أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - جوع















المزيد.....

جوع


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 7101 - 2021 / 12 / 9 - 17:11
المحور: الادب والفن
    


ألا ليت ربي يقلب الكون بغتة وينشؤه حالا لأنظر ما يجري
فأما يزيد الرزق لي أو يميتني ويمحو اسمي المسطور من دفتر الدهر!
عمر الخيام
"الرباعيات"
أحب أن أحيا عراقياً
وأنسى لقمة سقطتْ من فمي
بباب موزع التموين!
يا لطول النهارات؟!
كم بالطوابير أوقفتنا
إلى أن أمستْ خيوطا أرجلنا؟!
يا للمساءات
التي بعدما عددتنا
نسيتنا
وتاهت بين النجوم؟!
وأي طعم للطحين كان
تحت لسان من المرارات؟!
عبر السنوات
والجبال
والغيوم
كم رفعتُ
أيها الطاعم الكاسي إليكَ
قرقعة القدور الفارغة!؟
لكن أخفضتني يداك الطويلتان،
يداك المشعرتان المحلقتان في الآفاق
في أي أرض لا تدور كنا وقفنا طويلاً ولا ندري؟!
أرض السواد أم ....
لا أحب أن أفكر بما يمكن أن يقال
بعد مئة عام من اليوم :
آه..
لقد تعذب العراقيون قبل مئة عام
أكثر مما ينبغي
ذلَّ الشعب بباب موزع التموين
أكثر مما توقعته الأقدار
بينما ثرواته تحت تراب نعاله زعفران!
يقتل البعير العطش
وسنامه يفيض بالنفط يمنة ويسرة
يفطس الجنود
وتحت خوذهم دنانير بلا رصيد!
- إلى متى يا إلهي
يذبل جمال الفتيات في محفظات الجنود؟!
وخصلات من شعورهن
رهن أيدي العرفاء المتيبسة
والإجازات
إذا لوح بها من بعيد
من قلم السرية
في باب النظام
من وراء العارضة الخشبية
من أمام الضابط الجهول؟!
تعرق الأيدي على الزناد
ولا جهات
وهل أتى عدوٌ؟!
كان يأتي الصديق وقلبه مترع بالشموس والرغبات
وأكتافه سلال ملآى بأرزاق سومر
من الأصلاب والأرحام
أيها القادمون من الأصلاب والأرحام
من هناءة الحب في الرافدين
بعد عشرة..مئة..مئتين
لو تعلمون
كم انغلقتْ على أفواهنا سموات الوطن!؟
الرغيف الذي يضع عليه
ضابط المخابرات إمضاءه
يؤكل
الذي لا يختم في مديرية الجوازات
يبرد ويتعفن
بينما الذي لا يصير طينا
مثل أسف عشتار
فبرمشة عين يمسي رمادا!
تحت كل دالية ولود ومعصرة
لا بد من أمل أخير
لكي نعبر به أسوار أوروك ذات الحظائر
عبر معنا...
مديح الليالي التي طوتها ماسورة وشرارة
عبرت نجمة الصبح
التي من كثرة مابردتْ في صحوننا
إقشعرت جلودنا من برد السموات
هكذا..هكذا
إنتهينا إلى لقمة
سيدونها المؤرخون
وهم يعلقون في عروات ستراتهم
أجراس المجاعات
هكذا ..هكذا
ألرسامون آلهة الألوان ورسم المصائر
كيف يتفننون
إذا لم يجعلوا نيرانها
تصطفق تحت قلوبنا
بحيث لن يجد الجياع بعدها
ما يودعون به سنواتهم
التي جاءت من أجلها آلات الحصاد!
- أيها الطاعم الكاسي
إن كان تقوَّسَ مثل اضلاعي عليكَ
أرني جسر الناصرية الذي شيدته شركة انكَليزية
وافتتح في عهد الزعيم
إن كان تقوس مثل أضلاعي عليك
فمرت دروعك ومدافعك..إلى أين؟!
جسر منثورة عليه النجوم نثرا
وتحته غرقى
وبينهما دموع الأمهات
والآباء يصفقون الراح بالراح!
- أيها الطاعم الكاسي
أرني
وأنا أحنو على ظلالك المتراقصة بين قدميك
أين صبتْ أنابيب نفطك الخام والمصفى؟!
عباراتك الشعرية المغلفة بسليفون شهقاتنا
ودموع أمهاتنا في المستشفيات
كيف صغتها شموسا لأناشيدك!؟
هباتك إلى المرتزقة..
يااااه..كم فيك من هبات!؟
رشاك إلى دهاقنة سياسة
ملوك
قوادين
رؤساء وزارة
سحرة ماكرين
فنانات
راقصات..إلخ
إنني أرفعك أيها الطاعم الكاسي
أخفضك
أنفد فيك صبرك
أخفقك
أخرج زبدتك
إنني أرثي لحياتنا فيك
رافعا مع الندابات في معابد سومر
صواني شموع لاتطفئها ريح
أراني أركض في شوارعك
مجنونا من شدة الهول فيك
أكسر تماثيلك أبول على جدارياتك
...
لكنني أتفائل مع المتفائلين
أضحك مع الضاحكين
وكلما سألني صديق عن الوقت
عن الزوال..أقول :
أحب أن أحيا عراقيا
وكما يفعل المشاعيون
أينما أمد يدي في البستان الكبير
أقطف رغيفا بالسكر والسمسم
ومن النهرين أشرب كأساً لبناً عسلا
ماذا أريد أكثر من ينبوع أشرب منه
يصلني بآخر
إلى أن يرتوي عطش البساتين في دمي؟!
وحيثما يأتي الموت
أكنْ طليقَ يديه
حتى يأتي الكروب الكبير
بمشفريه يمسكني يمتص رحيقي!
(شقيقنا) العاشر جوعنا
كما تقول هدى ساخرة
خرج في نزهة
سارق الحصص التموينية
عجبتُ كيف رآه سارق الحصص التموينية
ولم يلمحه البعثيون في الزقاق المجاور !؟
كل شيء
أدرجوا في تقاريرهم كل شيء
لكن هل رسموا وجها لجوعنا؟!
من دخل
خرج
أحب امرأة في الطوابير
تزوج
طلق
مات
صحا بين نيران راجمتين صفيقتين
من شتم ( الرئيس!) سليل النبيين!
كما يقول المؤذن الكذاب
لكن هل رسموا وجها لجوعنا؟!
ضاحكا
باكيا
ساخطا
هازئا
شاتما كل بعثي على وجه البسيطة
حتى الذين يدعون بأنهم بعثيون يساريون!
أخرج في صباح الضباط المطفأ بنجوم الظهيرة
من دور الأرامل والأيتام بالناصرية
أدخل في الطوابير
أخرج بالنخيل الناقص
خطوة واحدة ويصل
إلى الفاو جريحا
ثم ينهار على الجروف
بالسعف الذي كان يمكن
ان تأخذ منه كل مرضعة
مايجعل الوطن يولد تحت نجمة السعد
بالفواكه والخضار الذابلة
تحت إبط إله من الفخار لفحته شمس الباقلاء
إله كأنه خارج للتو من ترجمة جديدة
عن الآكادية لطه باقر
أخرج وعلى فمي المتيبس تنعقد
صرخة عبد القادر الجيلي في راحة الخلق!
من بين كل ذاك البلاء الشاسع
أرفع الحصة التموينية إلى فوق
إلى سموات بلادي
بأيدي العراقيين المضروبة بفاقة:
3 كيلوغرام رز مستورد
بعد فطام شلب العمارة عن أرضه الأم!
2 كيلو غرام سكر مر علقم
علبة سمن صغيرة
كتب عليها من الجانبين :
سينزلق العراق عما قريب إلى الهاوية!
عصوراً غابرة
نسيت بباب موزع التموين
عصورا غابرة
إحترق نخيلك ياعراق
وغلالك شخصتْ على رؤوسها
أما الجريمة فماثلة ومدوخة!
نسخة دمي المحفوظة في مكتبة آشور بانيبال
لا تشبه الأخرى
وأنا أضرب يدي في الطحين
فتطفر آلهة إلى زقورة
هربا من البعوض والهاونات!
2003-2004



