أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - قصة (عمائم التوبة )















المزيد.....

قصة (عمائم التوبة )


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7348 - 2022 / 8 / 22 - 10:55
المحور: الادب والفن
    


تعبت من الرجال ..استعمروها من زمن المراهقة..تعبت من اصباغ الزينة من القهقهات والابتسامات التي ترتسم كانها ملصوقة بدنبوس..تافهون ومشردون .. جائعون ومرضى .. فاشلون في الزواج .. لم تبق مساحة في جسدها الخمري الا بقعت .. كمدات لا تحصى .. اثار صفع وقرص وعض واعقاب سجائر .. تصلبت ركبتاها وهم يعتلون ..اعتادت على مزبلة روحها التي تتضخم كل يوم واعتادت الروائح النتنة ..تمنت ان تملك كامرات لتسجيل افلاما لهم لتهزم سخريتهم المبطنة (من انتم ايها الساخرون ..شوارب تسجدعلى اقدامي ووجوه ادوسوها بنعلي في ليالي شهواتكم .. ياتون مثقلين بالتذلل لارضائي ..يخضعون لاغرب نزواتي ..اضع اصبعي في دبر بعضهم ونعالي بفم البعض فيلعقه متلذذا او مكرها ..احولهم الى مسخرة اشد حزامي واركعهم ثم ادفع بعملاق صناعي وانا اكفخ قفاهم .. البعض ختمت مؤخراتهم بختم العبودية .. تبختروا امام زوجاتكم كما تشتهون لانكم اجبن من ان تديروا مؤخراتكم لهن ..ومن انتم ايتها المحصنات طالما اتيتكن بقوة الخدعة حتى ادمنتن الخيانة .. اراقب من ثقب غرفتي منتشية وانتن تحت الافخاذ النتنة تخض اجسادكن الاكف الصلبة القاسية .. طالما بين ركبتي تركتكن تتفجرن خنوعا وذلة ).قبل اشهر من اول حيض وكان نهداي يستعدان للتفجر .. اخبرتني امي وهي تمشط الشعر الكثيف المزعج , الصعب الترويض .. اخبرتني بان امهر البنات هي من تخضع الرجال لان جسد الفتاة كنزها وسلعة لا تبور وقالت (خلقت المرأة للاحضان )..وهي من اتت بصديق تاجر لها ليفض بكارتي في الثانية عشرة من عمري .. فغادرتي طفولتي مبكرا وقد سبقها نضوج جسدي المبكر ..فما عدت احتمل ليلة بلا عصرات رجل ..لا يسكن جمري حتى افيض فاسترخي وانام سعيدة ..لم يكن يشغلني الا تنور بين فخذي ..اتذكر حين كنت في السابعة كنت العق بشهية كاني اتذوق معسلات مثلجة .. لم تكن وصايا امي وراء جنوحي انه بركان الجسد..الان ادركني الملل والشعور بلا جدوى الاوساخ .. التوبة حل ..ليس آذان الفجر ولا الايات البينات ولا الملالي وهم يصبون الفضيلة انه الاحساس بتفاهة المجرى .. اصبحت اشم نتانة تفاهتي ومستنقعي ..لقد تحولت بمرور الايام الى بالوعة .. قمامة تتغذى وتسعى وتنام .. لم اعد انتظر مسرة ولا حلم ولا اطمئن لصداقة ولا وعد .. تهرأت الاقنعة عن كل شيء .. التوبة حل ..رحمة الله التي وسعت كل شيء ستنشلني .. ستغمرني بنعيم روحي .. ساتخلص من كل اثوابي المتسخة .. تعبت من التصنع .. من تهدئة انين التجار وشكواهم وتبرم المعوزين وحفيفهم على صدري ..من تساقط الرتب العسكرية على صرتي من اصحاب الاستغفار وهم يمزقون دينهم على خصري من المربين وهم يعبدون اردافي ليلا ويمسكون بالمساطر للراحات الرقيقة صبحا قبل ان يدق الجرس .. من المتبخترين المتعالين يتحولون قردة على بظري ..