تبرعاتكم وتبرعاتكن المالية تحفظ استقلال الحوار المتمدن، فشاركونا في دعم استمرارية هذا الفضاء اليساري الحر

الدموع دليل الحياة

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 7360 - 2022 / 9 / 3 - 10:57
المحور: المجتمع المدني

بقلم محمد عبد الكريم يوسف
***
( مهداة إلى أمهات وآباء الشهداء وزوجاتهم وبناتهم وأولادهم وأخواتهم وكل من فقد عزيز في الحرب على سورية)

***
محمد يوسف (2015)

***
سألتني حزينة : كم سيستمر هذا الألم؟

فأجبتها بصدق:
طول حياتك..لا يهم أن نتذكر عدد السنين التي تمر...إن فقدان الحبيب يشبه عملية خطيرة...عندما ينزع جزء منا ، تبقى ندبته مدى الحياة.

وهذا لا يعني أن الألم يستمر في نفس الشدة.

خلال فترة قصيرة في بداية الأمر بالكاد نصدق ما حدث...يشبه تماما ما يحدث عندما نجرح يدنا...نرى الدم يتدفق...لم يكن الألم قد بدأ...لذلك عندما نرتاح يبدأ الألم لفترة قصيرة..وعندها يكون تأثيره كارثيا وهكذا يتبدد الحزن.

عندما يشفى الجرح... وتنزع الخيوط منه...
تبقى الندبة ونسيجها أيضا. ومع مرور السنين نعيش ونتدبر أمورنا لكن الألم يبقى هناك ليس بعيدا عن السطح...

نرى وجها يشبه وجه الحبيب.
نسمع صوتا له صدى...
نرى صورة في ألبوم صور شخص ما...
فنحس أن سكينا عقرت الجرح ثانية...

لكننا لا نشعر بنفس الألم...
نشعر بشيء من الفرح لأننا عندما نتذكر أوقاتنا السعيدة لا تكون كلها حزن وأسى ، تحضر معها السعادة أيضا

كم يستمر الألم؟

يستمر الألم مدى الحياة ...
لكن الشيء الذي نتذكره ليس فقط الألم الذي يستمر لكن نتذكر معه الذكريات المباركة أيضا...
الدموع دليل على الحياة...
وكلما أحببنا أكثر ...
ذرفنا دموعا أكثر...
وإذا كان ذلك صحيحا...
كيف لنا أن نطلب من ذلك الألم أن يتوقف كله وحين يتوقف الألم تتوقف معه ذاكرة الحب الذي عشناه... ولأن ألم الحزن هو الثمن الذي ندفعه لقاء الحصول على الحب...

Tears are the proof of life

Mohammad A Yousef ( 2015)

(Dedicated to mothers, fathers ,wives,daughters , sons, sisters ,brothers of martyrs and to all who have lost a beloved one in the war on Syria)

"How long will the pain last?" a broken-hearted mourner asked me.

"All the rest of your life," I answered truthfully. No matter how many years pass, we remember. The loss of a loved one is like a major operation part of us is removed, and we have a scar for the rest of our lives.

This doesn t mean that the pain continues at the same intensity. There is a short while, at first, when we hardly believe it. It is rather like when we have cut our hand, we see the blood flowing, but the pain has not yet set in. So when we are bereaved, there is a short while before the pain hits us. But when it does, it is massive in its effect. Grief is shattering.

Then the wound is healed, so to speak, the stitches are taken out….

The scar is still there, and the scar tissue, too. As the years go by, we manage. But the pain is still there, not far below the surface. We see a face that looks familiar, hear a voice that has echoes, see a photograph in someone s album, and it is as though the knife were in the wound again.

But not so painfully. And mixed with joy, too. Because remembering a happy time is not all sorrow it brings back happiness with it.

"How long will the pain last?"

All the rest of your life. But the thing to remember is that not only the pain will last, but the blessed memories as well. Tears are the proof of life. The more love, the more tears. If this be true, then how could we ever ask that the pain cease altogether. For then the memory of love would go with it. The pain of grief is the price we pay for love.

Mohammad Yousef

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ) Mohammad_Abdul-karem_Yousef#

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل