أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة الى الامام مذكرات ج6( منتدى الجمعة الادبي )















المزيد.....

نظرة الى الامام مذكرات ج6( منتدى الجمعة الادبي )


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7342 - 2022 / 8 / 16 - 01:03
المحور: الادب والفن
    


لم يخطر في بالي اني ساكتب مذكرات يوما , ليس حذرا ولا خوفا او تحرجا او انها لم تكن تجربة حياة غنية , انما اعتقدت بان على الاديب ان يحول الاحداث لجمال الفن .. وانت مضطر لذكر اسماء ما يضعك على احتكاك معهم , وهو ما تصورتني في غنى عنه. اجبت صديقي الاديب باني ما جادلت احدا في الضحى الا وتحاشى مصافحتي في المساء .في عمر مبكر اشتبكنا بصراع مر مع الاخرين تمركز في الافق الثقافي .. شيئا فشيئا فقدنا حماس الميدان حتى اصبحنا نندهش من الفروسية الثقافية .قال لي البريكان (وكنت انقل له احداث الصراع في المنتدى الادبي الذي اسسه اتحاد الادباء في البصرة ) : قال .في تلك المرحلة كانت نظرية الاجيال مهيمنة ولونا من الخرافة درعا يحتمي به الاكبر سنا من الادباء . انهم يزنون المواهب بالسن متناسين الشاعر الفرنسي رامبو وعشرات غيره ممن اذهلوا العالم بمواهبهم في اعمارهم المبكرة ..فكنا نحن الشباب نقيم ندواتنا ضحى يوم الجمعة اما هم اولئك الكبار فندواتهم مساء .وقد بلغت فكرة المجايلة حد التندر حين ترى رجلا ستينيا يطلقون عليه
المنتدى الذي اسسه واشرف عليه الشاعر الراحل حسين عبد اللطيف,لم يدم طويلا فقد وجهت جامعة البصرة دعوة لادباء البصرة لاقامة مهرجان ... وتفاجأنا ـ نحن الاصغر عمرا , اعضاء المنتدى بان لا احد منا سيشارك .ليلتها قال لي الناقد غفار العطوي (هؤلاء يتجاهلوننا وسوف ننسحب عنهم وسنؤسس اتحادا ادبيا او منتدى وستكون انت فيه سكرتيرا ) , قاطعنا الاتحاد بعد جلسة مكاشفة ساخنة جرت في مقر اتحاد الادباء . وسمعت الراحل حسين عبد اللطيف يقول ونحن نغادر وهو محتدم ويشير بيده المتوترة الينا (انظر اليهم انهم يتكتلون ).كان الادباء البصريون الشبان يلتقون مجموعات في المشارب والمقاهي يشعلون هناك حواراتهم , لم اكن معهم حين دعاهم الراحل حسين عبد اللطيف لينشيء بهم (منتدى الجمعة الادبي) مطلع التسعينيات .لقد ادرت عشرات الندوات هناك حتى احتج احد صحفيي البصرة اثناء ادارة احدى الجلسات (الا يوجد غير هذا الولد ؟).ذات يوم زارني المخرج فائز الكنعاني في منزلي وقد تقرر ان اقدمه غدا في جلسة المنتدى ..قرات له المقدمة ..فرفع لي بصره مستغربا (اهكذا تقدمني ؟!).كنت خطيبا حينها .وسمعت رئيس اتحاد الادباء يقول عن بعضنا (هؤلاء لدي معلومات عنهم تقودهم الى حبل المشنقة ).
حدثان علقا في ذاكرتي عن مجموعتنا : اعتقالنا في الرضوانية ومشاركتنا بمهرجان اقامته كلية الطب بجامعة البصرة .اتذكر ليلتها المثلجة لم انم .. لم اكن املك اجرة التكسي وعلي ان استقل الباصات متنقلا بين بقع آسنة , متقيا المطر جوار جدران البيوت ... في شبه ظلمة جائرة ...وصلت المستشفى التعليمي مبكرا .. لم يسمحوا لي بالدخول حتى سمح للمراجعين .. عانيت من برودة الطقس وشعور من يستضاف ويقيد في ساعة للمرور ..بعد حوالي ساعة دخلت القاعة ورأيت بعدها زملائي المدعوين...
