أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - إليكِ عني أيتها الحرب














المزيد.....

إليكِ عني أيتها الحرب


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 7334 - 2022 / 8 / 8 - 16:04
المحور: الادب والفن
    


أُريد أن أغفو قليلا!
جاء المأمور برأس إلى أمه
لم يكن لدينا قماش أبيض ولا أسود
هُرعنا إلى القمّاش
قال ابنه الصغير: بابا ذهب إلى الحرب!
عدنا مع البردي نصفرُ لحنا
- بلا راية
الوطن على خوذنا بلاراية
لكنه يخفق في دواخلنا
وسيخرج من بلاغتنا بعد حين!
من الجبل
سقطَ صديقي من الجبل
على رأس الكلمات الخائنات!
فأيقظ أشواقنا معا
للهروب إلى أوروبا عبر تركيا
ولم نصل
بقينا بلا حراس يا عواطفي العارية
ماذا سنفعل قبيل الفجر
دموع السهوب المترامية في خضرة قلبي طويتها
ولم نصل
من المدرسة
أخذتني دبابة من المدرسة
لأن المعلم كان عند الطبيب!
خلعتنا ضرس الحرب
تلك التي تُقشِّرُ
الجنودَ على المائدة
وتنكتُ نواتهم بسكّينها
تقول ليليان بابا (1)
فأبتسم ويخرج من بين أسناني سلاح أبيض!
في الإجازة الأخيرة
سألتني أمي في الإجازة الأخيرة
عن معنى أسلحة التدمير الشامل
فغيرتُ الحديثَ إلى سيارة جارنا الجديدة (2)
فتحتِ الطائراتُ فتحةً لكي نتنفس
فجاءتْ يدٌ وخاطتِ الكواكبْ
يوم أمس لم أَنَمْ أيضا
لبستُ ثماني سنين
وخرجتُ من الحلم
صوتٌ يُشبه الرعد
هل كانتْ طبولا؟!
شيء ما يشبه الدخان
ليس ضبابا
في الأرض الحرام
لمحتُ ذئباً ينعس
في الأرض الحرام
ذيله ممدود في بيتي
بعد ذلك
احترقتِ الأرضُ انطفأتْ عليها ذكرياتي
يقولون بأن الشعر يغير العالم
والأسلحة أخفقتْ
لم أصدقْ حتى نوَّهَتْ بي
ذراعٌ مبتورة
نبتَ عليها الريش في خزانة ملابسي
يا للّيل كم هو أعمى؟!
ضرير يقوده كلب مبصر
أدرتُ وجهي عمّا أحب قليلا
فانقلبتْ طائرة على عقبيها
تَبيَّنَ وجه النهار أزرقَ مليئاً بالكدمات
ثم طلعتْ خوذة وعظمان متصالبان
ما أضيع الأفكار؟!
أمام شتاء طويل بلا نوافذ
وفي أية ارخبيلات تتلاطم أشواقنا؟!
من يذكر
شاطئاً أظلم بعد فوات أوان عينينِ عراقيتينِ
أو بحراً
يلظم أمواجه
خيطٌ من شبابنا؟
يشرق وجه حسين (3)
بين شفتيه سيكارة
كان يخجل أن يدخنها في حضرتي
أمام نظرتي الصاعدة إلى هامتك
الحياة المرقطة تجثو على ركبتيها وتقبل حذاءك
وداعاً
سنلتقي يوما ما!
طلع الفجر على الخنادق
خرج الجنود الإيرانيون
وأعطونا خبز (ركَاك) وفستقا
قلنا إذن لماذا الحرب؟
قالوا لأن قلب الإنسان يمرض أحيانا!
_______________
(1) ليليان إبنة الشاعر.
(2) هدية من السعودية مقابل كل قتيل في الحرب.
(3) حسين هو شقيق الشاعر فقد في الحرب العراقية الإيرانية عام/ 1982.



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيمس ويب ثورة كوبرنيكية في علم الفلك
- جذور الشر في فيلم الشريط الأبيض لمايكل هانيكه
- رثاء عقيل علي
- هل الشعر فعلاً في أزمة دائمة؟!
- علم أوكرانيا
- جمالية الوصف السردي في كتاب ( الطريق إلى الناصرية) لطارق حرب ...
- الجندي في حديقة التوليب!
- العيد الوطني والبيرة الهولندية ونهاية الجائحة!
- ناصرية مكسيك (الفصل الرابع) قتل الإناث وإزالة الغابات!
- ناصرية مكسيك (الجزء الثالث)
- ناصرية مكسيك (الجزء الثاني)
- غزوة أوميكرون!
- كورونا وأخواتها .. (25) عينا الشرطيّة الزرقاوان!
- لمناسبة صدور كتاب (في سجن الأحكام الخاصة) لأحمد عبد الستار
- جوع
- فيلم (قتلوا أبي أولا) إخراج إنجيلا جولي أطفال المعسكرات في ك ...
- فيلم (رينو في القارة السوداء) جمال المغامرات في الصحراء وصعو ...
- تخفيف القيود وعودة المتسوّلين!
- فيلم الجحيم -El Infierno- كوميديا سوداء عن صراع عصابات المخد ...
- دلتا ولامبادا ونعيق النوارس!


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - إليكِ عني أيتها الحرب