#طارق_حربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم (قتلوا أبي أولا) إخراج إنجيلا جولي أطفال المعسكرات في ك ...
- فيلم (رينو في القارة السوداء) جمال المغامرات في الصحراء وصعو ...
- تخفيف القيود وعودة المتسوّلين!
- فيلم الجحيم -El Infierno- كوميديا سوداء عن صراع عصابات المخد ...
- دلتا ولامبادا ونعيق النوارس!
- الإنسان ليس سعيداً في الناصرية! (الجزء الثالث)
- لمناسبة جريمة احراقه وقتل المرضى الأبرياء فيه .. مستشفى الحس ...
- ناصرية مكسيك (الجزء الأول)
- الإنسان ليس سعيداً في الناصرية! - المرأة نموذجاً
- عن جيمس بوند وشاه إيران ومنزل بائعات الهوى!
- مقبرة جماعية*
- أسلمة أفلام ناسا الفضائية لا يضرُّ العلمَ شيئا!
- * كوالالامبور .. الفساد وبرجا بتروناوس وقصة السفارة العراقية ...
- السيّاح الرُّوسُ في بتايا وأخصُّ بالذكر منهم الحسناوات!
- طلعت الشميسه!
- بتايا .. من قرية صيد الأسماك إلى مدينة الدعارة الأولى في الع ...
- مدينة أشباح!
- مشاكل اللُّقاح البريطاني في النرويج
- عن أطلس العراق ودرب التبانة!
- شروق الشمس في النرويج


المزيد.....




- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...
- بسبب شعارات مؤيدة لفلسطين خلال مهرجان -غلاستونبري-.. الشرطة ...
- العمارة العسكرية المغربية جماليات ضاربة في التاريخ ومهدها مد ...
- الجيوبولتكس: من نظريات -قلب الأرض- إلى مبادرات -الحزام والطر ...
- فيديو.. الفنانة الشهيرة بيونسيه تتعرض لموقف مرعب في الهواء
- بالأسم ورقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول ...
- “استعلم عبر بوابة التعليم الفني” نتيجة الدبلومات الفنية برقم ...
- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - جوع