أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - الكوميديا والتهريج














المزيد.....

الكوميديا والتهريج


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7346 - 2022 / 8 / 20 - 00:26
المحور: الادب والفن
    


ما يؤخذ على المسرحيات الكوميدية التي تقدمها فرق المسرح التجاري عندنا وفي البلاد الأخرى، هو عامل (التهريج) الذي يلجأ إليه بعض الممثلين وسبب تلك المؤاخذة هو التمادي في اصطناع ما يضحك المتفرجين والإسفاف في الحركات الخليعة أو المجوجة وفي الكلام البذيء مع العلم أن التهريج فن يتخصص به ممثلون بارعون وخصوصاً أولئك الذين يعملون في (السيرك) ومهمتهم إضحاك الجمهور بتقنيات يتقنونها واليوم فان مثل تلك التقنيات تدرس في معاهد خاصة.
الإضحاك المهمة الرئيسة للمهرج، وتعرف (الكوميديا) بأنها تلك المسرحيات التي يكون محرضها الرئيس هو إثارة الضحك ولها نهاية سعيدة. وفي كتابه (فن الشعر) يوضح (أرسطو) بان الكوميديا محاكاة لأشخاص اردياء، أي اقل منزلة من المستوى العام ولا تعني الرداءة هنا كل من السوء والرذالة، وإنما تعني نوعاً خاصاً فقط الشعر المثير للضحك، ويقول الدارسون: إن الممثل في الكوميديا يمثل من عقله والى عقول المتفرجين إلى قلوبهم حيث تتحقق المتعة الذهنية وإذا ما خلت الكوميديا من تلك المتعة الذهنية فإنها تتحول الى مجرد تهريج.
يذكر التاريخ بأنه كان للملوك وللنبلاء والسلاطين وللحكام سواء في بلاد الغرب والشرق وفي بلاد العرب والإسلام، مضحكوهم، البهاليل والسماجة والمخنثون وكانوا يحظون بالاحترام والتكريم لكونهم يسلون ويمتعون أسيادهم، وكان اولئك المهرجون من الموسينيين الموهوبين ومن الممثلين البارعين والراقصين المهرة والبهلوانيين الحاذقين ويمتلكون الفطنة إلى جانب الخفة والوقاحة.
كان (البهلول) يحمل صولجاناً برأس منحني وبه شراشيب ويستخدمه احياناً لحماية السيد، وكان بعض البهاليل يرتدون قلنسوة وبها ما يشبه أذن الحمار وفي سترته ما يشبه الذيل، وما ذلك إلا تمثيل لصورة البلاهة التي يمثلها وليكن موضع سخرية للآخرين وهزئهم والاستخفاف بما يفعلونه.
وفي المسرح الانكليزي القديم كان (المهرج) يحظى بالاهتمام والتقدير ويحصل على الامتيازات، وقد رفع (شكسبير) من شأنه حين أعطاه دوراً مهما ينطق بجمل تحمل معاني وقيما تمثل الحكمة، كما استخدمه ايضاً كوسيلة للتنفيس عن المتفرجين والتخفيف من التوتر في تراجيديا، وأمثلة على ذلك (حفاري القبور) في مسرحية (هاملت)، و(البهلول) في مسرحية (الملك لير)، و(غوبو) في مسرحية (تاجر البندقية)، و(المهرج) في مسرحية (عطيل) ومن أمثلة المهرجين في المسرح القديم (الارلكينو) في فرق (الكوميديا ري لارنا) الايطالية وهو الشخصية الرئيسة في الكوميديا المرتحلة ويمثل شخصية الخادم الذي يجمع بين الفطنة الغفلة ويكون بارعاً في الرقص والألعاب البهلوانية وقد تطورت شخصية (الارلكينو) عبر التاريخ حتى أصبح بطلاً رومانتيكياً وشعبياً في مسرحيات (البانتومايم)، ويظهر فيها بحالة مأساوية يضحك وقلبه مكسور، واعتمد الفيلم السينمائي الصامت في بداية القرن العشرين على مثل ذلك المهرج المأساوي، وكان العظيم (شارلي شابلن) النموذج الأمثل لذلك النوع من المهرجين حيث كان يجسد في الأفلام التي يظهر فيها معاناة الإنسان في المجتمع الرأسمالي وما يلاقيه من استلاب وقهر.
وهكذا يأخذ (المهرجين) منحين متضادين؛ الأول سطحي مسف لا يترك أثراً لا في العقول ولا في النفوس يلجأ إليه المهرجون الذين لا يبغون سوى الإضحاك على حساب الخلق والقيم النبيلة. والثاني عميق مهذب يؤثر في العقل والنفس يلجأ إليه الذين يبغون نقد ما هو سلبي في المجتمع ورفض ما يسيء إلى إنسانية الإنسان.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يطور الفنان المسرحي عمله؟
- المسرح التركي وكليوباترا
- أين هم الممثلون المسرحيون؟
- كاظم الساهر وملحمة كلكامش مرة أخرى!
- الخدمة العظيمة التي يقدمها المسرح للوطن
- منهج (لابان) في حركة الممثلين والراقصين
- الارتجال وأهميته في تلقائية أداء الممثل
- من رسائل الأصدقاء
- تساؤلات عن منظمات فنية عربية؟!
- استخدام التكنولوجيا في المسرح المؤيدون والمعارضون
- المسرح والسياسة
- ظاهرة التعري على المسرح
- متى يكون المسرح احتفالياً؟!
- المبتكرات الجديدة في المسرح
- في المسرح.. الثرثرة ضد الإبداع
- صلاح القصب مجدد مسرحي مؤثر
- مازال الممثلون العراقيون يبالغون!
- (أرامل) ومسرح ارييل دورفمان!
- مسرح المقهورين أو المسرح المضطهد!
- تأثر الكاتب العراقي بأساليب مسرح الغرب!


المزيد.....




- سرديات العنف والذاكرة في التاريخ المفروض
- سينما الجرأة.. أفلام غيّرت التاريخ قبل أن يكتبه السياسيون
- الذائقة الفنية للجيل -زد-: الصداقة تتفوق على الرومانسية.. ور ...
- الشاغور في دمشق.. استرخاء التاريخ وسحر الأزقّة
- توبا بيوكوستن تتألق بالأسود من جورج حبيقة في إطلاق فيلم -الس ...
- رنا رئيس في مهرجان -الجونة السينمائي- بعد تجاوز أزمتها الصحي ...
- افتتاح معرض -قصائد عبر الحدود- في كتارا لتعزيز التفاهم الثقا ...
- مشاركة 1255 دار نشر من 49 دولة في الصالون الدولي للكتاب بالج ...
- بقي 3 أشهر على الإعلان عن القائمة النهائية.. من هم المرشحون ...
- فيديو.. مريضة تعزف الموسيقى أثناء خضوعها لجراحة في الدماغ


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - الكوميديا والتهريج