أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - صلاح القصب مجدد مسرحي مؤثر














المزيد.....

صلاح القصب مجدد مسرحي مؤثر


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7227 - 2022 / 4 / 23 - 10:08
المحور: الادب والفن
    


عرفت (صلاح القصب) أولاً ممثلاً مبدعاً يثير خيال المخرج ويحفزه لأن يزيد وكان ذلك عندما مثل دوراً مهماً في مسرحية يوجي اونيل التي أخرجتها لمعهد الفنون الجميلة أواخر عام 1964 وأعتقد انني لأول مرة اتخذت من أجساد الممثلين مادة للتكوينات المسرحية المعبرة وكان (صلاح) أكثر زملائه استجابة للتقنية.
ظهرت ميول (صلاح القصب) للتجديد والخروج على المألوف عندما اخرج مسرحية بريخت القصيرة (محاكمة لوكولوس) وفيها استخدم (شخاطة) رمزاً لتابوت مما أثار جدلاً قوياً بين أعضاء هيئة التدريس حول ذلك الاستخدام الغريب وكنت من الذين وقفوا الى جانبه وذلك لان تلك التقنية تثير التساؤل والتأمل، وتحقق ميله الى التجديد عندما اخرج مسرحية جعفر علي (الأبيض والأسود) حيث استخدم تقنية الأقنعة بشكل يثير التساؤل أيضا، وعزز ذلك الميل عندما أخرج مسرحية أعدها عن (ملحمة كلكامش) بعنوان (بوستر سياسي) حيث مزج بين الوثيقة والصورة ومقاطع من الملحمة بتقنية (الكولاج).
في (هاملت) التي أخرجها لطلبة أكاديمية الفنون الجميلة بعد عودته من بعثة الى رومانيا واطلاعه على الأساليب المسرحية المختلفة، أظهر (صلاح) اتجاهه نحو التجريب وذلك استناداً الى فرضية (الشخصية المزدوجة) أو (ازدواج الشخصية) فيمثل هذه الظاهرة السايكولوجية في شخصية (هاملت) التردد بين الثار والتأمل وشخصية (الأم) التي خانت زوجها الملك وشاركت في قتله مع (العم) والوزير (بولوينوس) ذي الوجهين، وبقي استخدامها لمفردات تدل على أجواء الهنود الحمر او القبائل الأفريقية موضع تساؤل.
دعاني (صلاح) لتمثيل دور (لير) في مسرحية شكسبير (الملك لير) وكان معي الشاب (كريم رشيد) يمثل الدور نفسه ولفت انتباهي إن هيأتي الجسمانية وصوتي وخبرتي تختلف تماماً عن هيأة كريم وصوته وخبرته، وأثناء التمارين أدركت رؤية (صلاح) ومعالجته الإخراجية وبنيتها وخصوصاً تقنية استخدام قطعة القماش البيضاء الكبيرة التي استخدمت كدوال مختلفة لمدلولات مختلفة وبينها أمواج البحر التي يغرق فيها ذلك الملك العجوز الذي تنكرت له ابنتاه بعد ان منحهما كل مملكته، ولأن استخدام ذلك القماش قد حقق لصلاح ما سماه (مسرح الصورة) حيث استطعنا انا والممثلون الآخرون ان نشكل منها صوراً مختلفة، في ذلك العمل كان (صلاح) يهتم فعلاً بالصورة المسرحية أكثر مما يهتم بأداء الممثل وبناء الشخصية الدرامية.
بعد (الملك لير) شاركت مع (صلاح) في مسرحيتين لانطون جيكوف هما (الخال فانيا) و(الشقيقات الثلاث)، ولا أدري لحد اليوم لماذا يعجب (صلاح) بشكسبير وجيكوف وكلاهما ينتميان الى المسرح التقليدي في حين ان توجهاته لمخرج تجريبية وهناك العديد من مؤلفي المسرحيات من تتقارب مسرحياتهم مع توجهه هذا، في كلا المسرحيتين وقبلها مسرحية شكسبير لم يلتزم (صلاح) بنص المؤلف وهذا قد حدث ايضاً عندما أخرج (ماكبث) لطلبة كلية الفنون، فتراه يحذف عدداً من الشخصيات وعدداً من المشاهد من نص المسرحية، ونذكر على سبيل المثال ان حذف شخصيتين من الشقيقات الثلاث وأبقى على واحدة.
من خصائص (صلاح القصب) الإخراجية تأسيس تصورات مسبقة لمعالجته الإخراجية ويظل يتأمل تلك التصورات لمدة تسبق العرض ومثلاً على ذلك أسس ما يشبه المقبرة في إحدى قاعات قسم الفنون المسرحية بكلية الفنون قبل شهور من عرض المسرحية للجمهور.
ومن خصائصه أيضاً الاهتمام بالصورة المسرحية كما ذكرت سابقاً وذلك الاهتمام يقوده الى تحقيق أجواء تجتذب الجمهور بقوة ومن مظاهر تلك الأجواء تشتيت البؤرة حيث ترى داخل الصورة الواحدة عدداً من الأجسام المتحركة في آن واحد، ولعل تقنية التشظي هي الأبرز في عملية (صلاح الإخراجية) والتلقائية والصدفة ومزج العناصر المتناقضة وعدم الوحدة الفنية والتزامن والحرية التامة كلها من خصائص المدرسة الدادائية أو السوريالية وليس من خصائص مسرح الصورة وحسب فمسرح الصورة كما اقترحه المخرج الايطالي (فرانكو زيغيريلي) ومن قبله المبدع (غوردن كيريغ) لا تلجأ الى تقنيات مشابهة لتقنيات المدرستين المذكورتين.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مازال الممثلون العراقيون يبالغون!
- (أرامل) ومسرح ارييل دورفمان!
- مسرح المقهورين أو المسرح المضطهد!
- تأثر الكاتب العراقي بأساليب مسرح الغرب!
- الخلاف بشأن المسرح الشعبي
- الخلاف بشأن المسرح الشعبي 2
- الدراما الوثائقية
- أهمية إحياء الفرق المسرحية الخاصة
- المسرح والتداخل الثقافي بين الأمم! 2
- المسرح والتداخل الثقافي بين الأمم! 3
- تطورات الميلودراما والمونودراما والميتادراما والسايكودراما
- تطورات الميلودراما والمونودراما والميتادراما والسايكودراما 2
- لغة المسرحية بين الفصحى والعامية!
- سوء استخدام المصطلح المسرحي!
- معنى الإخراج المسرحي!
- هل تكفي الموهبة لتحقيق منجز فنّي راسخ؟!
- عن المسرح الوطني البريطاني
- أيريان منوشكين ومسرح الشمس
- غياب المسرحية الموسيقية! 2
- كيف يطوّر الفنان المسرحي عمله؟


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - صلاح القصب مجدد مسرحي مؤثر