أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صادق الازرقي - (الخضراء) منطقة (الصفوة) يجب ان تعود للجميع














المزيد.....

(الخضراء) منطقة (الصفوة) يجب ان تعود للجميع


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 7329 - 2022 / 8 / 3 - 09:46
المحور: حقوق الانسان
    


كان النظام المباد السابق قد حجز اجزاء كبيرة من ساحل نهر دجلة في مركز العاصمة بغداد لأغراضه الخاصة، ومنع الناس من التنزه على شواطئ مدينتهم، وقد كان البغداديون بالأخص يشعرون بالغصة والمرارة من منعهم من التجوال لاسيما في تلك المنطقة التي تمتد من جسر الجمهورية باتجاه الجسر المعلق، ويطلقون الحسرات وهم يتطلعون الى اسوارها المفزعة، وكأنهم لا يحق لهم التمتع بمرأى عاصمتهم وحرية التنقل فيها.
وعندما حدث التغيير في 2003 كان يفترض ان يلغى هذا الأمر وان تفتح تلك المناطق بعد تأهيلها لخدمة سكان العاصمة وزائريها عن طريق تأسيس المرافق الخدمية ومن ضمنها المتنزهات وملاعب الاطفال والمحال التجارية التي تقدم الخدمة لعامة الناس؛ غير ان أي شيء من ذلك لم يحدث، وظلت تلك المنطقة التي اسميت خضراء عصية على تنقل السكان، بل اصبحت السبب في معظم زحامات المرور في العاصمة.
كانت المسوغات لإبقاء المنع على السكان للتجوال في تلك المنطقة هو الاسباب الأمنية؛ وبرغم ان الوضع الامني تحسن كثيرا منذ سنين، بقيت تلك المنطقة محرمة على دخول وتنزه العراقيين، وظلت تتمتع بالامتيازات الممنوحة لها من دون بقية مناطق العاصمة، ومن ذلك امدادات الماء والكهرباء المتواصلة على مدار الساعة، فضلا عن خدمات الحدائق والتنظيف وغيرها.
ومع دخول الجماهير الى تلك المنطقة المحظورة وبقائهم فيها تبين البون الشاسع بين خدماتها مقابل حرمان الناس في مناطق بغداد الاخرى.. وكم كان مؤلما ان يظهر احد الجنود من حراس المنطقة الخضراء من على شاشة التلفزيون ويقول انه حتى هو لم يستطع دخول المنطقة الخضراء منذ سنين برغم حراسته لأسوارها يوميا، فلن يفلح في الدخول اليها الا حاملو "الباجات" الخاصة بألوانها المتميزة.
فضلا عن ذلك فان الخضراء تحولت الى ملاذ للمسؤولين المتنفذين لن يتركوها حتى اذا انتهت مدة سلطاتهم التنفيذية، وباتوا يرسفون في بذخ مقابل الحرمان الذي تعيش فيه بقية الناس.
والآن بعد ان صار ما صار ودخلت الجماهير الى المنطقة الخضراء، فان الامر الاعتيادي والمنطقي بل الاكثر الحاحا من غيره، هو ان تسارع الدولة فورا الى اعادة تلك المنطقة الحيوية من مركز بغداد الى وظيفتها المخصصة لها، منطقة للترفيه والخدمة العامة يلجها جميع الناس وذلك هو الحق الاول والاسمى لهم.
اما مقار الحكومة ومجلس النواب والسلطات الأخرى فيفترض ان يخصص لها مكان آخر من العاصمة بغداد، ويحبذ ان يكون في اطرافها، وإذا كان لابد من ابقاء بعض المؤسسات في المنطقة الخضراء، فليعملوا مثل الآخرين ففي واشنطن مثلا يتنزه الناس على بعد امتار من البيت الابيض مقر الرئاسة للدولة الكبرى الاولى في العالم.
ان الحديث عن التغيير والإصلاح يجب ان يتضمن اول ما يتضمن تلبية حاجات السكان ومنها اماكن التنزه والترفيه والتبضع، فضلا عن توفير العمل للعاطلين وتأمينهم وتوفير السكن للناس وتفعيل البنية الصناعية والزراعية للبلد والقضاء على الفساد وغيرها من متطلبات العيش الرغيد، اذ ثبت بالتجربة ان النظام المعمول به منذ عام 2003 اثبت فشله ويستلزم اعادة بنائه، وتغيير العملية السياسية برمتها، ومن ضمن ذلك تعديل او حتى تغيير الدستور والنظام الانتخابي وغيرها من المتطلبات التي لن يتحقق من دون اصلاحها أي شيء ونظل في دوامة التخبط والأزمات والخراب.
الخضراء يجب ألا تكون حكرا للمتنفذين و "الطبقة المخملية" ويجب ان تكون مكانا مفتوحا للناس وليبحث السياسيون عن اماكن اخرى لإدارة شؤونهم وسكنهم.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة العراقية.. التفريط بفرص التصحيح
- معارض الكتب صلة الثقافة الجماهيرية
- توظيف الدين في الدولة الخطر المميت
- الثقافة العراقية في مقابل السياسة
- الكهرباء هم راسخ يمنع البناء والاعمار
- لكل انسان الحق في العمل او الضمان
- المكتبات العامة زاد ثقافي واجب التحديث
- مجابهة المخاطر الاجتماعية تتطلب الحزم القانوني
- مظفر النواب مدرسة الشعر والقيم الانسانية
- قرارات الفرص المعيشية لب الحياة وسر التقدم
- التصحر والتغيرات المناخية تهديد فتاك
- النتاج الفني العراقي ومسؤولية الحفاظ عليه
- احكام غامضة تديم سطوة النهب والفساد
- التقنية والكتابة الادبية
- سياسيون غير معنيين بأغلبية الشعب
- ابادة الكورد الفيليين في نيسان
- ما قل ودل.. تعاظم الايرادات والارتقاء بحياة الناس
- دور الإعلام في التعريف بالمنتج الابداعي
- -الثلث المعطل-.. يعطل ماذا؟!
- سرقة مشاجب الاسلحة وعربات القطارات .. غرائب الانفلات الامني


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صادق الازرقي - (الخضراء) منطقة (الصفوة) يجب ان تعود للجميع