او يعلن .. كان المقر صاخبا لا يخلو يوم من الحشود التي تتدفق لا يخلو يوم من الحشود التي تتدفق .
واجتمع العقيلي الذي صار رئيسا لاتحاد الادباء لاحقا قبل ان يصاب بمرض ويختفي .. كان العقيلي خطيبا انفعاليا ولم اعرف عنه هذا الا بعد زيارته الى بيت البريكان مع زميلين او ثلاثة برفقته وفيما كانوا يتحاورون اندلع بارائه بصوت مجلجل وحركات يدين متوترتين .
في مقر النقابة كان يواجه الادباء وهو على كرسيه فقال :
( هناك من يمضي الى مقر البريطانيين من مثقفين وادباء وخاطب المخرج فائز الكنعاني
ـ اليس كذلك يا فائز
فاجابه وهو واقف (نحن سمعنا طشار الكلام),
فقال العقيلي ( ونحن نلم الطشار ).
واعتلى المنصة الاستاذ احسان وفيق السامرائي بحضور عدد من الادباء الجالسين وكان قد رشح نفسه لرئاسة اتحاد الادباء ... فاعترضته اصوات مزمجرة
ـ انزل.. قال احدهم
ـ ايها البعثي اخرج من هنا .
واراد الاستاذ ان يوضح ونطق ببعض الجمل , لكن احد الجالسين (قيل توا عثر على جثة اخيه الذي اعدمه النظام السابق ) زمجر (اننزل ).
في تلك الاجواء المشحونة بعد سقوط النظام تدفق طوفان المشاعر والشجب والادانات , لم يكن الناس قد افيقوا من الصدمة ...بعد 35 عاما من الكبت والحصار والحروب ومسلسل الاغتيالات ومصائد الموت للمعارضين او لمن يطلق نكتتة سياسية لا احد يستجيب الى الحكمة او المنطق لانهم نسوا بان احسان السامرائي نفسه ضحية , فقد اقتادوه من قاعة الخلد , المصيدة المجزرة ومن الصعب ان تصدق بانه نجا من الموت بعد تعذيب وحشي تعرض له لحوالي سنتين خاصة في معبد البهائيين وقد افرج عنه صدفة وقدرا قبيل تنفيذ الاعدام به بليلة تحت التعذيب خاصة في معبد البهائيين ببغداد .سأله الصحفي بعد ذلك بسنوات : (ماذا فعلت وانت تسمعهم يقولون عنك : هذا سيعدم الليلة تعذيبا ؟ فاجاب (نمت )
لقد نشروا في اوراق ودفاتر اسماء البعثيين ورجال الامن المطلوبين والصقوها على اعمدة الكهرباء والجدران حتى ان احد البعثيين البسطاء المنتمين للحزب (لتمشية الحال) والذي كان يشاهد ببدلة خاكية والبندقية بوزنها تثقل كاهله , كان نحيلا مصفرا عيناه كمصابتين بالرمد هامسا ان نطق , يظهر للرائي كأنه مريض لكنهم زجوه في الجيش الشعبي .. هذا الرجل كسر رجله بنفسه وحين زرناه ورجله في الجبس حدثنا بقصته (فقد حلم ذات ليلة بجرذ يخرج من احشائه فانتفض جسده فعلا ورفس الحائط بعنف فكسرت ساقه ).
وفي مقر حزب العمل اشير لرجل بدين بان فلانا بعثي فقال ..
في مقر حزب العمل كانت البسط والاثاث بسيطة , يوزعون اكواب الشاي على الضيوف وكتب العالم .. ويتفوهون بارشادات سياسية
وسألت رجلا من اهالي الاهوار
ـ كم بعثيا قتلت فاجاب
ـ خير من الله (اي عددا كبيرا ).



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- lمشاريع الرجل العجوز: قصة قصيرة
- عرق السواحل : قصة قصيرة
- قصيدتان
- مذكرات ج2
- تظاهرات تشرين
- نظرة الى الامام ليلة الدلالة..( مذكرات )
- الاصرار على الهش : مقطع من رواية (صنارة وانهار)
- العربة اليدوية : من مجموعة (بائع الجنائز)
- نص من كتاب (البريكان)
- الحريق نص من رواية (حي سليطة )
- نظرة شاملة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - مذكرات ج3