أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - صلاح بدرالدين - أعيدوا بناء حركتكم قبل فوات الأوان















المزيد.....

أعيدوا بناء حركتكم قبل فوات الأوان


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 7349 - 2022 / 8 / 23 - 16:03
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


مانحتاج اليه الان نحن الكرد السورييون ، وامام هذه المحنة التي نعيشها ، والازمة التي تتفاقم كل لحظة ، ليس اللطم على الأوجه ، او الشكوى ، والعتاب ، او انتظار – غودو – الذي لن يأتي ابدا ، او الاستكانة والاستسلام للامر الواقع ، بل ان نشمر عن السواعد ، ونواجه الواقع المر بشجاعة ، ونضع أيدينا على الجرح ثم نداويه بما يلزم ، ولنعلم جميعا ان انصاف الحلول لم تعد تجدي نفعا ، وليس امامنا سوى الحسم الذي سيفتح طريق معالجة قضايانا القومية ، والوطنية .
كل الدلائل تشير الى وصول الكرد السوريين لبداية مرحلة الافتراق النهائي مع أحزابهم الراهنة في طرفي الاستقطاب ، بعد جنوح بعضها نحو خندق من يعتبرون من الأعداء ، والخصوم ، واستعدادات بعضها الآخر لسلوك نفس المسار ، بالداخل الوطني ، وخارجه ، واختيارها طريق البحث عن مصالحها الذاتية ، والحزبوية الضيقة الخاصة ، على حساب مصالح مجموع الشعب ، واتخاذها مواقف وسياسات بعيدة كل البعد عن ما تتطلبها القضايا المصيرية القومية ، والوطنية ، والحياتية ، وصولا الى تهديدها لأواصر التماسك المجتمعي ، والعبث بعوامل ، وشروط التشكل القومي الطبيعي ، والوجود الجيوسياسي بغية فقدان شعبنا استحقاقاته السياسية ، والدستورية المستندة الى مبدأ حق تقرير المصير ، ومن ثم التضحية باالامن الفردي والجماعي ليس في المناطق الحدودية فحسب بل في أعماقها ، وجوانب تخومها ، مما ينذر كل ذلك بوقوع كارثة الافراغ التام ، والهجرة الجماعية ، وتحول مناطقنا الى ارض بلاشعب ، كماارادت النظم الشوفينية ، وحكم البعث ، وكما خطط لذلك منظروه الفاشييون أمثال – محمد طلب هلال - ، وهلل له الى درجة التواطؤ ( اكراد النظام ) منذ عقود ، من تيارات حزبية معروفة ، انتهاء بالسيد – اوجلان – وكان التاريخ يعيد نفسه الان بوطني .
أحزابنا الراهنة غير محصنة تغرد خارج اسوار التاريخ
تشكل الأحزاب السياسية لدى أي شعب أدوات وآليات العمل والتعبئة ، والتنظيم ، وهي وسائل وليست الهدف ، في مختلف المراحل التاريخية ، خلال الكفاح الوطني ضد الاستعمار ، وبناء الدول ، وإنجاز الاستقلال ، وإرساء قاعدة النضال الاجتماعي ، والاقتصادي ، ومن اجل تحقيق الديموقراطية ، وضد الاستبداد ، وتتبدل الأحزاب ، وبرامجها السياسية ، وقياداتها ، وأسماؤها او تزول ، وتقام غيرها حسب الظروف والاحوال والمتطلبات ، وتبقى الشعوب ، والاوطان ، والاهداف المتجددة ، والآمال ، والطموحات .
الحركة السياسية الكردية السورية المنظمة الاصيلة بدأت من عشرينات ، ومنتصف خمسينات القرن الماضي ، اما الأحزاب الراهنة وبالرغم من صلات القربى الواهية جدا فانها لاتشبهها ، فهي حديثة ظهرت في السبعينات ، والثمانينات ، والتسعينات ، وغالبيتها نتيجة ظروف استثنائية ، وولادات مشوهة في جنح ظلام اقبية – محمد منصورة - وارهاصات عوامل خارجية ، سلوكها غالبا ما يتعارض مع السمات الأساسية لشكل ومضمون الحركة الكردية السورية التي قامت عليها ، من حيث طابعها السلمي المدني ، وتقاليدها الديموقراطية ، ونزاهتها ، والحوار السلمي بين تياراتها المتباينة واحترام المقابل المخالف ، ومنطلقها المبدئي المستند الى حق تقرير المصير ، والتلاحم النضالي مع الحركة الديموقراطية السورية المعارضة للاستبداد ، والقابلة لسوريا تعددية والحقوق الكردية المشروعة والشراكة ، واستقلالية القرار النابع من الشخصية القومية والوطنية الكردية السورية ، ونحن هنا نتحدث عن موضوع عام ، ونستثني حالات فردية والعديد من المناضلين ، وذوي النوايا الحسنة دائما وفي كل حزب ، وفي مختلف المراحل .
