أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - الارتجال وأهميته في تلقائية أداء الممثل














المزيد.....

الارتجال وأهميته في تلقائية أداء الممثل


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7233 - 2022 / 4 / 29 - 11:44
المحور: الادب والفن
    


يربط البعض من العاملين في المسرح بين الخروج على النص الذي يلجأ إليه بعض الممثلين في المسرح التجاري وبين الارتجال ويشيدون بمن يفعله كونه دلالة على سرعة البديهة ونوعا من الإبداع وبذلك يسيئون الى المصطلح او الى التقنية الأدائية التي يلجأ إليها الممثلون في المسرح التجريبي على وجه الخصوص، والملاحظ ان الخروج على النص لا يحدث إلا في عروض المسرحيات التي تنطق باللهجة وليس باللغة القياسية إذ تبقى اللغة الفصحى عصية على أولئك الذين يخرجون على النص بينما تبقى اللهجة أو اللغة العامية الدارجة سهلة المنال ومن هنا ينتج الاستسهال في المسرح التجاري-الرخيص.
الارتجال كمصطلح فني معاصر يرتبط بالابتكار يلجأ إليه الممثلون في المعاهد الفنية وفي بعض الفرق المسرحية لغرض طرح بدائل وخيارات في الأداء الصوتي والجسماني، وله جذوره التاريخية حيث التراجيديا الإغريقية نشأت عند ارتجالات قائد الجوقة في الطقس الديني (الديثيرامي) وتوقف الارتجال او غاب عن المسرح بعد ان كتبت النصوص المسرحية بالشعر في البداية وبالنثر بعدئذ الى ان ظهرت فرق (الكوميديا دي لارتا) الايطالية حيث راح ممثلوها يرتجلون أدوارهم على وفق خطوط عريضة للحكاية يتفقون عليها مسبقاً ومن المعروف ان معظم تقاليد الكوميديا فيما بعد وتقاليد المهرجين في السيرك سمحت للمؤدين ان يؤسسوا علاقة ودية مع الجمهور بواسطة إلقاء (نكات) وطرائف مرتجلة، وقد نصح (هاملت) في مسرحية شكسبير في توجيهاته لفرقة التمثيل التي استدعاها لتمثل حادثة مشابهة لمقتل الملك ابيه ان لا ينطقوا كلاماً غير الذي يكتبه لهم أي أن لا يرتجلوا.
يمكن القول بأن أي عرض مسرحي فيه تفاعل مباشر مع الجمهور يحتمل محتوى مرتجل ولكن الارتجال كصيغة مسرحية منفصلة قد تشكل من خلال تمارين التمثيل في الولايات المتحدة وفي بريطانيا في أواسط القرن العشرين وخصوصاً عندما اشاعته (فيولا سبولين) في كتابها (الارتجال في المسرح) 1963.
عموماً تعتمد صيغة الارتجال على بناء الفعل الدرامي على شكل العاب او وفقاً لقواعد تقليدية تشابه ما كانت تحتويه سيناريوهات الكوميديا دي لارتا، أي الاتفاق على الخطوط العامة للحكاية التي يراد تمثيلها على المسرح، وأصبح الارتجال أحد وسائل تدريب الممثل ليكون تلقائياً في ادائه ويبتعد عن التكلف والاصطناع، ولذلك يتطلب الارتجال عوامل مساعدة هي كالآتي:
1. التخطيط: حيث لابد من وضع خطة عامة في ذهن الممثل المرتجل بعد أن يتوضح له مفهوم الارتجال وأهدافه.
2. المزاج: يجب على الممثل المرتجل ان يقرر مسبقاً الجو النفسي للمشهد الذي يريد أن يرتجله، أي مزاج المشهد هل هو كئيب أم فرح؟
3. الشخصية لابد أن يقرر الممثل مسبقاً نوع الشخصية التي تنفذ الحدث من حيث أبعادها العضوية والاجتماعية والنفسية وطبيعة المواقف التي تمر بها.
ولعل من أهم المصادر التي يمكن للمثل المرتجل ان يرجع إليها ما يأتي:
1. الملاحظة المباشرة، تتكرر إرشادات المدرسين والمخرجين للممثلين بأن يراقبوا الناس وسلوكهم في الحياة اليومية وربما عليهم أيضا ان يراقبوا سلوك الحيوان وما يدور في الطبيعة من ظواهر.
2. الحساسية: ويقصد بها سرعة الاستجابة للمؤثرات الخارجية والمؤثرات الداخلية – الغرائز والأحاسيس والمشاعر- الدوافع.
3. سعة المخيلة، اتسعت مخيلة الممثل كلما استطاع أن ينفذ تمارين الارتجال بدقة وبصدق.
4. تركيز الانتباه، على الممثل المرتجل أن يركز انتباهه أولا على نفسه وفق مبدأ (الهنا والان) أي ماذا يفعل في هذا المكان وفي هذا الوقت.
وان يركز انتباهه ثانياً على الممثلين الموجودين معه سواء كانوا موجودين فعلاً ام يتخيلهم، وعليه ايضاً ان يركز انتباهه نحو جميع الموجودات التي تحيط به.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من رسائل الأصدقاء
- تساؤلات عن منظمات فنية عربية؟!
- استخدام التكنولوجيا في المسرح المؤيدون والمعارضون
- المسرح والسياسة
- ظاهرة التعري على المسرح
- متى يكون المسرح احتفالياً؟!
- المبتكرات الجديدة في المسرح
- في المسرح.. الثرثرة ضد الإبداع
- صلاح القصب مجدد مسرحي مؤثر
- مازال الممثلون العراقيون يبالغون!
- (أرامل) ومسرح ارييل دورفمان!
- مسرح المقهورين أو المسرح المضطهد!
- تأثر الكاتب العراقي بأساليب مسرح الغرب!
- الخلاف بشأن المسرح الشعبي
- الخلاف بشأن المسرح الشعبي 2
- الدراما الوثائقية
- أهمية إحياء الفرق المسرحية الخاصة
- المسرح والتداخل الثقافي بين الأمم! 2
- المسرح والتداخل الثقافي بين الأمم! 3
- تطورات الميلودراما والمونودراما والميتادراما والسايكودراما


المزيد.....




- توم هولاند -متحمس للغاية- لفيلم -Spider-Man 4-.. إليكم السبب ...
- 100 فيلم لا تُنسى.. اختيارات نيويورك تايمز لسينما الألفية ال ...
- الحكم على ثلاثة بالسجن لمساعدتهم في جريمة قتل مغني الراب سي ...
- مقتل المشرفة الموسيقية السابقة في برنامج -American Idol- وزو ...
- أيقونات من رماد الحرب.. فنان أوكراني يحوّل صناديق الذخيرة إل ...
- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - الارتجال وأهميته في تلقائية أداء الممثل