أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - المسرح والتداخل الثقافي بين الأمم! 2














المزيد.....

المسرح والتداخل الثقافي بين الأمم! 2


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7222 - 2022 / 4 / 18 - 09:18
المحور: الادب والفن
    


تهرب عمل (مينوشكين) المتداخل ثقافياً في الثمانينيات والتسعينيات من الغضب النقدي والموجه إلى (بروك) بشكل واسع حيث أن إخراجها اعتمد على ما هو متخيل من الممارسة الشرقية والذي وضع وفقأً للموروث النصي الأوروبي، وما هو أكثر شهرة عن إنتاجاتها بهذا الخصوص، ثلاث مسرحيات لشكسبير (1981-1984) وأربعة نصوص إغريقية قديمة بين (1990-1993) مثلها ممثلون من جنسيات مختلفة ومن الذين تدربوا على صيغ المسارح الشرقية وأبدعوا صيغهم الخاصة، اعتقدت (مينوشكين) بان المسارح الكلاسيكية، التي مازالت قائمة، في الشرق الأقصى يمكن ان تكون منطلقات مناسبة لبناء صيغ جديدة، لتقديم تواريخ أوروبية قديمة أو من القرون الوسطى على اعتبار ان المسرح الأوروبي لا يمتلك مثل ذلك المعادل، كانت الأزياء في تلك النتاجات المسرحية مزيجا مختارا من الموروث الأوروبي والنماذج الشرقية ،وكان الإخراج قد كسر جميع قيود الواقعية.تغذى ذلك النوع من التداخل الثقافي لدى المستشرقين المحدثين في بحثهم الحنيني للوطن من اجل الشكلانية التي ينعشون بها الممارسة المسرحية ويجددونها، يفترض ان المسرح الأوروبي قد تهالك وان الصيغ الكلاسيكية في الثقافات الشرقية يمكن ان تكون مقالع أحجار للمشاريع الغربية، مع تلك النتاجات للكلاسيكيات الأوروبية، عملت (مينوشكين) مع كاتبة مسرحية هي (هيلين سيكسوس) في نتاجات عن التاريخ الآسيوي المعاصر في مسرحية (التاريخ المرعب واللانهائي لنوردوم سيهانوك ملك كمبوديا)-1985 استخدمت فيه (مينوشكين) عامل الأبعاد-التغريب البريختي إلى جانب صور لتخريب الحقول التي قامت بها جيوش (بول بوت) والقرارات الكارثية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية في تلك المنطقة، وفي مسرحيتها (الهند في أحلامها) سجلت ايضاً الكفاح من اجل استقلال الهند، كانت النسبية والمألوفية في الوسط التمثيلي لتلك التواريخ والشخوص الحقيقية أثبتت عدم إمكانية تطبيقها، فقد اضطرب الإنتاج بصور الممثل الفرنسي الأبيض وهو يمثل دور (الملك سيهانوك) ودور الزعيم (غاندي) .قدم إنتاج (مينوشكين) لمسرحية سيكسوس (طبول على السد) 1999 نسخة متخيلة لحدث حقيقي ألا وهو الطوفان في احد الوديان في الصين عند بناء خزان للمياه مما أدى إلى إزالة مجتمعات الثقافات بكاملها، كانت تجربة ثم فيها كسر الأسس المألوفة لدى الممثلين الأحياء الذين تمت معالجتهم كأنهم دمى (بونراكو) تحدياً للأفكار الغربية عن الشخصية الدرامية.ربما اقترب (يوجينوباربا) في (فرقة مسرح أودين) الدانيماركية اكثر من غيره من مفهوم (التداخل الثقافي) في معناه المحدد، حيث انشغل هو والممثلون في الفرقة، رغم جولاته عبر العالم، في عملية المقايضة مع الثقافات الأخرى، كمضيفين وضيوف يتبادلون العروض المسرحية، ولكن مثل هذا التبادل لا يكون متعادلاً على الدوام حيث ان للصيغ التقليدية المسرحية التي يواجهها أعضاء (فرقة أودين) تاريخ وأساسيات ضمن ثقافاتها ومجتمعاتها، لا يصدق مع فرقة (باربا) التي يمكن النظر إليها كحزمة من التجارب الفنية عالمية المستوى تحاول تأسيس إلزاميات معينة للعرض المسرحي من اجل اكتشاف ما هو مشترك بين الثقافات جميعاً.بوضوح تام لا يعمل (التداخل الثقافي) لوحده في محور مستقيم للشرق/ غرب وللآسيوي/أوروبي، فخلال القرن العشرين بحث المطبقون المسرحيون الآسيويون عن استلهامات من التطبيقات الأوروبية وفقاً للدراما الأوروبية الجديدة مستلهمة من مسرحيات (ابن)، في حين استثمرت صيغة المسرح الموسيقي الأنثوي المسماة (تاكارازوكا) وبشكل كبير صيغاً موسيقية مستعارة من الثقافة الغربية، من اوبرات القرن التاسع عشر، ومن أفلام هوليوود الكلاسيكية، واكثر من ذلك، فان صيغة (بوتو) الراقصة لما بعد (شينغيكي) ورغم اقتباساتها من روحانيات ما قبل الحداثة فإنها تدين الى (مسرح القسوة) لآرتو ولتصميم الرقصات لماري ديغمان، حالياً لا يبحث مخرجون أمثال (نيناغوا) و(اونغ كنغ سن) السنغافوري في إنعاش وتجديد مسرحها الوطني بل يرفضان الأصالة ويحتضنان الوقائع المتعددة والهجينة، من الأسباب التي جعلت (التداخل الثقافي ظاهرة كونية في العالم الأول هو اختلاسها مظاهر الثقافات الأخرى من اجل الوصول إلى أسواق أوسع عن طريق إيجاد مؤشرات مشتركة لأيقونات ثقافية ممنهجة (نياغوا) و(اونغ) ليسا إلا جزءاً من (سيرك) يتنقل عبر العالم في دورات المهرجانات الثقافية السامية والتي ليس للمشاركين فيها مواطن اجتماعية أو وطنية حقيقية محاذية غير ذلك المجتمع الكوني لمستهلكي الفن- العافي والعديد منهم ليسوا إلا سياح ثقافة يمرون بالتجربة المسرحية مرور الكرام.
 يتبع



