أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - عيد رأس السنة .. كورونا وانهيار أرضي!














المزيد.....

عيد رأس السنة .. كورونا وانهيار أرضي!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 6778 - 2021 / 1 / 4 - 19:02
المحور: الادب والفن
    


يوميات مضيق الرمال
(16)
خُتمتْ سنة الشؤم 2020، عدا انتشار مرض كورونا، وما تزال نسبة الأصابة به تتصاعد في النرويج، بانهيار أرضي وقع في ليلة 30 ديسمبر في بلدة Gerdrum)) الواقعة في شرقي مملكة السلام. وكانت البلدة شهدتْ انهياراً أرضياً وقع في شهر مايو عام 2012، سُوِّيَ فيه مع الأرض، من بين ما سُوِّيَ من بيوت، بيت عمدة البلدة نفسه!
تقول الصحافة النرويجية إن إدارة البلدة حذرتْ سكّان Gerdrum)) عام 2008 من الإنهيار! لكن السكّان، ليس في المدينة المذكورة حسب بل في كل مكان في العالم، غالباً ما يبقون متمسكين بأرضهم وإرثهم الماضي بكل حمولاته، بما فيه وهو الأهم تاريخهم الشخصي.

وكنتُ شاهدتُ خلال إقامتي، أو تجوالي في شمال النرويج ووسطها وجنوبها، أن الكثير من البيوت والشاليهات والشقق السكنية شُيّدَتْ على ساحل البحر، أو على سفوح الجبال ومنحنيات التلال ومنحدرات الهضاب. ولا عجب بعد ذلك من تساقط الصخور من السفوح على البيوت، فتمرد ساكنيها مردا!
تفيض طاقة النرويجيين حباً للطبيعة واستئناساً بالحيوان. ونسبة كبيرة منهم يدجنون القطط والكلاب أو كلا النوعين. ويعاملون الحيوان أفضل معاملة ويتكلمون معه ويطعمونه. وإذا مرض يحزنون عليه وإذا مات يبكون على فقدِ عزيز! إن حرمانهم من الشمس التي لا تشرق إلا خلال بضعة أسابيع أو شهور من السنة، وتساقط الثلوج بغزارة والبرد القارس، حذف مشهد الطبيعة من النفوس، فأصبحوا تواقين للشمس والرمل والطبيعة التي شيَّدوا بيوتهم في طياتها دون خوف أو وجل.

وعدا أنهم كثيرو السفر وخاصة إلى أسبانيا واليونان ودول جنوب شرق آسيا، فبلادهم قطعة من جنائن الأرض في الصيف القصير، الذي وصفته في إحدى قصائدي بأنه قصير مثل تنانير البنات المهفهفة على سواحل الصيف! فهنالك حوالي 2000 كيلومتراً من السواحل. وما يقرب من 240.000 جزيرة. و80000 من الشعاب المرجانية. وجبال تمتد حتى 2469 مترًا فوق مستوى سطح البحر. وسهول منبسطة. ووديان واسعة. وغابات عميقة. و7 من كل عشرة نرويجيين يحبون السير في تلك الغابات والتخييم فيها أو النوم في الكرفانات وغير ذلك كثير.

وتقع الإنهيارات جراء تقلبات درجات الحرارة، وشديد الأمطار، أو التآكل الطبيعي، أو الزلازل. والإنهيار في المملكة على أنواع. منها أرضي وجليدي. وانزلاقات جبلية صخرية في اتجاه البحيرات والبحر والوديان.

وتؤرخ المصادر الآيسلندية لأكبر كارثة طبيعية في تاريخ النرويج، في انهيار أرضي رملي حصوي، أعقبه فيضان وقع عام 1345 في بلدة (Gualdalen) ) الواقعة في جنوب شرق مدينة تروندهايم (وسط النرويج). وذهب ضحية الكارثة 500 من السكان وتدمير 50 مزرعة و7 كنائس. وخلال القرن الماضي كان عدد ضحايا الإنهيارات 170 شخصاً في مناطق عديدة في النرويج.

