أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - بتايا .. من قرية صيد الأسماك إلى مدينة الدعارة الأولى في العالم!















المزيد.....

بتايا .. من قرية صيد الأسماك إلى مدينة الدعارة الأولى في العالم!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 6869 - 2021 / 4 / 14 - 19:11
المحور: الادب والفن
    


كتاب الرحلات الآسيوية
تايلاند فيتنام لاوس كمبوديا ماليزيا
1- بتايا
من قرية صيد الأسماك إلى مدينة الدعارة الأولى في العالم!
الفصل الأول
امتدت الحروب البورميَّة السِّياميَّة ثلاثة قرون من منتصف القرن السادس عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر.
أسقط البورميُّون العاصمة السِّياميَّة (تايلاند الحالية) أيوثايا عام 1767. قاد الملك فرايا تاك سين 500 جندياً لقتال البورميين واستعادة أيوتايا، فواجه في طريقه، في قرية صيادين منسيّة في السواحل الشرقية
للخليج التايلندي، زعيماً محلياً يدعى ناي كلوم وحاول اعتراضه. لكنه أعجب
بالإنضباط الصارم لجيش فرايا فاستسلم له وانضم إليه.
سُمّيتْ قرية الصيادين منذ ذلك الحدث تاب فرايا أي جيش فرايا. وتغير فيما بعد إلى إسم بتايا.
لكن لم يغير بتايا جذرياً إلّا السماح للجيش الأميريكي باستخدام مطار يو تاباو (U-Tapao) ويقع على بعد 30 ميلاً إلى الجنوب من مدينة بتايا. وكان في ذلك الوقت تابعاً للبحرية الملكية التايلندية. استخدمه الجيش الأمريكي
كقاعدة عسكرية لإدامة زخم احتلال فيتنام بعد تمدد العالم الشيوعي في جنوب شرق آسيا (فيتنام ولاوس وكمبوديا). زائداً نزول 100 جندياً من جنود الاحتلال الأمريكي لفيتنام، على شواطئ بتايا عام 1961، للراحة والاستجمام في سواحلها الخلابة. وبما أن (ما دخل جيش إلى مدينة إلّا
وأفسدها!) كما يقول المثل الشائع، فقد أصبحتْ بتايا الحديقة الخلفية للجيش المحتل. وفيما بعد قِبلةً للسيّاح الأمريكيين. بعد أربعة عقود على انتهاء الحرب أصبحتْ فيتنام أيضاً قِبلة للسيّاح الأمريكيين وكان جيشهم أقسى غُزاتها! أكثر قسوة حتى مما شهده الفيتناميون على أيدي الاحتلال الفرنسي في أواخر القرن التاسع عشر حتى نشوب الحرب العالمية الثانية.
والاحتلال الياباني بعد ذلك حتى هزيمتها عام 1945. وتشير إحصائيات السياحة الفيتنامية إلى أن أكثر سيّاحها من الأمريكيين، ربما لكي يقفوا على ما دمَّرته وحشية قوة بلادهم في حربها في فيتنام وحرقها للمدنيين العزل والمقاومين بمادة النابالم. وما قابلها من ضراوة المقاومة الفيتنامية للغزو بإسقاط طائرات الفانتوم، التي شاهدتُ أجزاءً من حطامها
في متحف هانوي إضافة إلى أنواع أخرى من الأسلحة. وكذلك ما يمكن مشاهدته والإطلاع عليه في الاقتصاد الناشىء وجمال الطبيعة ولطف السكّان.
لكن تايلند سَلُمَتْ من الاحتلال الأمريكي، مثلما سَلُمَتْ السويد من الاحتلال النازي لانتهاجها سياسة محايدة، وهي كذلك منذ حروب نابليون.
وسَرعان ما تبدل وجه قرية الصيادين المنسيّة. أصبحتْ قوارب الصيد فيها قوارب سياحيّة لنقل السيّاح بين بتايا وفراديس جزرها. استبدلتْ أكواخ الفقراء على الشواطىء الخلابة إلى منتجعات وكافتيريات ومتاجر لبيع التحفيات. وتجهيزات السباحة والأبسطة البلاستيكية للجلوس على
الشاطىء الرملي.
