أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - بيت الجمل (قصة قصيرة )















المزيد.....

بيت الجمل (قصة قصيرة )


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7345 - 2022 / 8 / 19 - 08:17
المحور: الادب والفن
    


عيناه نابضتان تشهقان متسعتان لاقصى مدى تقطران العويل اهو ناقة او جمل ؟!, لا ادري..المهم هو الان يشرئب بعيدا برأسه فيما يقترب ذيله من مصباح نوم احمر وصورة لطفلين يحضنان بعضهما . وشهادة تقدير لصحفي حفظت بزجاجة واطار مذهب . كسرت ساقاه من اعلى الركب ولحمتا بخيط او سلك نحيل, رقبته مثل انبوب معوج للاعلى لم تالف قدماه نعومة الاشياء لهذا اصيبت اصابعه المبطنة بالخدر وهو يستقر على دولاب صغير بلون الصاج مزدحم بالكتب والاوراق, عليه بقايا ممزقة او مقطعة من السيور المنسوجة من جلد الضان والماعز وبقايا سرج من شجر الجوغان والحميض والسيال اما الرسن من جلد البقر الوحشي فلم تبق منه الا خيوط تحركها المروحة.. انه هدية من تلميذه المصاب بالصرع ما يجعل دوامه المدرسي غير منتظم , طفل ذهبي الطلعة حساس ونبيل . فان كانت الازهاروالنباتات المصنعة على المكتب امامه تذكره بالقرى , فالجمل يذكره بالبداوة والعواصف الرملية , بالعطش والترحال وظل يجيب كلما سئل عن مصدره حتى عرف المنزل به .... الان الجميع يعرفونهم (بيت الجمل ).
بالعصي الغليضة والرماح بالمسدسات والرشاشات بالقناصات وكواتم الصوت بالمكوار والطبر والسكاكين يهجمون معا يتقافزون من السطوح والغرف النتنة والحمامات الوسخة والزوايا المشبوهة والدرابين في بيوتهم من بين انقاضهم .. بالبجامات والالبسة الداخلية بالدشداشات والبنطال حاسرين ومكممين بكوفيات ... عيون نارية واصوات صهيل وعويل وزئير ونهيق : (احد شج سهوا بحجر انفا لطفل بيت فرقد ).. يغني الرصاص اغنية الرعب وتتهاوى العصي حاقدة على الرؤوس وتبقر السكاكين الاجساد ...يتساقط ابرياء وتزدحم المشافي بالجرحى والقتلى .... الناس تسميهم .
بعد ايام يتجمع معقّلون وسادة وراية العباس والحظ والبخت .. ولخاطري ولخاطرك ويسوّى الامر وتجري الحياة في انتظار حراب اخرى وطلقات تتدفق و <فصل > دية اخرى.
اتوا من بطون الاهوار صادفهتم الفوضى الاخلاقية وتجمد القوانين .. فاقاموا لهم منازل من القصب او بقايا الحجر والصفيح وتجمعوا خلية شر تساند بعضها بعضا في الصراعات فقط . في احدى قرى شط العرب قريبا من الضفة ليراعوا جواميسهم .وجدوا المخدرات تجارة لا تبور فسلكوها ..
(ما انكسر لن يعود ) قالت بغاية الانكسار .. لقد زوجوها كرها لابن عمها الرعديد العنين الاشد قبحا من عجيزة قرد .. تحفظ من الشعر اجمله ومن الجمل اكثرها جذبا فاذا انسدل شعرها كما اشعة شمس شديدة السواد وتخطى كل تقوسات وانحدر قريبا من الركبتين فانت تضيع : الخدان تفاحتان زبديتان والفم حبة كرمة عنّاب , جسد فاتح للشهية خلق لتندلع حروب الشهوات والفتن .. ومذ انفصل ابوها عن امها تعيش حالة حزن لا يبدده حتى اشراقة البن في عينيها الواسعتين ..تحتفظ كأية مراهقة بدفتر خطت فيه اغانيها واشعارها الاثيرة وجمل جاذبة تدين الخيانة واللااهتمام والغدر وتؤكد على الوقوف بقوة بعد عثرات وحكم عتيقة ولربما رسمت قلوبا مطعونة ودمى ببدلات زفاف .. تستيقظ متورمة العينين بعد الضحى فتسح جسدا رشيقا مكتنزا وتشرع بتمشيط شعر لا يروض الا بجهد ووقت يتعبانها .. لكن زوجة ابيها ام فرقد , السورية المؤمنة لا تحكّم فيها سيوف الاستهانة ولا رماح الاستهجان , تشكو منها لكنها لا تقسو عليها ربما لايمان او شفقة او خوفا من سطوة ابيها ابو فرقد الذي ان شاجرها يكسر على جسدها العضلي القوي عصا غليضة بلا رحمة .
(ارجوك .. وانحنت تقبل يده ... رحمة للعباس وانت ابو المروة .. اين امضي بها ...لكن الرجل طردها بحركة من يده ونظرها بعيون شرر واجابها بفم ضفدعي ....( ترحين احسن لك , انت تعرفيني ... هل امنحك خمسين الف وتخلصيني .... ياللله اعطني ظهرك ولا ترجعي بعد ).سحت ام هالة اقدامها وهي في وضع اقرب للجنون .

