أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - عن السنة الجديدة وصلاح نيازي و (قصيدة حب إلى الأرض)














المزيد.....

عن السنة الجديدة وصلاح نيازي و (قصيدة حب إلى الأرض)


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 6776 - 2021 / 1 / 1 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


في عام 2001 التقيتُ بالصديق الشاعر الدكتور صلاح نيازي، لأول مرة، في مهرجان شعري في العاصمة النرويجية أوسلو.

قبل أن يقرأ قصائد رائعة عن العراق ويصَفَّقَ له الجمهور طويلا، حكى طرائف بروح الشاعر الساخر من أقدار السياسة العجيبة في العراق. المغترب عن بلاده منذ ستينيات القرن الماضي. في اليوم التالي دعاني إلى مقابلته في مقهى يقع في وسط أوسلو. وأجلب معي عدداً من نصوصي الشعرية.

أُبدى إعجابه بما قرأتُ على مسامعه من قصائد. بينها (ملصق عن الحصار) الذي أهداني مؤخراً مقاله عن الجواهري (هل دجلة الخير للجواهري نهر؟!) موقعاً فيه إعجابه بالقصيدة
* ملصق عن الحصار

منذ سنين طويلة
تلك هي هوايتي
أقف على جسر في أوسلو
أطعمُ طيور بلادي المهاجرة!

ثم أثنى كثيراً على (قصيدة حب إلى الأرض) وأتذكر أنه طلب مني قراءتها مرة ثانية. ثم أخذ الورقة وتأمل في القصيدة طويلاً. قبل أن يقول
- إن طاقة الحب للأرض والحياة في هذه القصيدة كبيرة. ولغتها شاعرية أخاذة. أنا أعتبرها وبلا تردد من عيون الشعر العربي!

طرتُ من الكرسي محلقاً في فضاءات السعادة في ذلك الصباح الشتوي! وإذا كان لطاقة الشعر أن تُحيي الأرواح (لا تخافوا الشاعر حين يغضب غضبه النبيل .. إن حرفه يقتل .. لكنْ روحه تحيي الأرواح! الشاعر الروسي يسينن بترجمة حسب الشيخ جعفر) فإن إحدى إشعاعات تلك الطاقة سرعان ما ذوبتِ الثلوجَ حواليَّ في المُغْتَرَبِ النائي. وكانت الحياة في أوسلو في ذلك اليوم ترزح تحت الصفر برداً وصقيعاً. لكنها، أي الحياة، مهما كلف الأمر بدت أكثر جمالاً وابتكاراً. أما العيش والتلذذ بها فله أقوى صلة بترف نهاية الحضارة في القارة العجوز.

و .. نيازي لمن لا يعرفه ..
هو شاعر وكاتب ورئيس تحرير مجلة الأغتراب الأدبي الصادرة في لندن (توقفت عن الصدور لظروف خاصة منذ سنوات) . وهو أفضل من ترجم الجزء الأول من رواية يوليسيس لجيمس جويس، التي يعدها النقاد أعظم رواية صدرت في القرن العشرين. مبرزاً أخطاء مترجمها طه محمود طه في ستينيات القرن الماضي. ومسرحيتي هاملت ومكبث لشكسبير. مبرزاً كذلك أخطاء ترجمة خليل مطران لمكبث. وكان ميخائيل نعيمة في كتابه (الغربال) سخر من لغة مطران في ترجمة مكبث!

مناسبة هذا الكلام أن الصديق العزيز الدكتور صلاح نيازي يعاني منذ سنوات من مرض عضال. أتمنى له الشفاء العاجل بكل ما للشعر من طاقة على الحب وأصدق التمنيات. وأعيد نشر القصيدة التي أحبَّها الصديق العزيز صلاح نيازي لمناسبة العام الجديد 2021. وأتمنى أن يكون عاماً ملؤه الأفراح والمسرات لكل البشر. وطبعاً لأُمِّنا العظيمة الأرض.

* قصيدة حب إلى الأرض
طارق حربي
أوقفني خَفْضُ جناحينِ على باب اغلقها النسيانُ وقال: افتحني، هذا أول سكري يفتك بي فكيف بسكري الثاني؟! ذلك اول ألحاني فإذا أول ألحاني يضمره وترٌ مقطوعٌ في ليل الحان. وفتحت الباب وناديتُ سرابي : يا عطش الساعة أمهلني حتى موج الليل ونوم الحيوان بقلب الريح، فالملاحون أتوا بالماء وصورته. والصيادون رموا بشباك الصيد على كاهل نجم لا يسطع. ونهار لا يطلع. أوهمني صحوٌ ألبَسَني خِرقَةَ أنكَ مفقود في ظل سنونوة، إن شئتَ نجوتَ وإن غبتَ فمحجوبٌ في أبد الانوار. وكان الناس حيارى ما طلعتْ شمسٌ أو غَرُبَتْ في عينينِ بلاد، حتى أوشك من فرط هواني ـ أن أصرخ : أظلمَ كوكبُنا في صدر الانسان، وتفرَّقَ فينا الشملُ على أول منعطف قبل رحيل الغيم. أدناني صوت جَرَّحَ صمتَ الأرضِ : أقسمُ انك موصول يا غسقي بنقائض هذا البحر، فاسمع همس الطير ولعثمة النسمات. ترنَّحتُ طويلاً حتى جَزّأني صوتٌ شيعاً في ومضة برق : لا تقرأ ما يكتبُه حقلُ رماد في لفتة طير هاجر معصوب العينين! وأعِدْ ما لا تمحوه الألوانُ على حجر ينصتُ : ما مرَّ جَناحٌ إلا وتركنا فيه ظلالا هائمة. ورأيتُ بأنّي آخذ هذي الكرة الارضية في أحضان سرابي. أُسرّحُ شعر صباها، أكتبها أمحوها أسردُها أنساها أذكرها. بَدَّدَني خيطُ دخان حتى ما عدتُ أفرّقُ بين طيوف توجعني فيكَ وحرفِ هجاءٍ مكسورٍ في لغتي. يلمعُ نهرٌ تمشي الأشجار إليه وتعيدُ عليه صلاة بحروف فصحى. قالت: ألهاني قدحي عن لثم يديك، وأنا يخفضني سرُّ هواكَ ويرفعني ـ تحتَ سماءٍ أخرى ـ فجرُ يديكَ الحاني.
Oslo/Norway
2000
* يظهر في الصورة الصديق الشاعر صلاح نيازي والصديق الشاعر هادي الحسيني وأنا على هامش المهرجان.



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساقط الثلوج ووصول اللقاح!
- فيلم (نظرية كل شيء) عن حياة الفيزيائي ستيفن هوكينغ
- (14) قصة نجاح لقاح
- يوميات مضيق الرمال (كباب اسطنبولي!)
- مصافحة المرأة حرام وعبوديتها حلال!
- عينا ليزا
- حارس الثلج
- يوميات مضيق الرمال 108)
- يوميات مضيق الرمال (9)
- يوميات مضيق الرمال (8)
- يوميات مضيق الرمال (6)
- يوميات مضيق الرّمال (5)
- يوميّات مضيق الرمال 4
- يوميات مضيق الرّمال (3)
- يوميات مضيق الرّمال (2)
- يوميات مضيق الرّمال (1)
- رحيل ملحن الوجدان العراقي.
- نهر ميكونغ Mekong River
- قصيدة الرغبات
- كورونا


المزيد.....




- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - عن السنة الجديدة وصلاح نيازي و (قصيدة حب إلى الأرض)