أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - العراق رهينة الشيعية السياسية















المزيد.....

العراق رهينة الشيعية السياسية


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 7359 - 2022 / 9 / 2 - 01:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الازمة في العراق تتفاقم يوما بعد يوم وشركاء السلطة والحكم يديرونها فيما بينهم على قاعدة التواطؤ ، والمجاملات ، وتقسيم المغانم ، فبالرغم من كل التطورات ، والصراعات ، والمجابهات المسلحة ، يبقى هؤلاء الشركاء محتفظون بمواقعهم ، ومستفيدون ، اما الخاسر الأعظم فهم العراقييون بغالبيتهم الساحقة .
ثبت بشكل قاطع وعلى صعيد الوقائع اليومية في معظم بلدان الشرق الأوسط خلال العشرة أعوام الأخيرة ، ان الوظيفة الأولى لجميع حركات ، وأحزاب ، وجماعات " الشيعية السياسية " هي التصدي بكافة السبل لحركات الشعوب الثورية المناضلة ضد اشكال الدكتاتورية والاستبداد ، والطامحة للتقدم الاجتماعي ، والاقتصادي ، والتغيير الديموقراطي ، وانتزاع حق تقرير المصير، هذه التوجهات المشروعة التي تجسدت بالعقد الأخير في ما سميت بثورات الربيع التي اندلعت أواخر ٢٠١٠ في تونس ، ووصلت موجاتها الأولى والثانية الى اكثر من بلد ، ومازالت مستمرة أو مشروع الاندلاع هنا وهناك وباشكال مختلفة ، حتى يزال الاستبداد ، وتتحقق الحرية ، والكرامة .
نحن ندرك ان مناهضة ثورات الربيع لاتقتصر على " الشيعية السياسية " فقط بل هناك أطرافا محلية ، وإقليمية ، ودولية عديدة تعاديها ، وتحاربها وتمد يد العون الى اعدائها من أنظمة الحكم الشمولية ومن بينها بطبيعة الحال بعض أطراف " السنية السياسية " ، مثل ( القاعدة وداعش ، والعديد من مجموعات الاسلام السياسي السني ، وبعض النظام الإقليمي الرسمي ) ولكن ليس كهدف أساسي رئيسي مباشر ، ووظيفة مخططة بكل جوانبها العسكرية ، والأمنية ، والمالية ، او كمعركة – حياة او موت – كما في الحالة الأولى ، انها تتعامل معها باسم الصداقة وتوكل من ينوب عنها لاجهاضها ( مثل حركات الاخوان المسلمين ) ، او تحريفها عن نهجها ، واستغلالها وقت الحاجة .
مرجعية " الشيعية السياسية " وحظوتها لدى النظام العالمي
ليس خافيا ان نظام جمهورية ايران الإسلامية ، هو المرجعية الآيديولوجية ، والدعوية الثقافية ، والتمويلية لجميع تلك الحركات ، وحامي حماها ، وايا كانت تسمية انقلاب الخميني ورجال الدين الشيعة ( وهم من غلاة القوميين الشوفينيين ) الذين سرقوا ثورة الشعوب الإيرانية ، وسيطروا على الحكم عبر اساليبهمم الخبيثة ، فان الأوساط المقررة الغربية لم تكن بعيدة عن كل محطات انهيار نظام الشاه ، وعودة الخميني عبر باريس ، والحرص الأوروبي الواضح على التمسك بالعلاقات الدبلوماسية ، والتجارية مع طهران – الخمينية – والاستعداد الأمريكي حتى للتنازل في مفاوضات – فيينا - ، والدلال الذي يحظى به نظام ايران من جانب روسيا والصين واضح للعيان ومتواصل ، ومن المسائل التي لم يتم تداولها حتى الان من جانب المتابعين ، والمراقبين مدى قدرة الدولة الإيرانية العميقة في لملمة المنتمين الى الشيعة من مختلف ميولهم الفكرية ، واطيافهم الثقافية ، وانتماءاتهم القومية ، وتاطير طاقاتهم ، واختصاصاتهم ، وتنظيمها في خدمة مشروع الولي الفقيه ، فتجد العربي ، الى جانب الفارسي ، وتجد الماركسي ، والشيوعي ، والليبرالي ، والغني والفقير على قلب رجل واحد ، وبطرق شتى على قاعدة مبدأ الباطنية وفي منتهى السرية .