(اتيت به من بنت خالته في البيت المجاور بالساعة الخامسة فجرا من الفراش المتعفن معها ... يعطي لزوجها المعاق مبلغا بسيطا فيمضي ليتركهما معا يمارسان التفسخ ) .هكذا كانت تصرح عن زوجها لمعلم ولدها فرقد .
حل عاشوراء فسودوا ملابسهم وبيوتهم وقدورهم : ذبح وطبخ وتوزيع ثواب .... وعلى قطعة تبلغ عشرة امتار كتب عليها < موكب بطل العلقمي > ورسم فارس وجهه مغطى بهالة يمسك بقربة وتنغرس في جسده الرماح .الموكب لم يقم ببيوت التجاوز , على مقربة منها مائتا متر اقيم بيت حديث لهم يتصدره مضيف شيد من الطابوق وهناك في مقدمة منفصلة للمضيف ترى الفحم متسعرا ابدا والدلال عامرة والهاون يرن والمس يشتغل واكياس البن مكدسة قرب هاون ومطحنة : منقلة تجاور منقلة وهذ ا احد التافهين من اقاربه يشد حزامه الجلدي ويقدم القهوة ربما هو احد اللصوص .فطالما فقدت سلع ثمينة ولا حد سواه يتواجد في المضيف او يملك مفاتيحه الاحتياط .. لم يتوقع معلم فرقد ان يرى تمثال وتمثيلية مضيف ... اوراق غامضة توقع واموال يتم تبادلها وقطع اراض يتم نهبها وحين يكون المعلم وحيدا مع ام فرقد وتزاح مؤقتا القمامة .. تصغي ابدا لترتيل لعبد الباسط من الشاشة وترى امرأة لا تفارق يدها مسبحة ولا يغفل فمها عن الاستغفار.
يوما ما قال له ابو فرقد (استاذ استمتع ) واشار اليه لشاشة كبيرة اذا فلم اباحي :
ــ ارجوك نحن في عائلة
ـ لا تبالي اقطع رجل من يدخل علينا , استمتع ,, انه يجهز عليها ويفلشها تماما ... انظر .
ـ ابو فرقد ان توفر لك خمر تتناوله
ـ طبعا لكن في مناسبات ....
××××××××××
اتت اليه يوما تسح في يدها طفلة خمس عشرة سنة : شعر اصفر ووجه مصفر جائع دشداشة نيلي وشريط اخضر يشد الشعر ولم تتمرس بعد على لمّ جسدها بالعباءة . تبتسم عن ضجر او جزع وعيناها في عالم اخر خارج انطباع الرؤيا ... (هالة ) صبية فرزتها المستنقعات البشرية ومستعمرات الانسحاق .
(لم ولن يتزوجها .. الاهم كسرها مقابل نصف مليون استلمتهم امها ... هل الحاجة تدفع الانسان لبيع طفلته وهل الايمان ان تنسف فتاة مسكينة ثم تتخلى عنها كجلد كلب اجرب .... (انظرهم ـ قالت ام فرقد لمعلم نجلها المصاب بالصرع والذي استمر يعلمه مدة ست سنوات ـ انظرهم كيف يقدمون فناجين القهوة وينحرون البعران في العاشر من عاشوراء وكيف يمدون سجاداتهم وكيف يسبحون .. انظر صور العلماء والاولياء في بيوتهم ومضيفهم ....... صراحة استاذ لم اجد اناسا اشد كذبا ونفاقا منهم .. هؤلاء جيفة بشكل بشر .>.



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مرمزة (قصة قصيرة )
- (قصيدتان )
- نظرة الى الامام مذكرات ج7
- مذكرات لالة
- من 6 الى السبعة مساء(العشار ).
- نظرة الى الامام مذكرات ج6( منتدى الجمعة الادبي )
- كتاب (البريكان :مجهر على الاسرار وجذور الريادة )ج3
- ازعاجات قط لحظة الكتابة
- ديوان الابواب
- البريكان : مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج2
- البريكان : مجهر على الاسرار وجذور الريادة (ج2)
- تعال معي نطور فن الكره
- مقطع من رواية (تعال معي نطور فن الكره )
- اله صغير (مجهر على القاع )
- التعليم في العراق / الهبوط بمظلات التخلف
- نظرة الى الامام (مذكرات ج5)/ قاعة الخلد
- مقطع من رواية (حي سليطة )
- نصان
- قصائد
- مقاطع من رواية (صنارة وانهار )


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - بيت الجمل (قصة قصيرة )