لكن هل من المعقول أن نبدأ يوميتنا الجديدة رقم 16 بأخبار وإحصائيات الإنهيارات؟! بعدما عانينا نحو عام من أخبار وإحصائيات كورونا؟ على أي حال إنه غضب الطبيعة، يكمله ضعف الإنسان وانكشافه مهما حصَّنَ نفسه! لذلك بدتْ ليلة رأس السنة الجديدة 2021 كئيبة! لم يحضر الاحتفال بها من النرويجيين إلّا أربعة أو خمسة، كما لم أشاهد أحداً بين عشرات المحتفلين واضعاً كمّامة على أنفه.
لقد هزأ الجميع بكورونا وأخواتها!

احتسيتُ قبل حلول منتصف الليل نصف زجاجة ويسكي، وفي اتجاه المرفأ (ذكرتُ سابقاً أنه لا يبعد عن سكني أكثر من 800 متراً) سرتُ في شارعنا الرومانسي، حيث عُلِّقتْ فوق الأشجار على جانبيه نشرات الزينة. ما بين البواخر الراسية وحانات الليل والمطاعم المنتشرة على الساحل، تَعَوَّدَ السكّان على الاجتماع لإحياء ليلة رأس السنة الجديدة. أربع نرويجيات سكرانات وفي أيديهن زجاجات البيرة اللذيذة، وقفنَ وسط العشرات من الأجانب في حضور لافت. وكان معظمهم من الشبّان الأكراد السوريين. يحتفلون في نهاية سنة مشؤومة جاءت بكورونا إلى كوكبنا المترنح بأنواع الحروب، كان آخرها حروب المياه في الشرق الأوسط وأفريقيا. وخطفتْ كورونا حتى كتابة هذه السطور (1845414) روحاً بريئة. وكان هنالك أيضاً أربعة من الشرطة، ثلاثة من أصل نرويجي والرابع آسيوي وقفوا في وسط المحتفلين. فالجميع هنا تحت طائلة القانون. ومن عجائب النظام إذا استتب القانون وفهمَ الناسُ حدودهم وحقوقهم المدنية، أن عائلة آسيوية أشعلتْ ألعاباً نارية قرب إحدى الحانات، رأى الشرطي الآسيوي ما شكَّلَ خطراً عليها، فانسلَّ من بين زملائه في اتجاه العائلة الآسيوية، طالباً منهم بأدب إطفاء الألعاب، فامتثل رب العائلة في الحال لأمره باسما. وما لبثوا أن دبكوا الشبّان الأكراد دبكة رائعة. تكاتفوا في خط مستقيم وانحنوا وغنوا سنةً جديدةً وبلاداً بعيدةً. طَوَّحَ السُّكْرُ بالفتيات العشرينيات فخطف شاب كردي إحداهنَّ. عانقها فتشبثتْ به وقبَّلها أمام المحتفلين فصفقوا لهما وقبَّلتهُ بحرارة، وسرعان ما غابا تحت جنح الظلام!
أتمنى أن تكون 2021 سنة حب وسلام وخير للإنسان في كل مكان.
1/1/2021
Sandefjord



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن السنة الجديدة وصلاح نيازي و (قصيدة حب إلى الأرض)
- تساقط الثلوج ووصول اللقاح!
- فيلم (نظرية كل شيء) عن حياة الفيزيائي ستيفن هوكينغ
- (14) قصة نجاح لقاح
- يوميات مضيق الرمال (كباب اسطنبولي!)
- مصافحة المرأة حرام وعبوديتها حلال!
- عينا ليزا
- حارس الثلج
- يوميات مضيق الرمال 108)
- يوميات مضيق الرمال (9)
- يوميات مضيق الرمال (8)
- يوميات مضيق الرمال (6)
- يوميات مضيق الرّمال (5)
- يوميّات مضيق الرمال 4
- يوميات مضيق الرّمال (3)
- يوميات مضيق الرّمال (2)
- يوميات مضيق الرّمال (1)
- رحيل ملحن الوجدان العراقي.
- نهر ميكونغ Mekong River
- قصيدة الرغبات


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - عيد رأس السنة .. كورونا وانهيار أرضي!