عندما اعتليت المنصة كنت في اعلى درجات الانهاك و الغضب .. لم يكن يهمني الانشاد , طاقة شجب بركانية تحاول النفاذ..لقد غطسنا في مستنقعات الحروب ..وظهرت علامات التصدع في المجتمع .واجهت الجمهور , ابعدت المكبرة عني ..حدقت في الصف الاول بتمعن ..كنت اعلم بان عددا من طلاب كلية الطب واساتذتها قد انخرطوا في تنظيمات معارضة : هيكلية وخيطية فقلت سابدأ بالحجاج وانتهي بالمناسبة (عن يوم الشهيد )...وقرأت بصوت جهوري بعدما ذكرت المصادر (لَمَّا رأى عيونَ الناسِ إليه مشرعة حَسَرَ اللِّثامَ عن فِيْهِ، ونَهَضَ، فقال :
أَنَا ابنُ جَلا وطَلاَّعِ الثَّنَايَا متى أَضَعِ العِمَامَةَ تَعْرِفُونِي ,
يا أهلَ الكوفةِ، أَمَا واللهِ إِنِّي لأَحْمِلُ الشَّرَّ بِحِمْلِهِ، وَأَحْذُوهُ بِنَعْلِهِ، وَأَجْزِيهِ بِمِثْلِهِ، وَإِنِّي لأَرَى أَبْصارًا طَامِحَةَ ، وأعْنَاقًا مُتَطَاوِلَةً، ورُؤُوسًا قد أَيْنَعَتْ وحانَ قِطَافُها، وَإِنِّي لَصَاحِبُها وكَأَنِّي أَنْظُرُ إلى الدِّمَاءِ بينَ العَمَائِمِ واللِّحَى تَتَرَقْرَقُ، ثم قال :
هذا أَوَانُ الحرب فَاشْتَدِي زِيَمْ .. قد لَفَّها اللَّيلُ بِسَوَّاقٍ حُطَم
ليس بِرَاعِي إِبِلٍ ولا غَنَمْ .. ولا بِجَزَّارٍ على ظَهْرٍ وَضَمّْ
....
ثم قال :
قَدْ شَمَّرَتْ عن سَاقِهَا فَشَدُّوا وَجَدَّتِ الحَرْبُ بكمْ فَجِدُّوا
وَالقَوْسُ فيها وَتَرٌ عَرَدُّ مِثْلُ ذِرَاعِ البَكْرِ أو أَشَدُّ
لا بُدَّ مِمَّا ليسَ منه بُدُّ
إِنِّي واللهِ يا أهلَ العراقِ، ما يُقَعْقَعُ لي بالشَّنَانِ، ولا يُغْمَزُ جَانِبِي كَتَغْمَازِ التِّيْنِ، ولقد فُرِرْتُ عن ذَكَاءٍ، وفُتِّشْتُ عن تجربةٍ، وجريتُ إلى الغايةِ القُصْوى، وَإِنَّ أميرَ المؤمنينَ أطالَ اللهَ بقاءَه نَثْرَ كِنَانَتَهُ بينَ يَدَيْهِ، فَعَجَمَ عِيدَانَها، فَوَجَدَنِي أَمَرَّها عُودًا وَأَصْلَبَها مَكْسَرًا، فرماكم بي لأنَّكم طَالَمَا أَوْضَعْتُم في الفتنِ، واضْطَجَعْتُم في مَرَاقِدِ الضَّلالِ).
القاء تلك الخطبة في مثل ذلك الجو المتوتر كان اندفاعا الى التهلكة ...الجمهور يهتف ويصفق الجلاس في الصفوف الامامية يرفعون ايديهم مشجعين...القيت الخطبة كاملة وغادرت المنصة ...
اخبرني الصديق عبد الكريم سلمان (احد اعضاء منتدى الجمعة الادبي ) , ان مسؤولين في المعارضة ارسلوه الى ليبيا ليلتقي مظفر النواب هناك وكانت التنظيمات الاسلامية المعارضة شرعت بالتقرب الى اليسار(على حد قوله ) ..<التقيت النواب في شقته واطلعته على قصيدتي ( تعلل فالهوى علل .. وصادى انه ثمل .. وفيما كان في حلم .. تساقط حوله الزجل .. تذكر اهله فبكى .. وكابر دمعه الخضل ) فلما قراها النواب قال (ساجاريها فتنتشر ) > .وهكذا استمعنا الى الفنان البصري رياض احمد يؤدي مقطعا منها ...(عراقي هواه وميزة فينا الهوى خبل -يدب العشق فينا في المهود وتبدأالرسل ) .. واستغربت مما ذكره لي سلمان < وكنت اعرفه نقيا صادقا > .. لانه في كتاباته الشعرية كان يعاني بعضا من الضعف العروضي .
بعدها كتبت ابيات نظمية اجاريها والقيتها في احتفال بجامعة البصرة بعنوان :<الاخوة كرمازوف>
(ترى من يذكر بن جبير والاصحاب قد ثملوا