فالشيعية السياسية بمركزها الإيراني تعتبر ثورات الربيع تهديدا وجوديا ان نجحت ، وتمددت ستشمل كل شعوب ايران بما فيها الفرس ، وعندما تنتصر ستعيد الحكم للشعب ، وتحقق التغيير الديموقراطي ، وتبني اوطانا تكون للجميع والدين والمذهب لله ، وتفصل بين الدولة والدين ، وتصبح قم مجرد مركز ديني للتعليم وتهذيب النفس وليس لتنصيب خريجي الحوزة حكاما ومقررين ، لانهم ببساطة ليسو رجال دولة بل مستفيدون ومفسدون وغير محصنين امام اغراءات السلطة ولنن يتوقفوا الا ببناء الدولة المدنية بسواعد بنات وأبناء شعوب ايران .
أضف الى ذلك عدم تقبل النظام السياسي العالمي المهيمن لاية ثورة تغييرية في منطقتنا التي لاطرافها مصالح استراتيجية فيها وترفض بالتالي ان تحكمها شعوبها بشكل ديموقراطي التي قد تخرج عن السيطرة ، كل ذلك يطرح السؤال الجوهري : هل الغرب والشرق متفقان على دور مرجعية " الشيعية السياسية " الراهن بخصوص قضايا المنطقة ؟ وهل هناك اتفاق ضمني من اجل مواصلة دورها في مجال – الثورة المضادة – ومواجهة الحركة الثورية ، والديموقراطية لشعوب المنطقة ؟ خصوصا وانه بات واضحا ( خذلان الغرب الديموقراطي ! ) لجميع ثورات الربيع ، والعداء المستفحل للروس والصينيين لها ، لذلك هناك نقاط التقاء بشكل وآخر رغم التستر عليها بهذا الشأن بين الأطراف الثلاثة .
التيار الصدري بالعراق جزء فاعل في " الشيعية السياسية "
مركز طهران كمرجعية لديه مشروع متكامل ، واستراتيجية محكمة ، وتخطيط مفصل حول الوسائل ، والأدوات ، والاذرع الإعلامية ، والدعاوية ، والعسكرية الميليشياوية ، وفرق الاغتيالات ، وشبكات ترويج المخدرات ، والاتجار بالبشر ، في معظم بلدان المنطقة خاصة التي يتوزع فيها المنتمون الى المذهب الشيعي مثل : ( لبنان والعراق ، وسوريا ، واليمن ، وافغانستان ، وأوروبا ، وامريكا اللاتينية ) ، بالإضافة الى التغلغل في منظمات محسوبة على " السنية السياسية " مثل ميليشيات غزة من حماس ، والجهاد الإسلامي ، وكذلك القاعدة ، وبعض تنظيمات الاخوان المسلمين .
هناك تنوع في مستوى التصدي لثورات الشعوب الربيعية من بداياتها وحتى الان والمشاركة مع النظم الاستبدادية في الحروب ، فقد تتم المواجهة الحربية العسكرية بالميدان كما يحصل في سوريا ، او بالضغط والتهديد ، والاغتيالات ، والتدخل المباشر لفك التظاهرات كما يحصل بلبنان ، او الدعم العسكري المباشر بلا حدود عبر الوكلاء المحليين ، وارسال الخبراء والمستشارين ، كما يحصل باليمن ، او الدعم المالي والعسكري كما يحصل في غزة .