أحزاب طرفي الاستقطاب تعيش في فراغ فكري واسع ، وتفصلها هوة سحيقة عن التاريخ النضالي لحركتنا ، وتعاني من ازمة الهوية والانتماء في المجالين القومي ، والوطني ، هل هي أحزاب كردية سورية أم غير ذلك ؟ هل تعتبر نفسها تعمل في مرحلة تحرر وطني وتمتلك مزاياها ، وتطبق شروطها ، ام أحزاب حاكمة او شريكة في سلطة افتراضية ؟ او أحزاب معارضة ولكن لمن ؟ هل هي أحزاب مدنية تتمسك بالعمل السلمي ، ام فصائل مسلحة ، او لها أذرع عسكرية ، تحضيرا للكفاح المسلح من اجل تحقيق أهدافها بالعنف ، والقتال وهي ليست اهداف قومية ووطنية واضحة ؟ ، هل تدرك هذه الأحزاب حقيقة الواقع السوري ، والظروف الخاصة بالحالة الكردية ؟ ، هل تؤمن حقا بضرورة إعادة بناء الحركة الكردية المفككة ، وبأن الغالبية الساحقة من الوطنيين الكرد والمنتجين من الشباب ومتوسطي الاعمار في مجالات الحياة العامة ، والعيش بكرامة ، وعلى اصعدة الفكر ، والثقافة ، والعمل الإبداعي قد فقدت الثقة بها ، وهي في مرحلة التحضير لتقديم الأفضل ؟ .
صفحات تاريخ الحركة السياسية في منطقتنا مليئة بالدروس ، وبتجارب أحزاب كبرى ، وعظمى قامت ، وغابت ، اما بعد انتهاء مهامها ، وانتقالها الى مراحل جديدة ، او بسبب فسادها ، واخفاقاتها ، بعض تلك الأحزاب قادت الكفاح التحرري لشعوبها ، وبعضها اقام دولا مستقلة ، وأخرى أخفقت في تحقيق الهدف النهائي ، ثم ظهرت البدائل المناسبة في الكثير من الحالات ، وعلى سبيل المثال اين حزب " جبهة التحرير الجزائرية " الان ؟ وماذا حل بحزب " المؤتمر الهندي " حزب غاندي ونهرو وانديرا ؟؟ وماذا حصل لحركة فتح الفلسطينية ؟؟ وأين الأحزاب الشيوعية بالمنطقة ؟ وكذلك حركة القوميين العرب .
المغزى من هذا الكلام ان تلك الأحزاب غابت عن المشهد ، او تراجعت ، او فقدت الدور والمكانة ولكن الشعوب ، والدول ظلت ، والحياة لم تتوقف بل استمرت وفي بعض الأحيان افضل من السابق ، وفي وضع شعبنا ، وحركتنا المشخص الذي لايحسد عليه ، يكاد يكون هناك شبه اجماع على وضع اللائمة على الأقل منذ عشرة أعوام من التراجعات ، والاخفاقات ، والغياب الكامل لاي بصيص امل على عاتق أحزاب الطرفين المتصدرة للمشهد ، ليس ذلك فحسب بل ان كل الدلائل تشير الى ان الحالة الكردية مقبلة على كارثة حقيقية مادامت هذه الأحزاب متشبثة بالمواقع ، والمصالح ، وان المعادلة الراهنة بلغت حد الاختيار بين الشعب من جهة وبين تلك الأحزاب من الجهة الأخرى ، فاحزاب الطرفين تكمل وظيفيا بعضها الاخر ، وتتبادل الأدوار ، وتتفق على إدارة الازمة والامتناع عن حلها ، وعرقلة كل المساعي ، والمشاريع ، والمبادرات التي تصدر باشكال مختلفة عن الوطنيين المستقلين ، والشباب ، والناشطين ، فهل يعتقد المتنفذون بهذه الأحزاب التي لاتشبه الأحزاب بشيئ ان القضية ملك لهم ، والشعب من رعاياهم ؟ .
وسائل اعلام أحزاب طرفي الاستقطاب ( ب ي د و ب د ك – س ) وجدت لها هذه الأيام ماتشغل نفسها بها ، فاعلام الطرف الأول اعلام حربي يتابع القصف التركي ويسجل اعداد ضحايا الجنود الاتراك ؟! ويدعو الناس الى المقاومة والصمود ، والاستمرار بحفر الخنادق .
