أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - الاصرار على الهش : مقطع من رواية (صنارة وانهار)














المزيد.....

الاصرار على الهش : مقطع من رواية (صنارة وانهار)


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7334 - 2022 / 8 / 8 - 08:17
المحور: الادب والفن
    


مرقط وزنجيان ,ثلاثة كلاب اقرب الى طباع البوليسية ,سطح بلا رواق , نرجس امرأة متزوجة عطشى لعصر الغرباء...هذا الجسد المزود بطاقة بركانية و الاضلع الستيل وتلك الروح التي تخطت حقول الرهبة وخرافة السمعة .. تتدثر بلون خمري وشعر استعراضي وعينان تمطران شهوة وشهية .تنتظر الليل بصبر نملة لتلج مرجل الصهر باجسادهم النهمة فاذا الهش ينحر الامنيات (اهش بها على غنمي ) ترددها كثيرا وهي تثرم البصل لزوج متفحم المشاعر ومتثلج همه يطور الكرش ويضخم جثة النقود .
ـ ((الّا اهش )).. كان يحدث صاحبه مبتسما وهما يصطادان حتى بعد منتصف الليل في رصيف لتفريغ السفن .. ((الّا اهش ))..
كان الهنود يرطنون ويعملون بجد وجهد واخلاص لا احد يضم رأسه الجميع يقاتلون .. وكانت الرافعة تحمل اكياس التمر من الشاحنات لقلب اللنج العتيق .. حاول قيصر الصياد ان يجاملهم فتكلم جملة هندية حفظها طفلا وجملتين فارسية ومفردات انكليزية لكنهم لم يستجيبوا كان الحذر داؤهم المستحدث من العراقيين .احسه وهو يعتلي سلم الحديد من ارضية الرصيف للزورق ويخبيء قنينة الخمر بلباسه الداخلي مقابل كيس تمن اعطوها لرجل الامن احسه يعلن بصمت عن انتصار وكرنفال ..غطوا التمر بحرص بسجادات من النايلون الملون الثخين وقيدوه بقوة واتقان وهم يرطنون ويتصايحون ويتقافزون ... فلما انتهى عمل الشفت الاول وانطلق الثاني فاخذ احدهم يغرز المسامير بمطرقة مدربة على خاصرة اللنج عندها هرعوا لهواتفهم وانزوى كل احد بعالم سري عميق ..في اللحظة التي هبط فيها اللنج بالجزر مسافة مترين حتى قاربت حافته مستوى الرصيف. هناك تعكر وتوحل الماء وظهر القبح فقد اهمل الميناء وتعطلت رافعاته الالمانية من زمن بعيد وظهرت مساحات الطين المسوّد المتعفن في صميم الارصفة .
عندما كرر جملته التي تميتك ضحكا (الا اهش ) .. كان الرصيف خامدا حتى الكلاب والقطط آوت للهجوع وحدهما الصيادان والقمر يسهران وقد تدفق الهزيع الاخير من الليل المضيء .. ذهبوا لاحلامهم المفزعة ودخلوا حروبا وفاقات في احلامهم ومرارة غدر وخيانات .. اتريدهم يحلمون بالازهار ,,, بقبلات نارية على رقبة حبيب .. بجلسة استرخاء في حديقة مع رذاذ مطر وفنجان قهوة ... لا اعتقد ... فهم يسمعون اصوات الذئاب في نومهم وهجمات الوباء وسخرية القدر من اصرارهم .
ـ ولماذا تهش عليهم الكلاب كلما قصدوها من حديقة شبه مظلمة خلف المنزل ؟!
ــ لانها تكرهنا ..
لفوا خيوط البلد وراكموا اغراضهم في مكان واحد استعدادا للرجوع وقصدوا الشباك ليسحبوها من الماء بمكان اخر وحينما اكتمل كل شيء انتظرا يأتي صديقهم المسؤول ليقلهم للبوابة ...خيوط الشمس شرعت بالسيلان على الامواج الزاخرة بالاسرار .. القى نظرة على العتلات والرافعات والمكائن الالمانية اليابانية المعطلة ... القى نظرة على طحالب مكاتب الاحزاب هناك حيث يتم تراكم الثروة .. كان فنجان القهوة ما يزال بيده والهنود واصحاب الشاحنات يغطون بنوم ابدي فسأله :
ــ لو تركتها ترتاح بهم فهم ثيران لم تدجن وهي خبرة
ــ فضحك : <تدري دعتني يوما مساومة )كلي لك فقط اتركهم يصلون(........ لكني اغفو على طرف السطح واصر اهش كلابي عليهم .. لن ترتاح وانا هنا ...



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العربة اليدوية : من مجموعة (بائع الجنائز)
- نص من كتاب (البريكان)
- الحريق نص من رواية (حي سليطة )
- نظرة شاملة


المزيد.....




- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - الاصرار على الهش : مقطع من رواية (صنارة وانهار)