أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - كيف يطور الفنان المسرحي عمله؟














المزيد.....

كيف يطور الفنان المسرحي عمله؟


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7345 - 2022 / 8 / 19 - 00:48
المحور: الادب والفن
    


القليل والقليل جداً من فناني المسرح من يريد الإبقاء على حاله الفني ولا يعمل على تطوير معارفه وقدراته وتوسع مساحات وميادين عمله. والفنان الحقيقي هو ذلك الذي يتطلع إلى التجديد والذي يعمل على الدوام للتقدم إلى أمام، ولا يبقى يراوح في مكانه ففي المراوحة وفي الجمود موت.
هنا أضرب مثالاً لأولئك الفنانين المسرحيين الذين لا يريدون التوقف عند حد في مسيرتهم ولا يريدون التوقف عند ما وصلوا إليه من إبداع وشهرة عالمية انه المخرج العالمي الشهير (بيتر بروك) الذي يعرفه جميع مسرحيي العراق منذ مرّ بثلاث مراحل تطويرية في حياته الفنية: الأولى من 1945 إلى 1963، وهي بدايات عمله مخرجاً مسرحياً حيث مارس سياقات وأساليب متعددة في معالجاته وكان في سن الثانية والعشرين عندما اختير مخرجاً للأوبرا في دار الأوبرا الملكية (كوفنت غارون) بلندن، وعندما أصبح (بروك) في الثانية والثلاثين كانت حصيلته الإخراجية حوالي أربعين إنتاجاً تتراوح بين مسرحيات شكسبير وأدبرات، وكان أبرزها مسرحية (جهد الحب الضائع) لشكسبير وفيها ركز على النواحي البصرية أكثر من السمعية مسرح الصورة، (سالوبن) لشتراوس التي صمم ديكوراتها الرسام السوريالي الشهير (سلفادور دالي)، و(ثيتوس اندرونيكوس) لشكسبير حيث العنف المفرط وشارك في تمثيلها كل من الممثل الكبير (لورنس اوليفيه) والممثلة الرقيقة (فيفيان لي)، و(الملك لير) لشكسبير والتي أسبغ عليها لمسات اللامعقول.
ولم يقف (بروك) عند الكلاسيكيات في تلك المرحلة بل خاض تجارب مع الدراما الحديثة لمؤلفين طليعيين أمثال (كوكتو وآنوي وجينيه ودورنمان)، وواضح بأنه في تلك المرحلة كان يركز على اكتشاف المتضادات في المسرحيات التي يخرجها والتأكيد على الصورة ولذلك سماها (مرحلة الصور أو الرؤى).
المرحلة الثانية هي مرحلة البحث والتعلم والإنضاج وخلالها حاول أن يبتعد عن الصيغ المسرحية المهيمنة على الحقل المسرحي في حينها واعتبرها قيوداً للإبداع كما انه راح يبحث عن لغة مسرحية جديدة تعكس الواقع المعاصر المعقد وقد أنضجت له هذه المرحلة انتاجات مسرحية متفردة وسماها (مسرح الزعزعة) توجها بذلك العمل التقليدي/ التجريبي (هاملت) التي أخرجها وفق تقنيات (مسرح القسوة) لآرثو وبالتعاون مع الناقد (مارويتز) حيث قاما بمونتاج للمسرحية واكتفيا بالمشاهد التي يمكن تطبيق تلك التقنيات (وخصوصاً الطقسية) عليها، وكانا يريدان الكشف عن مدى قسوة العالم والمجتمع المتحضر تجاه الإنسان المكافح من اجل البقاء، وبعد ذلك اخرج مسرحية بيتر فايس عن الثورة الفرنسية (مارا - صاد) بالصيغة الاحتفالية التي نفذها الممثلون وهم يمثلون نزلاء مصحة (شاترتون) للأمراض النفسية والعقلية، وفي عام 1966 وإحساساً منه بضرورة المساهمة في حركة الاحتجاج على الحرب في فيتنام دعا أعضاء فرقة شكسبير لارتجال مسرحية وثائقية تدقيق تلك الحرب فكانت مسرحية (يو أس)، وكان من حصيلة المرحلة الثانية تركيزه على أهمية العمل التعاوني الطاقمي في الفرقة المسرحية واعتماده على إبداع الممثل أكثر من اعتماده على رؤيته الإخراجية وقام بتطبيق هذا المبدأ الفني عند إخراجه مسرحية شكسبير (حلم ليلة صيف) التي حول فيها مكان الأحداث من غاية إلى ما يشبه حلبة السيرك حيث راح الممثلون الذين مثلوا (العشاق الأربع) وكذلك ممثلو أدوار (الجن) يمارسون الألعاب البهلوانية والأرجحة على (الترابيز).
وتمثلت المرحلة الثالثة في تأسيسه (المركز العالمي للبحث المسرحي) في باريس عام 1970، وفي هذه المرحلة أراد (بروك) أن يؤكد أن المسرح فن شمولي لا يخص بلد معين أو امة معينة ولذلك قام بإنتاج (مؤتمر الطيور) للفيلسوف التركي (العطار) وتتعرض المسرحية الى مجموعة من الطيور يبحثون عن آلهتهم، وأعد وأخرج (المهابهارات) عام 1985 وهي ملحة دينية سنسكريتية، وشارك في تمثيل العرضين ممثلون من جنسيات مختلفة وكان في ذهنه خلق لغة أممية ونموذج درامي يجمع ما هو سردي وتعددي ونفسي مع ما هو شعري ورمزي وروحي وما هو جسدي، ما هو اجتماعي وما هو سياسي مستكشفاً مضامين وأشكال المسرح الشعبي بنظرة انتقائية ببساطة جمالية وعلاقات متحولة، وظل (بروك) مواصلاً نهجه في التدخل الثقافي للشعوب ومتجولاً في مختلف البلدان شرقاً وغرباً، ولا ندري إن كان سيمر ذلك المبدع المسرحي بمرحلة رابعة أم لا.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح التركي وكليوباترا
- أين هم الممثلون المسرحيون؟
- كاظم الساهر وملحمة كلكامش مرة أخرى!
- الخدمة العظيمة التي يقدمها المسرح للوطن
- منهج (لابان) في حركة الممثلين والراقصين
- الارتجال وأهميته في تلقائية أداء الممثل
- من رسائل الأصدقاء
- تساؤلات عن منظمات فنية عربية؟!
- استخدام التكنولوجيا في المسرح المؤيدون والمعارضون
- المسرح والسياسة
- ظاهرة التعري على المسرح
- متى يكون المسرح احتفالياً؟!
- المبتكرات الجديدة في المسرح
- في المسرح.. الثرثرة ضد الإبداع
- صلاح القصب مجدد مسرحي مؤثر
- مازال الممثلون العراقيون يبالغون!
- (أرامل) ومسرح ارييل دورفمان!
- مسرح المقهورين أو المسرح المضطهد!
- تأثر الكاتب العراقي بأساليب مسرح الغرب!
- الخلاف بشأن المسرح الشعبي


المزيد.....




- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - كيف يطور الفنان المسرحي عمله؟