أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - الأهوار العراقية بين مبادرة اليونسكو وجفاف المياه وتردي النظام الإيكولوجي!















المزيد.....

الأهوار العراقية بين مبادرة اليونسكو وجفاف المياه وتردي النظام الإيكولوجي!


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 7355 - 2022 / 8 / 29 - 01:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأهوار العراقية سجلُ جيولوجي وإركيولوجي وإكولوجي لحضارة بلاد ما بين النهرين "ميزوبوتاميا" فهي تشكل اكبر نظام بيئي للتنوع الإحيائي للأراضي الرطبة من نوعه في الشرق الأوسط وغربي آسيا فهي تتألف من مجموعة من بحيرات وأراضي مستنقعات متصلة مع بعضها ، استمدت حضارة وادي الرافدين من المياه سر وجودها، وديمومتها ومن بساطة وبدائية الحياة التي اعتاشت على الأهوار كنظام حياة في غاية البساطة من الجمال الروحي والشكلي،هذه المسطحات المائية التي تغطي الأرض المنخفضة جنوب السهل الرسوبي لبلاد ما بين النهرين وفي الجزء الأدنى من حوضي دجلة والفرات، امتدت تاريخيا على مساحة أكثر من 20000كم2 بين العراق وإيران. تاريخياً يمتد عمرها لأكثر من 5000 سنة ولها أهمية بيئية بالغة كونها تعكس واقع الحياة ودوام إستمرارها ...إنها إستدامة سبل الحياة في أبسط اشكالها.... ولكن ومما يؤسف له وفي ظل حالات الحروب والأختلال الإقتصادي والفساد الإداري في العراق لحق الكثير من التدهور ببيئتها الطبيعية ولكن كيف السبيل الى النهوض بواقع الأهوار وإدامة بيئتها بجانبيها (الطبيعي والبشري)، في الحقيقة هناك جملة من المشاكل والتحديات التي تواجه الأهوار العراقية من ابرزها
• شحة المياه والجفاف بسب تحكم دول الجوار المائي بتصاريف نهري دجلة والفرات وروافدهما،
• وغياب اتفاقيات تقاسم المياه مع العراق،
• تردي نوعية المياه في نهري دجلة والفرات نتيجة القاء الملوثات الصناعية ومياه الصرف الصحي الغير المعالجة من المدن العراقية الواقعة على ضفاف النهرين ومن الجانب الايراني بسبب التحكم التام بتصاريف نهري كرخة والكارون،
• إمتداد اللسان الملحي من الخليج العربي الى شط العرب.
• وانعدام السياسات الفعالة من الحكومة المركزية والحكومات المحلية وغياب التنسيق بينهما لإنعاش وإدامة الأهوار والحفاظ عليها وتطويرها والنهوض بها .
كل هذه العوامل أثرت وستؤثر على التنوع البيئي والإيكولوجي ومنها تغيرمسار ومحطات الطيور المهاجرة ما بين القارات مما سيسب في حزن الطيور كما البشر فهي "أمم أمثالكم"، تغير الموازنة بين أصناف الحيوانات في المياه العذبة بسبب دخول حيوانات اخرى من بيئة البحار من مياه الخليج العربي مما يقضي على انواع من الاسماك المشهورة في الاهوار وبسبب تغير ظروف التغذية والملجأ والتكاثر حيث كانت مناطق الأهوار مصادر طبيعية للمياه والسبب الأخر والمهم في تدمير بيئة الاهوار العراقية هو البدء باستخراج النفط من المناطق القريبة من هذه الأهوار مما وضع الأهوار أمام تحديات كبرى لإدامة نظامها البيئي واستغلال مواردها للنمو والتطور.. وبالتالي سيكون هناك بالمحصلة تاثير كبيرعلى الاعتدال المناخي للمنطقة وتسرع من عميلة تصحر المنطقة وزيادة العواصف الترابية بسبب تدهور بيئة الأهوار مما يعمل على التراجع الاقتصادي في الاهوار بسبب شح المياه وتتوقف فعاليات الإنسان الحياتية و في الأعمال الزراعية مما يؤثر بشكل كبير على دورة الغذاء للحيوانات في بيئة الأهوار وهذا ما يتطلب رسم سياسة شاملة في ظل هذه التحديات والمعوقات العديدة لتطوير المنطقة واستكمال البنية التحتية وضمان استدامتها بشكل سليم. إذا أريد تغيير الواقع الاقتصادي والاجتماعي لسكان الأهوار نحو الأفضل فيجب العمل على إحياء مبادرة اليونسكو بانقاذ الأهوار العراقية من الجفاف التي تم إدارجها العام 2016، في قائمة التراث العالمي لليونسكو وتأتي ضرورة التواصل مع منظمة اليونسكو بعد أن تبين بشكل كبير تأثير قطع المياه من دول التشارك المائي للعراق كلً من تركيا وايران على أستدامة الأهوار العراقية واستمرار حالة الجفاف، مما يعني أنّ ضمان تدفق المياه الى الأهوار لا يزال يشكّل التحدي الكبير وخاصة وضع العراق البيئي العام معرّض للخطورة وللهشاشة بسبب تغير المناخ. وسوء إدارة الملف المائي في العراق ومن قبل الدول المتشاطئة.