وعاماً بعد عام أصبحتْ بتايا منطقة جذب للسيّاح من الدول كافة. وجاذبة للفتيات الجميلات الغضّات حلوات المباسم من كل أنحاء تايلند تقريبا.
وهكذا تحولت قرية الصيادين البائسة إلى أكبر ماخور عالمي!
حيث ملتقى الأجناس والثقافات من كل دول العالم!
النساء فيها طوع بنانك!
والطعام رخيص يُرضي كل الميزانيات!
تتوزع المواخير قلب المدينة النابض ليلاً بالنيونات وصداح الموسيقى والعُري الفاضح، حيث السائح يقود دراجته النارية ويسكر ويرقص ويغني ..وأحياناً يتمقحب! فتلقي الشرطة القبض عليه وتسجل له فاتورة غرامة كبيرة تُخَفَّضُ بالتراضي بين الطرفين إلى النصف أو الربع لتصبح رشوة!
الأوربي الخجول في دولته، والمقيد بقوانينها الصارمة التي نشأ عليها في رياض الأطفال والمدارس والجامعات، يُخرج كل ما في جعبته من مكبوتات راكمتها تعاليم المسيحية وقوانين الحضارة! مغريات فقيرات بوذا بالحب والدولار ووعود الزواج ولمِّ الشَّملِ وشراء المنازل والشقق وغيرها.
الطبيعة الإنسانية، لا الغابوية أو الهمجية، لكن الميّالة إلى طبيعتها وممارساتها تظهر جلية وتعبر بوضوح عن ذاتها. الإنسان في وجوده الأصيل والزائف حسب فلسفة هيدجر في الوجود والزمان مندمج مع بقية بني الإنسان، ناسياً في أجواء المرح والإنطلاق في شارع جهنم عدمه الشخصي!
ولا تعجب إذا شاهدتَ في بلاد الحرية عجائز أوربا الغربية خاصة، المتعطشين إلى ممارسة الجنس. أو قل المحرومون بعد سنوات من العزلة في منازلهم الباردة، الخالية إلّا من كلب أو قطة، يتأبطون في شارع جهنم أغرب شوارع الدعارة في العالم، أذرع فتيات رائعات حلوات المباسم في عمر الأحفاد! الوشوم الملونة تطرز الجلد العجوز، ولا تحتاج خلاياه الميتة إلّا إلى قشط وشفط وشدٍّ وتجميل! وليس أشقَّ عليَّ من مشاهدتهم في الأسواق يرفلون بثياب تايلاند المحلية والفولكلورية مزهوين وباسمين! مشفقاً على الفتيات لاعناً فقرهنَّ المدقع الذي رماهنَّ في أحضان الأجداد من أجل حفنة من الدولارات؟!
فلشدَّما يؤلمني تأبط فتاة فقيرة ذراع أوربي عجوز في شوارع المدينة أو في مولاتها ومتاجرها؟ لا يهتم الكثير من التايلنديين لمثل هكذا مشاهد فاضحة ومؤلمة ففي بلد الحرية كل يبحث عن مصدر لرزقه. لكني أشعر بالتعاون والعن الفقر الذي جعل أوربياً أمضى حياته في الملذات طولاً وعرضاً، ولمّا بلغ من العمر عِتيّا أسرع إلى بتايا، ليكمل دورة حياته الفانية مع فتاة في عمر حفيدته!
تمشي أمامه دافعة عربة مليئة بما لذَّ وطاب من المأكولات والمواد الغذائية واللوازم المنزلية والثياب. وكل ما كانت تتمناه مع عائلتها الفقيرة في قرية نائية عن الماخور. فيما العجوز يمشي وراءها ببطء السائر إلى قبره!
عجائز أوربا في تايلند مشاريع قبور أو محارق موتى!
بتايا عار الإنسانية تتراص المطاعم والبارات والمراقص والحوانيت في مركزها، ومتاجر بيع التحفيات والثياب والحقائب ومحلات التدليك. فتيات الحانات في ربيع أعمارهنَّ وما عليك إلا مصادقة إحداهن بدعوتها إلى
احتساء زجاجة بيرة. ونقد القوادة صاحبة البار 300 بات قبل اصطحاب الفتاة إلى غرفتك في الفندق! الفتيات وفيهنَّ مُصفرّات الوجوه من السهر وممارسة الجنس يشعرنَ بالملل فيهربنَ من النوم في عِلية الحانة، أو محل التدليك،