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح والتداخل الثقافي بين الأمم! 3
- تطورات الميلودراما والمونودراما والميتادراما والسايكودراما
- تطورات الميلودراما والمونودراما والميتادراما والسايكودراما 2
- لغة المسرحية بين الفصحى والعامية!
- سوء استخدام المصطلح المسرحي!
- معنى الإخراج المسرحي!
- هل تكفي الموهبة لتحقيق منجز فنّي راسخ؟!
- عن المسرح الوطني البريطاني
- أيريان منوشكين ومسرح الشمس
- غياب المسرحية الموسيقية! 2
- كيف يطوّر الفنان المسرحي عمله؟
- يوجين أونيل في بغداد! 2
- الفرقة القومية للتمثيل.. وتناسي تعليمات تنظيم عملها
- جان جينيه في بغداد!
- ماذا أعددنا للاحتفال بيوم المسرح العالمي؟
- المسرح العربي والعالم
- يوجين أونيل في بغداد!
- المسرح العراقي يتنكر لروائع المسرح العالمي
- في المسرح.. العمل التجريبي ومدى نجاحه
- القناع والتقنع 2


المزيد.....




- روسيا.. جمهورية القرم تخطط لتدشين أكبر استوديو سينمائي في جن ...
- من معالم القدس.. تعرّف على مقام رابعة العدوية
- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - المسرح والتداخل الثقافي بين الأمم! 2