أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - متى يكون المسرح احتفالياً؟!














المزيد.....

متى يكون المسرح احتفالياً؟!


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7228 - 2022 / 4 / 24 - 10:16
المحور: الادب والفن
    


في اواسط الستينات من القرن الماضي، ظهرت دعوات في الوسط المسرحي من اجل تأهيل المسرح والبحث عن جذور له في الثقافة العربية ومن تلك الدعوات ما اشار الى الرجوع الى التراث الأدبي العربي مثل ألف ليلة وليلة وكتاب النجلاء للجاحظ ومقامات بديع الزمان الهمداني ومقامات الحريري، ومنها ما اشار الممارسات العروضية الشعبية مثل السامر والبساط والحكواتي.. وبالفعل فقد ظهرت تطبيقات لتلك الدعوات في أعمال مسرحية لكل من (الطيب الصديق) في المغرب و(عز الدين المدني) في تونس و(الفريد فرج) في مصر و(سعد الله ونوس) في سوريا و(قاسم محمد) و(عادل كاظم) و(يوسف العاني) في العراق.
وكانت الدعوة الى ابتداع (المسرح الاحتفالي) والتي اطلقها المغربي (عبد الكريم بورشيد) تدخل في اطار تأصيل المسرح العربي او تحقيق هوية له، وراح (بورشيد) يصدر البيانات الواحد تلو الآخر يبين فيها مبادئ واشتراطات ذلك النوع من المسرح وكنا ومانزال نعتقد ان العملية المسرحية أو لنقل العرض المسرحي بأي شكل من أشكاله ليس الا نوعاً من الاحتفال طالما هناك ممثلون يواجهون متفرجين يشاهدون عروضهم وسيستمتعون بادائهم، لا يتطرق المسرحيون في الغرب الى ما سمي (المسرح الاحتفالي) والعرب وحدهم الذين ظلوا يتمسكون بالتسمية، ولكي نصل الى حقيقة هذا المصطلح لابد لنا من التمهيد له.
الاحتفال في الأصل مأخوذة من كلمة لاتينية هي (سيريمونيا) وتعني الصفة المقدسة أو هي العقل الذي يرمي الى تكريس عبادة دينية كما القداس في الديانة المسيحية او الشعائر الدينية ايام عاشوراء لدى الإسلام أو كل ما يجري خلال المناسبات الاجتماعية كالأعياد والألعاب الرياضية، والاحتفال بكل أنواعه يستدعي المشاركة – مشاركة المؤدين والمتفرجين في الفعل الاحتفالي، وفي المسرح القديم-الاغريقي والروماني كانت صفة الاحتفال موجودة ومقتبسة عن الطقس الديني ولكن وبمرور الزمن أخذت المشاركة بالتناقض والى الانعدام حين بنيت أبنية المسارح التي تفصل بين مكان التمثيل ومكان التفرج-المشاهدة، وفي العصر الحديث والزمن المعاصر ظهرت دعوات من مسرحيين تدعو الى العودة الى المشاركة وطبقت تلك الدعوة من عدد من الفرق المسرحية التجريبية مثل (الخبز والد ص) و(المسرحي البيئي).
وتدعو (ماريا الياس وحنان قصاب حسن) الى التمييز بين المشارك الذي يؤدي دوراً في الاحتفال، وبين من يبقى متفرجا يراقب الاحتفال من الخارج، ووجود مثل هذا المتفرج الغريب يحوّل الاحتفال الى فرجة، وفي رأيي المتواضع فانه لا احتفال بدون مشاركة، ولذلك فان المشاركة في أي طقس من الطقوس لهي احتفال، والطقس هو اصل المسرح وجداره، والعودة الى الطقس هي مبادرات المسرحيين في هذا العصر، وبناءً على هذا يأخذ (المسرح الاحتفالي) صيغاً متعددة تصنف الى مجموعتين: المجموعة الأولى تستعير الطقس وتصبه في قالبه الاحتفالي تطغى عليه صفة (المسرحة) ويتم فيها تحويل النصوص التقليدية الى عروض واقعية يتم فيها إغلاق الزمان والمكان على الفعل الدرامي، واستخدام الأعراف قديمها وحديثها، أو بمعنى آخر تحديث الأعراف وعصرنتها، ويتم فيها تقديم العروض المسرحية في أماكن غير تقليدية- كالشوارع والساحات العامة والكنائس والملاعب الرياضية- أما المجموعة الثانية فتستعير من المواكب الدينية والمدنية والفولكلور والممارسات الشعبية كما هذا الحال مع ما فعله البعض من المسرحيين العرب في مسرح البساط أو مسرح الحكواتي.
كما ذكر سابقاً فان الدعوة للمسرح الاحتفالي ظهرت اولاً في المغرب وانتقلت الى تونس ومنها الى باقي المسارح العربية، وفي بياناته يربط (بورشيد) بين الاحتفال والعيد ويدعو الى ان تكون الفرحة المسرحية اشبه بالمشاركة في حفلات الأعياد ليكون المسرح ظاهرة شعبية يشارك بها الجميع.
اشرنا في مقالة أخرى الى مسرح المقهورين والى مسرح التحريض وهنا نشير الى ان كلا المسرحين المذكورين يعتمدان مبدأً من مبادئ الاحتفال الا وهو المشاركة.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبتكرات الجديدة في المسرح
- في المسرح.. الثرثرة ضد الإبداع
- صلاح القصب مجدد مسرحي مؤثر
- مازال الممثلون العراقيون يبالغون!
- (أرامل) ومسرح ارييل دورفمان!
- مسرح المقهورين أو المسرح المضطهد!
- تأثر الكاتب العراقي بأساليب مسرح الغرب!
- الخلاف بشأن المسرح الشعبي
- الخلاف بشأن المسرح الشعبي 2
- الدراما الوثائقية
- أهمية إحياء الفرق المسرحية الخاصة
- المسرح والتداخل الثقافي بين الأمم! 2
- المسرح والتداخل الثقافي بين الأمم! 3
- تطورات الميلودراما والمونودراما والميتادراما والسايكودراما
- تطورات الميلودراما والمونودراما والميتادراما والسايكودراما 2
- لغة المسرحية بين الفصحى والعامية!
- سوء استخدام المصطلح المسرحي!
- معنى الإخراج المسرحي!
- هل تكفي الموهبة لتحقيق منجز فنّي راسخ؟!
- عن المسرح الوطني البريطاني


المزيد.....




- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - متى يكون المسرح احتفالياً؟!