أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - أهمية إحياء الفرق المسرحية الخاصة














المزيد.....

أهمية إحياء الفرق المسرحية الخاصة


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7223 - 2022 / 4 / 19 - 09:28
المحور: الادب والفن
    


الحركة المسرحية في أي بلد من البلدان في العالم لا تعتمد على أنشطة جهة واحدة هي الجهة الرسمية بل تعتمد بالدرجة الثانية وربما الأكثر أهمية والأوسع انتشاراً، على نشاطات المجتمع المدني التي تتغلغل بين أفراد المجتمع ككل مما يجعل تلك النشاطات منافسة حقيقية لما تقدمه الجهة الرسمية.
وفي العراق كان لحركة الفرق المسرحية الخاصة "الأهلية" الدور الكبير في إرساء دعائم المسرح ، فلولا "فرقة المسرح الحديث" و"الفرقة الشعبية للتمثيل" و"فرقة مسرح البر" و"فرقة اتحاد الفنانين" لما حدث ذلك الزخم المتصاعد من العروض المسرحية قبل أن تتأسس فرقة الدولة لـ"الفرقة القومية للتمثيل" رسميا عام 1968 وقبلها بشكل غير رسمي عام 1964، والأكثر من ذلك ان معظم أعضاء الفرقة القومية للتمثيل من ممثلين ومخرجين نشأوا من رحم الدولة وقد أغرتهم الرواتب الشهرية التي يتقاضونها جراء عملهم في هذه الفرقة في حين لم يكونوا يحصلون على مردود مالي جراء عملهم مع الفرق الخاصة وأحياناً مردود ضئيل.
كانت الفرق الخاصة تنتج مسرحياتها بميزانيات شحيحة تتكون من تبرعات الأعضاء والأصدقاء ولم تكن تتلقى معونات مالية من الدولة إلا في السنوات الأخيرة من القرن العشرين ،ومع ذلك فقد كانت عروضها جذابة ومؤثرة جداً في جمهورها الذي أخذت أعداده تتزايد على مر الأيام وذلك لأن اختباراتها من المسرحيات يعتمد بالدرجة الأساس على موضوعات تهم أبناء الشعب وخصوصاً من الطبقة الكادحة.
لقد كان للفرق الخاصة الدور الرئيس في تجديد حركة المسرح في العراق وذلك عن طريق تقديم مسرحيات بمضامين متنوعة وبأساليب وأشكال متنوعة ابتداءً من الواقعية ومروراً بالرمزية والتعبيرية وانتهاءً بمسرح اللامعقول والمسرح الوثائقي، لقد كان مسرح بغداد وفرقة المسرح الفني الحديثة معهداً آخر بجانب معهد الفنون الجميلة يعلم تقنيات المسرح وأساليب الإخراج والتمثيل لأعضائه الأساسيين والضيوف. لقد قدمت الفرقة على سبيل المثال مسرحية "تموز يقرع الناقوس" لعادل كاظم وهي مسرحية تاريخية، وقدمت مسرحية "الخرابة" ليوسف العاني وهي مسرحية وثائقية ،وقدمت مسرحية "في انتظار غودو" وهي من مسرح اللامعقول، وقدمت فرقة المسرح الشعبي "الشعبية سابقاً" "فلوس" وهي من المسرح الواقعي، وقدمت "أشجار الطاعون" لنور الدين فارس وهي من المسرح الريفي، وقدمت فرقة اتحاد الفنانين "طنطل" لطه سالم وهي من اللامعقول وقدمت "البيت الجديد" لنور الدين فارس وهي من المسرح الرمزي.
اليوم يفتقد المسرح العراقي مثل ذلك التنوع في العروض المسرحية، بل يفتقد نشاطات تلك الفرق الفعالة التي حققت رصيداً عالياً للمسرح في العراق والأساليب معروفة لذلك الفقدان ،أولها الوضع الأمني غير المستقر وثانيها عدم امتلاك تلك الفرق مقرات تأوي إليها كي تنظم عملها وثالثها تفرق أعضاؤها بل وهجرة معظمهم خارج البلاد بسبب الظروف الصعبة التي مروا بها في الماضي والظروف الصعبة التي تسود بلدهم في الحاضر، ورابعها وهو الأهم عدم وجود دعم مالي من جهة رسمية "وغير رسمية كي يكون بإمكانها مواصلة عملها".
لقد كونت حصيلة تلك الفرق تراث المسرح العراقي وإذا كنا نعتز بتراثنا الثقافي فلنعمل على إحياء تلك الفرق ومساعدتها على مواصلة عملها وعلى لمّ شمل أعضائها وإن ظلت تلك الفرق أو غيرها غائبة عن الساحة المسرحية فإن هذه الساحة ستظل فقيرة في العطاء والإبداع.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح والتداخل الثقافي بين الأمم! 2
- المسرح والتداخل الثقافي بين الأمم! 3
- تطورات الميلودراما والمونودراما والميتادراما والسايكودراما
- تطورات الميلودراما والمونودراما والميتادراما والسايكودراما 2
- لغة المسرحية بين الفصحى والعامية!
- سوء استخدام المصطلح المسرحي!
- معنى الإخراج المسرحي!
- هل تكفي الموهبة لتحقيق منجز فنّي راسخ؟!
- عن المسرح الوطني البريطاني
- أيريان منوشكين ومسرح الشمس
- غياب المسرحية الموسيقية! 2
- كيف يطوّر الفنان المسرحي عمله؟
- يوجين أونيل في بغداد! 2
- الفرقة القومية للتمثيل.. وتناسي تعليمات تنظيم عملها
- جان جينيه في بغداد!
- ماذا أعددنا للاحتفال بيوم المسرح العالمي؟
- المسرح العربي والعالم
- يوجين أونيل في بغداد!
- المسرح العراقي يتنكر لروائع المسرح العالمي
- في المسرح.. العمل التجريبي ومدى نجاحه


المزيد.....




- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...
- منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع ...
- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - أهمية إحياء الفرق المسرحية الخاصة