العراق
كما هو معروف فان العراق يشهد منذ أعوام الموجة الثانية من انتفاضة ( ثورات الربيع ) ، والتي شاركت فيها الفئات الشعبية الواسعة يتصدرها الشباب من الجنسين ، والطبقة الوسطى من المهنيين تحت شعارات واضحة كمكافحة الفساد ، ومحاكمة المفسدين ، وتنحي الطبقة السياسية الحاكمة ، وتجريم الأحزاب الطائفية ، واجراء انتخابات نزيهة باشراف دولي ، وإعادة الأموال المنهوبة الى خزينة الدولة ، وإصدار دستور جديد للبلاد ، وإنقاذ العراق من الاحتلال الإيراني ، وحل الميليشيات ، وقدموا التضحيات الجسيمة في سبيل ذلك ومازالوا مستمرون بعد ان حققوا الفوز لمجموعة من المستقلين في الانتخابات النيابية الأخيرة .
لقد جوبه متظاهرو الموجة الثانية بالرفض من جانب جميع القوى الحاكمة ، وبشكل اخص من جانب اطراف الاطار التنسيقي الأكثر فسادا وتبعية ، واجراما ، في تاريخ العراق ، والميليشيات الولائية ، وتم استهدافهم مرارا من قبل المسلحين المحسوبين على الحرس الثوري الايراني وهذا امر معروف غير مفاجئ .
اما التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي – مقتدى الصدر – وهو لايريد ولن يستطيع القطع النهائي مع نظام طهران ولكن بنوع من الاستقلالية ، وحرية الحركة في الحالة العراقية الخاصة ممن اجل ليس توحيد البيت الشيعي فحسب بل توحيد البيت العراقي بزعامة الشيعة ، وهو وتياره بمثابة – الولد المزعج – في البيت الشيعي الروحي والسياسي بحسب ( حسن نصرالله الذي تردد انه من اقنع الصدر بمكالمة هاتفية بالخطوات الأخيرة ) ، فقد اضر هذا التيار بالمتظاهرين الثوار اكثر من الأطراف الأخرى ، فبعد محاولة تضليل الجماهير بان التيار يشارك بالثورة أراد بالوقت ذاته احتواء الحراك ، والسيطرة عليه ، وبعد الإخفاق بدأ بتوجيه الضربات ، وممارسة العنف تجاه الثوار ، ثم رفع شعارات الثائرين والاتجار بها ليس من اجل اجراء التغيير الديموقراطي بل للتغلب على المنافسين من اطراف – الشيعية السياسية – والحصول على موقع الصدارة في البيت الشيعي لتعزيز مكانته لدى الولي الفقيه بطهران ، وسائر انظمة المنطقة ، والمجتمع الدولي .
اليس غريبا حقا هذه القدرة الفائقة لدى هذا المعمم ، وهو من اغنى اثرياء العراق يقود قطيعا واسعا يضم الصالح والطالح من المريدين بالاشارات ، ان يشعل ثورات ثم يوقفها خلال ستين دقيقة ؟؟ ( يالها من ثورة !) ثم يتلقى المدح والثناء من الدول العظمى والكبرى والصغرى بالغرب والشرق ، ومن سائر العرب ، والعجم ؟؟ .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كانت الفرحة اكبر لو شملت الوحدة كل أطياف كردستان ايران
- أعيدوا بناء حركتكم قبل فوات الأوان
- من تزييف التاريخ الى تزوير الوقائع
- التفاعل بين الثقافي والسياسي في تطور الفكر القومي الكردي
- السورييون لن يتحملوا المزيد من المفاجآت
- عود على بدء : التوازن بين القومي والوطني
- الحدث الذي أعاد تعريف وتجديد الحركة الكردية السورية
- تأملات في دروس التجربة التونسية
- الخيار الشعبي هو الحل للازمة
- الشرق الأوسط هدفا لاسياد - القمتين -
- دفاعا عن الحقيقة
- - قمم - تؤسس لنظام دولي جديد
- إشكاليات التمثيل الحزبي
- حوارات وطنية
- وهل يجب وبالضرورة ان تكون البدائل حزبية ؟
- - حق تقرير المصير -: ذلك المبدأ الذي لايعلى عليه
- - الناتو - - - ب ك ك - - كرد سوريا
- حروب - المجال الحيوي العنصري - روسيا بوتين مثالا
- سياسة النأي بالنفس كرديا
- الحركة الكردية السورية واستقلالية القرار


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - العراق رهينة الشيعية السياسية