ومن سيديم صرخته وملؤ قلوبنا الطلل.. )
في مهرجان السياب شارك عدد من اعضاء المنتدى .. كان الجو ممطرا .. نقلونا الى بيت السياب بالحافلات .. هناك عبثا بحثت عن نهر بويب في جيكور وسألت مسنّا اجاب <لقد طمر ... كان هنا ..> مشيرا بيده لبقعة حزينة .. انقذها شعر السياب من مجزرة النسيان . (وتنضح الجرار أجراسًا من المطر
بلورها يذوب في أنين
«بويب يا بويب!»
فيدلهم في دمي حنينْ
إليك يا بويب
يا نهريَ الحزين كالمطر).
اذهب الى جيكور في يوم مطير بشعور رجل ستيني وستعرف كيف كتبت (انشودة المطر ).حيث تغرق القناطرمن سيول الانهار التي اتخمها المطر.. وتحكم الظلمة الا من فانوس ..وتحجم الحركة بعد المغيب ,تدفق الاشباح , الصمت ,سوى ما يصدر من السعف والاشجار والكلاب .البعد العميق عن المركز .شحة الزاد وبدائية الحياة .
(اتعلمين أي حزن يبعث المطر
وكيف تنشج المزاريب اذا انهمر
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع ..؟.)
في طريق العودة من جيكور حين هممت ان اصعد للباص تزاحمت مع مدعوة فاعتذرت فسألتها (انت فلانة ؟). فنفت وذكرت اسمها وعرّفت بانها الرسامة التدريسية في جامعة البصرة .. ما احرجني اني ذكرت اسما لسيدة تكبرها بسنوات ..انها الدكتورة جنان محمد دكتوراه فنون تشكيلية (رسم ) من جامعة بغداد .كلية الفنون الجميلة ومن معارضها الشخصية:
في بابل عام ١٩٨٧
بغداد عام ١٩٩٢
وفي البصرة عام ١٩٩٢
زرتها بعد ايام في الحرم الجامعي وكان لقاء مثمرا .
في الحافلة وقع بين يدي كتاب طهمازي (سيادة الفراغ.. محمود البريكان دراسة ومختارات عبد الرحمن طهمازي/1989.).. لم اتفاعل مع الكتاب .. بعد اقل من اسبوع قلت للبريكان < كتاب الطهمازي عنك غير منصف > فقال -لو قرأت مقالته الاولى عني ؟!). وكان يشير الى مقالة طهمازي : < محمود البريكان الاحتكام الى الاسرار المنشورة في المثقف العربي ايلول- تشرين الاول- 1969.. المقالة الوحيدة التي حركت البريكان فنشر ردا عليها .
شارك في بيت السياب بتلك المناسبة بعض الشعراء ..اشترطوا علينا ان نختصر كسبا للوقت ..انهم يسلقون المناسبات .. صعدت ولم اقرا شعرا قلت (كسبا للوقت ساتخلى عن الالقاء.. لكن الشاعر البصري عبد الرزاق صالح كان محتدما فواجه الجمهور وقال بصوت جهوري مفردا يديه جاحظا (من حقي ولن اختصر ).
اتذكر في كلية الادارة والاقتصاد دعينا مرة وحذفوا بعض اسمائنا فقلنا جميعا بانا لن نقرأ شعرا .. تدفقت ضجة واعتذروا وسمحوا للجميع ..مرة في قاعة عتبة منعني المقدم ان اكمل اخر صفحة من محاضرتي حول البريكان ...وساطلق على هذا السلوك بظاهرة (اختصار الجلسة ).



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب (البريكان :مجهر على الاسرار وجذور الريادة )ج3
- ازعاجات قط لحظة الكتابة
- ديوان الابواب
- البريكان : مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج2
- البريكان : مجهر على الاسرار وجذور الريادة (ج2)
- تعال معي نطور فن الكره
- مقطع من رواية (تعال معي نطور فن الكره )
- اله صغير (مجهر على القاع )
- التعليم في العراق / الهبوط بمظلات التخلف
- نظرة الى الامام (مذكرات ج5)/ قاعة الخلد
- مقطع من رواية (حي سليطة )
- نصان
- قصائد
- مقاطع من رواية (صنارة وانهار )
- نظرة الى الامام / مذكرات ج 4
- مذكرات ج3
- lمشاريع الرجل العجوز: قصة قصيرة
- عرق السواحل : قصة قصيرة
- قصيدتان
- مذكرات ج2


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة الى الامام مذكرات ج6( منتدى الجمعة الادبي )