أي في نفس مكان العمل، إلى غرف الفنادق الفاخرة. أو منازل وشاليهات السيّاح على ساحل البحر. وإذا كان أحد ما وبخاصة الخليجيين يزور بتايا صحبة زوجته، فيمكنه (اللعب بذيله!) ودعوة فتاة من البار إلى غرفة في فندق مقابل 300 بات لمدة ساعة، تكفي قبل العودة إلى أحضان الزوجة الوفية
المنتظرة!
هنالك فنادق في بتايا وبانكوك لقضاء وقت ممتع لمدة ساعة. يسلمك موظف الاستعلامات مع مفتاح الغرفة، منشفة وصابونة مقابل 300 أو 400 بات.
النفس وما تشتهي من السوق المفتوح، مثل بيت القواد المفتوح على الجهات الأربع!
أجمل دولة زرتها هي تايلند وأجمل مدنها على الاطلاق بتايا!
ليس لجهة عهرها وبالمناسبة لم أسمع ضحكة تايلندية عاهرة شبيهة بضحك عاهرات الشرق! أدَّبَهُنَّ بوذا فأحسن تهذيبهنَّ! لا يهمُّ المرأة التايلاندية ممارسة الجنس مع شاب أو رجل عجوز، لأنها غالباً ما تمارسه من دون عاطفة. الأهم هو الفلوس معبود القوم في تايلاند بعد الإله الخنثى بوذا!
كنت أتمنى لو بدأت هذا الفصل بالكلام على المتاحف والمعابد بطرزها الرائعة، لكن هذا هو طابع المدينة الغالب على كل شيء! فبتايا باختصار هي الطعام والجنس!
ويحرسها أكبر تمثال لبوذا في مقاطعة تشونبوري منتصباً على تلة عالية (300 قدم) في جنوب المدينة. ويوفر إطلالة رائعة على بحر بتايا الجنوبي ولا سيما في غروب الشمس.
وإذا كان هذا الاله الوهمي يوفر في نظر المؤمنين بالبوذية حماية للمدينة! لكنه لا يغسل عار الدعارة فيها ولا البحر يشطفها ويطهرها!
التايلنديون شعب متدين جداً، يشتركون في وهم مصنوع منذ العام 500 قبل الميلاد حتى اليوم. وهمٌ ترعاه الدولة التايلندية وفيها من الفساد ما يبدأ من الرأس. من ملك البلاد إلى الوزراء إلى الموظفين صغاراً وكباراً إلى الشرطة!
لكن ما نشرته روح بوذا وتعاليمه من السلام ينعم به الإنسان والحيوان والنبات!
مركزية تعاليم بوذا في أكثر من 32 الفاً من المعابد التي ترعاها الحكومة المتدينة أيضاً. ويتراوح طرازها بين المتوسط والفخم والمهمل في البلدات والقرى البعيدة، إلّا من تصاعد دخان البخور فأبتعد بدراجتي لأن الرائحة تكاد تخنقني مثلها مثل رائحة الطلاء (البويا). وعدا الرشاوى التي
يتقاضاها الشرطة والمرور خاصة، وجشع مافيات المستشفيات ولا سيما مستشفى (بتايا بانكوك الشهير) فإن كلا السائح والمقيم في بتايا يرفلان برغد العيش، في بلد السلام والابتسام.
www.tarikharbi.com



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة أشباح!
- مشاكل اللُّقاح البريطاني في النرويج
- عن أطلس العراق ودرب التبانة!
- شروق الشمس في النرويج
- عن لُجين الهذول ومنشار السعودية وأباطيل أمريكا!
- تحولات الفيروس والسحلية!
- عيد رأس السنة .. كورونا وانهيار أرضي!
- عن السنة الجديدة وصلاح نيازي و (قصيدة حب إلى الأرض)
- تساقط الثلوج ووصول اللقاح!
- فيلم (نظرية كل شيء) عن حياة الفيزيائي ستيفن هوكينغ
- (14) قصة نجاح لقاح
- يوميات مضيق الرمال (كباب اسطنبولي!)
- مصافحة المرأة حرام وعبوديتها حلال!
- عينا ليزا
- حارس الثلج
- يوميات مضيق الرمال 108)
- يوميات مضيق الرمال (9)
- يوميات مضيق الرمال (8)
- يوميات مضيق الرمال (6)
- يوميات مضيق الرّمال (5)


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - بتايا .. من قرية صيد الأسماك إلى مدينة الدعارة الأولى في العالم!