من كلمات وهم الحب المتكلسة .. آآآآآه تعبت من كل شيء ..خمسة وعشرون قتلوا وقتي واشبعوني بالاحلام .. ومضوا ليتزوجوا فتيات لا يعرفونهن .. بواكر لم تمسهم شمس ولم يشاهدن ما خلف ابوابهم ..وعود الرجال كذبة كبيرة والوفاء كلمة ليل يمحوها النهار ..السفلة يفعلون المستحيل ويبلغون الاذلال حتى اذا قطفوا حبات الرمان من نهدي مضوا ساخرين يبثون انتصاراتهم على طيبتي في مقاهي البطالة وتجمعات التافهين .. من انا سوى دراجة هوائية وبغلة ليعبروا بها انفجار شهواتهم ..فاشلة : اقبل بهذا اللقب شرط ان تجدوا القابا لسقوطكم في غرفتي النتة .. من انتم ؟)
كانت تغلي شجبا لحياة بلا صفة وتخيلت روحها تلا من المزابل تجمعت في روح ..جفت الخضرة في عيونها الخضراء انها الان في الاربعين .. توقف تكسي في احد شوارع اصفهان وصعدت .. في الطريق رأى السائق شيخا معتما بعمامة بيضاء على الرصيف فقال لها (هل ننقله معنا فالشمس حارقة ..خطية وهو يظهر بعمر السبعين ).. اجابته (لا تقف .. لو املك نعلا صلبا لاشبعت به رأسه ).. فغر السائق فمه وصاح بصوت يشبه صرخة
ــــ (لماذا؟ )
ــ ساحدثك
قيل لي يوما بان هناك شيخا فاضلا وقد قررت التوبة على يديه .. رايت جبهته كويت من اثر السجود ويتكلم بهدوء .. يتوقف بين جملة واخرى ولا ينظر نحوي ..عيناه تتسمران في البساط الفارسي المطرز بورد الجلنار وقد وضع طاقية بيضاء على راسه واستطالت لحيته .. كان بيتا بسيطا وقد رايت كتاب الله بحجم كبير على سجادة صلاة .. ومسبحة سوداء وكتيبات مصفوفة على بعض قرأت العنوان الاعلى (طريق النجاة )..وكان شرشف ابيض يتدلى طرفه الى الارض من سرير صغير ..البخور يشع ..
ــ الله غفار الذنوب يا اختي بارك الله فيك
كنت ابكي وانا اشرح له آثامي وامسح بعباءتي المسودة الدموع ..
ــ (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )..( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ)( قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ )(رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)..كان يقرأ تلك الايات ولاول مرة كانت تمس روحي واهتز لها
ــ ونعم بالله
هكذا بدات توتبتي .. فقال لي تعالي كل يوم عصرا لاعلمك اصول دينك والتعاليم ولتحفظي السور القصار ..لتستقر روحك وتكوني على بينة وهدى عظيم .
في اليوم السادس قال لي (انت وحيدة وان امراة بلا زواج لا يصح لان الشيطان يغوي .. فهل تتزوجيني بالمتعة ) .. ورضيت بالامر فقال (تعالي غدا بعد الظهر لنتزوج )..
