أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - هل تكفي الموهبة لتحقيق منجز فنّي راسخ؟!














المزيد.....

هل تكفي الموهبة لتحقيق منجز فنّي راسخ؟!


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7211 - 2022 / 4 / 6 - 09:08
المحور: الادب والفن
    


صحيح أن الموهبة شرط من شروط الإبداع الفني ولكنها لا تكفي وحدها لأن أثرها قد يظهر في عمل أو عملين ولكنها سرعان ما تفقد قوتها وتأثيرها إذا لم تدعم بما يسمى (الدربة) أو (التكنيك). وينطبق هذا المبدأ بوجه خاص على الفن المسرحي وبوجه أخص على التمثيل والإخراج، فالموهبة لا تؤهل الشخص لكي يكون ممثلاً بارعاً يجتذب جمهوره في جميع الأدوار التي يمثلها، والموهبة لا تؤهل من يمارس الإخراج في المحاولات الأولى لأن يصبح مخرجاً مقتدراً ،فمهمات المخرج المسرحي كثيرة ولا تنفذها الموهبة وحدها بل لا بد من دعمها بالمعرفة- المعرفة بنواحي الحياة كافة وبالعلوم والآداب والفنون الأخرى، وإذا ما نجح هذا المخرج أو ذاك في هذا العمل أو ذاك لا يعني أبداً انه امتلك ناصية الإخراج وانه يستطيع ان يدير دفة عروض مسرحية أخرى.
وهنا نقتبس شيئاً من المنظّر الكبير (ألكساندر دين) حيث يقول:"إن التوجيه المجرد في الفن لا يمكن ان يخلق فناناً من الشخص الاعتيادي الذي لا يمتلك موهبة موروثة أو ميلا طبيعيا أو شعورا معينا تجاه الفن"..
ويعقّب بعد ذلك قائلاً: "إن الهواة المبتدئين قد يصلحون لأن يكونوا مبدعين ،ولكن لابد أن يكونوا على مستوى معين من الثقافة الفنية المعروفة. وتأتي المعرفة الفنية من الاستنتاجات المستمرة المعتمدة على التجارب الناجحة التي شكلت التكنيك".
المخرج المسرحي الناجح هو القادر على تقسيم النصوص المسرحية ومدى صلاحيتها للعرض في ذلك ومكان معينين، وهو القادر على تحليل النص تحليلاً دقيقاً بما يخص (ثيمته) وما يخص شخوصه وأحداثه. وهو القادر على تفسير ما حلله بالوسائط المتاحة من ممثلين ومناظر وأزياء وملحقات وإضاءة ومؤثرات سمعية وبصرية ،وهو القادر على تدريب ممثلين بما يخص حركتهم وإلقاءهم لحواراتهم. وهو القادر على تصميم مناظر المسرحية وأزيائها وإضاءتها أن يمتلك حساً تشكيلياً ومعرفة معمارية.
المخرج المسرحي المقتدر هو ذلك الذي يمتلك الخبرة المتراكمة والمعرفة الواسعة والشاملة والفرق المسرحية الرصينة سواء كانت مدعومة من الدولة أو من قبل جهات أخرى خاصة تسعى لأن تضم بين ظهرانيها أولئك الممثلين المكتملين موهبة وتقنية وأولئك المخرجين المتمرسين والمصممين الخبراء، ولكي تحقق نجاحات لبرامجها فهي تنتقي الأفضل والأكثر خبرة ولا يمكن ان تعتمد على المبتدئين أو على الهواة ولكن تبقى تغذي عملها بدماء جديدة ،فقد عمدت بعض الفرق المشهورة في العالم إلى تأسيس فرق ظل لفرقها الأصلية وأن تضم إلى تلك الفرق مجموعات الموهوبين وتعمل إدارتها على تزويد أعضائها الجدد بالمعرفة وعلى صقل مواهبهم، وهنا نضرب أفضل مثال لفرق الظل ما فعلته فرقة (أولدفيك) الإنكليزية حين أسست فرقة (يانغ فيك) وخططت لأعضائها برنامجا تدريبيا آخر للعروض المسرحية.
وجدتني مضطراً لأن أطرح هذه الأفكار حين حضرت ندوة فكرية عن الكاتب المسرحي البارع (عادل كاظم) في بيت المدى ولم أجد من بين الجمهور الحاضر إلا عدداً قليلاً من المسرحيين وغاب عن الحضور شباب المسرح ،وكان مثل هذه الندوات التي تقام لاستذكار إبداعات فنانينا المسرحيين وغيرهم ممن أرسوا دعائم الحركة الفنية في بلدنا وطوروا عطاءاتهم ،ولولاهم لما وصلت هذه الحركة إلى ما وصلت إليه من تقدم، والاعتداد بالنفس أهو الاعتقاد أنّ القديم صار بالياً؟ هل اعتقدوا أنهم المجددون الذين تركوا الماضي ولا عودة إليه؟ ألأنهم امتلكوا ثقافة ومعرفة وليس في أدمغتهم مكان للمزيد؟



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المسرح الوطني البريطاني
- أيريان منوشكين ومسرح الشمس
- غياب المسرحية الموسيقية! 2
- كيف يطوّر الفنان المسرحي عمله؟
- يوجين أونيل في بغداد! 2
- الفرقة القومية للتمثيل.. وتناسي تعليمات تنظيم عملها
- جان جينيه في بغداد!
- ماذا أعددنا للاحتفال بيوم المسرح العالمي؟
- المسرح العربي والعالم
- يوجين أونيل في بغداد!
- المسرح العراقي يتنكر لروائع المسرح العالمي
- في المسرح.. العمل التجريبي ومدى نجاحه
- القناع والتقنع 2
- بل منذ ست وأربعين سنة ونحن ننتظر غودو!
- ضرورة إحياء الفرق المسرحية الخاصة – الأهلية
- مسرح الطفل الرافد الأساسي للحفل
- المسرح والطقس
- المسرح والطقس 2
- ماذا يعني (المسرح الموسيقي)
- مسرحيات السيرة الذاتية


المزيد.....




- استبدال بوستر مهرجان -القاهرة السينمائي-.. ما علاقة قمة شرم ...
- سماع الأطفال الخدج أصوات أمهاتهم يسهم في تعزيز تطور المسارات ...
- -الريشة السوداء- لمحمد فتح الله.. عن فيليس ويتلي القصيدة الت ...
- العراق يستعيد 185 لوحا أثريا من بريطانيا
- ملتقى السرد العربي في الكويت يناقش تحديات القصة القصيرة
- الخلافات تهدد -شمس الزناتي 2-.. سلامة يلوّح بالقضاء وطاقم ال ...
- لماذا قد لا تشاهدون نسخة حية من فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- ...
- محمد المعزوز يوقع روايته -أول النسيان- في أصيلة
- مهرجان كتارا الـ11 يواصل فعالياته بمشاركة نخبة من الروائيين ...
- مهرجان كتارا الـ11 يواصل فعالياته بمشاركة نخبة من الروائيين ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - هل تكفي الموهبة لتحقيق منجز فنّي راسخ؟!