اما اعلام الطرف الثاني فكأنه يظهر الوضع في البقية الباقية من الساحة الكردية السورية بالأمان ، والاستقرار ،والحريات العامة ، ويغطي تحضيرات – افتراضية - لمؤتمر الانكسي الذي سيصنع المعجزات ؟! .
ومن دون الخوض في مدى صدقية اعلام الطرفين فهو اعلام جبان لامكان فيه للرأي الآخر ، واكثر من ذلك لايظهر فيه – المتنفذون – بل يتم تكليف اشباه صعاليك من كتبة التقارير المعروفين منذ بداية الثورة السورية الذين لامصلحة لهم في تغيير الوضع ، كما اود الإشارة الى مسالة بغاية الأهمية وهي ان هناك قطاع واسع من وطنيينا المستقلين ، ونشطائنا لايتفقون مع مواقف ، واطروحات ، اعلام الطرفين الحزبيين ، ومايرميان اليه ، ان كان في مجال سلامة المناطق ، او بخصوص – المؤتمر - ولكن من دون طرح ، وشرح الحلول البديلة لجلب السلام والامان لشعبنا ، ومعالجة ازمة الحركة ، وهذا موقف ضعيف لايعتد به ، وعلى أصحابه السكوت ، ففي مثل هذه الحالة الاستثنائية التي يعيشها شعبنا احوج مانكون الى الوضوح والحسم ، فلامفر من خطوة استثنائية ، انقاذية لحل الازمة ، وهي التوافق الفوري بين الوطنيين المستقلين – وهم غالبية شعبنا – والأحزاب لتشكيل لجنة تحضيرية للاعداد لمؤتمر كردي سوري جامع لمواجهة جميع التحديات .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تزييف التاريخ الى تزوير الوقائع
- التفاعل بين الثقافي والسياسي في تطور الفكر القومي الكردي
- السورييون لن يتحملوا المزيد من المفاجآت
- عود على بدء : التوازن بين القومي والوطني
- الحدث الذي أعاد تعريف وتجديد الحركة الكردية السورية
- تأملات في دروس التجربة التونسية
- الخيار الشعبي هو الحل للازمة
- الشرق الأوسط هدفا لاسياد - القمتين -
- دفاعا عن الحقيقة
- - قمم - تؤسس لنظام دولي جديد
- إشكاليات التمثيل الحزبي
- حوارات وطنية
- وهل يجب وبالضرورة ان تكون البدائل حزبية ؟
- - حق تقرير المصير -: ذلك المبدأ الذي لايعلى عليه
- - الناتو - - - ب ك ك - - كرد سوريا
- حروب - المجال الحيوي العنصري - روسيا بوتين مثالا
- سياسة النأي بالنفس كرديا
- الحركة الكردية السورية واستقلالية القرار
- - احمدي خاني - : رائد النهضة القومية الكردية
- نبحث عن شركاء ...ولانريد اوصياء


المزيد.....




- المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي يدين بشدة ما يت ...
- آلاف المتظاهرين في الجزائر يطالبون فرنسا بالاعتذار عن مجازر ...
- السوداني: حزب العمال الكردستاني  جماعة محظورة من العمل وفق ا ...
- رغم اقصاءها عن حزب اليسار - لورينا دلغادو لا تنوي ترك مقعدها ...
- فيديو يُظهر اقتياد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين مقيدين بأصفاد ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: في الذكرى الثمانين للانتصار على ...
- حفيد عبد الناصر يوجه رسالة لروسيا عبر RT
- سفير فيتنام: الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي سيبحث في م ...
- الائتلاف الوطني لدعم حراك فكيك يدعو كافة القوى المناضلة للتح ...
- الجبهة الشعبية تُحذّر من آلية صهيونية مشبوهة تستهدف توزيع ال ...


المزيد.....

- محاضرة عن الحزب الماركسي / الحزب الشيوعي السوداني
- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - صلاح بدرالدين - أعيدوا بناء حركتكم قبل فوات الأوان