خلال العامين الماضية تعرّضت الأهوار إلى شحّة كبيرة في المياه عندما مرّ العراق بموسمين من الجفاف بسبب قلّة الأمطار ودرجات الحرارة المرتفعة ونسبة التبخّر العالية. كل هذه الظواهر تعد مساس بنظام الحوض المائي وتؤثر تحديداً على جنوب العراق وأهواره. مما وصل بالأمر الى زيادة في تدفقات النزوح من المحافظات الوسطى والجنوبية العراقية واستمرارها بسبب شحة المياه و بفعل تغير المناخ . وفي أحدث تقرير لمنظمة الهجرة الدولية IOM صدر في تشرين الثاني الماضي جاء فيها أن إنخفاض تدفق المياه في الأنهارالعراقية والروافد المهمة القادمة من تركيا وايران بسبب قطع المياه من قبل هذين الجارتين أدى الى التدهور البيئي في الأهوار العراقية ، بما في ذلك زيادة الملوحة ، مما أدى إلى الضغط على القطاع الزراعي وخاصة على الأهوار العراقية التي أصبحت مكباً لمياه البزل القادمة من إيران وبالتالي الى زيادة تدفقات الهجرة الناجمة من هذه الشحة المائية وكذلك بسبب الجفاف الناجم عن تغير المناخ مما أجبر سكان الريف النزوح إلى المناطق الحضرية في خمسة محافظات عراقية حيث لم تتمكن العديد من العائلات من ضمان سبل العيش الكافية والمستدامة في المناطق الريفية وخاصة مواقع الأهوار كون مستجمعات الأهوار اكثرعرضةٌ للتأثّر والهشاشة. كل هذا أدى الى تراكم مجموعة من المشاكل البيئية بسب التقص الحاد للإمدادات المائية للأهوار وأصبح سكان هذه الأهوار هم الأشد عرضة للأذى كون النظام المائي في الأهوار لم يكن قادراً على ضمان الغذاء والمياه كمّاً ونوعاً للمواشي والجواميس مما زاد في خط الفقر لذلك يحتاج سكّان الأهوار إلى دعم دخلهم المادي من أجل زيادة قدرتهم على مواجهة هذه التغيّرات. في ظل عدم تواجد سياسات واضحة لتخفيف تأثيرات ندرة المياه والتقلبات البيئية ليساعدهم على التكييف والتأقلم، فيما نرى ان الجانب الحكومي لا يأخذ هذه المخاطر على محمل الجد ولم يبدأ في معالجة حالة الأهوار لتحسين معيشة سكانها من خلال ضمان مستويات مناسبة للتصاريف المائية للأهوار من دول الجوار المائي. ومنع الصيد الجائر وتشجيع السياحة البيئية والحفاظ على المعرفة البيئية التقليدية في الأهوار. منع حقول النفط داخل موقع الاهوار وفي المناطق القريبة من رمي المخلفات الخطرة الى الاهوار كون هذه الفضلات النفطية لها تأثير مستقبلي على تصنيف الأهوار كموقع للتراث العالمي نأمل أن تصب مبادرة اليونسكو الى تحفيز دول جوار العراق التي تشترك في منابع نهري دجلة والفرات والتي يقومان بتشييد البنى التحتية للمياه دون اعتبار لعواقب هذه المشاريع على مستقبل العراق المائي وخاصة الاهوار كونها ذات طبيعة إيكولوجية متميزة قلما تتكرر مثلها في المنطقة.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توفر فرص العراق القانونية للدفاع عن حقوقه المائية وتصحيح الم ...
- هل سد الجزرة التركي الصغير في حجمه والكبير في تأثيره ... دخل ...
- العراق والحاجة الماسة الى الثقافة المائية.!؟
- السهل الرسوبي والأهوار العراقية أراضي ذات أصل بيئي وموروث حض ...
- الأمم المتحدة عناوين براقة وخطوات خجولة للإيفاء في تحقيق اهد ...
- بلد الرافدين وثقافتنا المائية التنظيمية الحالية الغير المنضب ...
- أزمة مياه حادة وتحذيرات للعمل على المستوى الوطني .؟
- سد الجزرة .. السد الأكثر خطورة وتأثيراً على مستقبل العراق ال ...
- مستقبل العالم بين ما يسمى بظاهرة -الاحتباس الحراري- وتغيرات ...
- تنشيط دبلوماسية المياه له من دلالات قوة الإنتماء الى حضن الع ...
- العراق على أجندة العطش متى سيعود الماء عنواناً للحياة في الع ...
- العراق بين الجفاف الذي هو من اسوء الكوارث الطبيعية وشبح التص ...
- قطاع المياه في العراق أصبح على حافة الانهيار....إنتهاج دبلوم ...
- العراق قد يكون مائياُ خارج نطاق التغطية.... من المسوؤل .!؟
- الموقع الجيوسياسي للصحراء الغربية العراقية يجعل ثرواتها لدول ...
- مستقبل العراق المائي بين مطرقة إيران وسندان تركيا...هل أصبح ...
- التغييرات الديموغرافية هي المحطة النهائية لمستقبل الريف والز ...
- مستقبل العراق المائي والأمن الغذائي بعد إكمال منظومة- سد الي ...
- العواصف الغبارية من الصحراء الغربية العراقية بين تغير المناخ ...
- حروب المياه ....واقع كيف يمكن أن نتجنبها.!؟


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - الأهوار العراقية بين مبادرة اليونسكو وجفاف المياه وتردي النظام الإيكولوجي!