جئت عروسا اتقنت التبرج ومهارة الفراش وبعد ان جرى بيننا(صيغة زواج المتعة) قال لم ار بمثل جمالك واتى لي بعصير مثلج .. ورايته قد حسن مظهره وتعطر ولاول مرة ارى جرأة عينين واسعتين ويدين حسبتهما من قبل ذابلتين ومحابس من عقيق ..الساعة الثانية بعد الظهر .. الجو ربيعي والغرفة معطرة ... ولم تستغرق المداعبة الا بضع دقائق ثم بدأ بصعقي .. كنت احسني في زلزال فتحملت كرها وقلت في نفسي (علي ان اصمد )... ورغم اني اكثر من رأت احجام والوان واشكال الاسلحة الفراشية لكني اصبت بالفزع منه ..مضت ساعة وهو فوقي .. شعرت بان احجارا تمزق الكلى .. وتورم جسدي .. كنت استغيث فلا يبالي واصرخ فيزداد عنفا .. كان قد وضع قربه طاسة ثلج يمرر فيها سلاحه كلما هم ان.. ويعود يصهرني ويطلق صرخات وحوشية وصفعات تهدم عافيتي ...ومع الغروب شعرت بانهيار كنت اترجاه فلا يتوقف .. خلعت اكتافي وتكسرت اضلعي وادمى الركبتين .. ثم تركني لحظات وقال (قومي ) .. واسندني بقبضته واوقفني ومشى بي الى باب مغلق ودفعه ونزلنا مدرجات.. اذا غرفة مختصرة تحت الارض باضاءة باهتة وسلمني ليد رجل شبه معتوه جسده عضلي عيناه مرعبتان ولا ينطق ربما اخرس ..لحيته تتعدى صرته ولقوة النتانة توقعته من اشهر لم يغتسل .. كانه مقاتل جبال افغاني وربما هو كذلك ..فاسندني هذا حتى خر جسدي على سرير قذر ..لم استطع النطق او التفكير لكنه ربط يدي على السرير باحكام بسلك كهرباء عتيق..وزمجر كنت ممدودة على بطني واتى بسكين وقص بها النفنوف كمن ينحر من القفا حتى شقه نصفين ..ثم وضع كتلة حجر مرتفعة غير منتظمة تحت بطني وافترس ..كنت منهكة لم استطع الصراخ ولا الحركة ..بعد ساعة فقدت الوعي .
كنت وحيدة تماما حين صحوت فجرا كان السكون عميقا ..لم ار ضوء الشمس لكني من صياح ديكة علمت بفجري ..لاول مرة احس بمثل هذا الشلل .. وهاج الالم من كل خلية في جسدي ..فتذكرت امي ولا ادري لو التقيتها هل اشبعها شتما ام ابكي على صدرها .. ورفعت رأسي الى السقف الى الافق (ربي اتيتك طائعة )... وسمعت صوتا متخيلا يناجيني (تكفير عن ذنب وثمن لنجاة ) فقرات (اعوذ برب الناس .. من شر الوسواس الخناس ) واغرقت الوسادة بدموع حمر حتى التهب جفناي ..
لم يكن احد في المنزل سوى قطة سوداء تموء بوجهي فغادرت كمن احرقت بكل جزء .. كنت امشي مترنحة ..وبعد ايام حين سالت لاقودهم للشرطة قيل لي (انهم استاجروا المنزل واخبرونا انهم مغادرون ).
من (مشاريع الرجل الضرير)



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظة حاسمة
- شبح جمهور 
- الطفولة نجاة
- بيت مهجور 
- كتاب البريكان (مجهر على الاسرار وجذوور الريادة )ج4
- بيت الجمل (قصة قصيرة )
- رسالة مرمزة (قصة قصيرة )
- (قصيدتان )
- نظرة الى الامام مذكرات ج7
- مذكرات لالة
- من 6 الى السبعة مساء(العشار ).
- نظرة الى الامام مذكرات ج6( منتدى الجمعة الادبي )
- كتاب (البريكان :مجهر على الاسرار وجذور الريادة )ج3
- ازعاجات قط لحظة الكتابة
- ديوان الابواب
- البريكان : مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج2
- البريكان : مجهر على الاسرار وجذور الريادة (ج2)
- تعال معي نطور فن الكره
- مقطع من رواية (تعال معي نطور فن الكره )
- اله صغير (مجهر على القاع )


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - قصة (عمائم التوبة )