أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بسام ابوطوق - يوم أعلن الآباء المؤسسون نخبة الوطن السوري عن الاستقلال السوري الأول














المزيد.....

يوم أعلن الآباء المؤسسون نخبة الوطن السوري عن الاستقلال السوري الأول


بسام ابوطوق
كانب

(Bassam Abutouk)


الحوار المتمدن-العدد: 7312 - 2022 / 7 / 17 - 08:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يوم أعلن الآباء المؤسسون نخبة الوطن السوري
عن الاستقلال السوري الأول

بعدما وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، وانسحب العثمانيون من سوريا ، تنازعت الدول الاستعمارية المنتصرة على تركة الرجل المريض،
وتسربت المعلومات عن إتفاق سايكس بيكو عام 1916 بين المندوبين الإنكليزي والفرنسي، حيث اتفق الطرفان على تقسيم المنطقة المحررة
من السلطة العثمانية إلى كيانات وتوزيعها ما بينهما تحت اسم الانتداب، فلبنان وسوريا تحت الجناح الفرنسي، أما العراق وفلسطين وشرق
الأردن فلبريطانيا. ولذلك تداعى الوطنيون السوريون الى مؤتمر سوري عام، تشكل من الأعضاء السابقين في مجلس المبعوثان، ومن الحاصلين
على تفويضٍ تمثيلي من مدنهم وقراهم، وكلهم من صفوة المثقفين والزعماء السوريين.
هذا المؤتمر الإستثنائي في التاريخ السوري الحديث، أعلن استقلال سوريا، وأنتج بالتوافق، مشروع دولة سورية حديثة، وأسس لدستورٍ معاصر
يتناسب مع أرقى ما وصل إليه العقل المجتمعي البشري ذلك الحين. فقد اعتمد الأصول الديمقراطية للحكم والإدارة، ومهد للإنتقال من نظم
المقاطعة و الولاية إلى دولة المؤسسات المنتخبة، وكفل المساواة بين جميع السوريين، وحرية إنشاء الجمعيات والأحزاب والمشاركة في النشاط
السياسي والاقتصادي وسلامة الأفراد وتجريم التعذيب والاعتقال التعسفي، كما نص على الحرية الدينية ونشر المطبوعات ومنع النفي والعقاب
دون محاكمة والسخرة والمصادرة، ونص أيضا على أن البلاد تدار على قاعدة اللامركزية، وأن لكل مقاطعة مجلسها النيابي وحكومتها الخاصة، لا يتدخل
أحد بإدارتها وشؤونها إلا في الأمور العامة التي هي من اختصاص الحكومة المركزية.حكومة شرعية التمثيل .. مجلس نيابي منتخب .. جيش وطني ..
أحزاب شرعية تعبر عن طبقات ومكونات المجتمع السوري .. نقابات مهنية .. جمعيات أهلية .. إلخ .
نشر هذا الدستور في 13 يوليو 1920، ولم تطبق كثير من مواده المتعلقة بغرفتي المؤتمر السوري العام والمحكمة الدستورية العليا و اللامركزية الإدارية،
بسبب تلاحق الأحداث التي بلغت ذروتها مع إنذار غورو واحتلال الفرنسيين لدمشق في 28 يوليو 1920 .
فإذن دخل الجنرال غورو دمشق، وخيم الانتداب الفرنسي على البلاد، أوقف الدستور وقسّم سوريا الى أربع دول، حلب ودمشق والدروز والعلويين، ولكن
محاولة التجزئة هذه أدت الى المزيد من الشعور بالهوية الوطنية السورية، وإلى مقاومة التجزئة بوحدة الثورة، فانطلق النضال الوطني السياسي والثوري
والشعبي ضد هذا الانتداب المتحول الى احتلال ٍفاقع، وفي خضم المعارك، بدءً من معركة ميسلون 1920 بقيادة الشهيد يوسف العظمة، إلى الثورة
السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش، والثورات المحلية الرديفة بقيادة إبراهيم هنانو وصالح العلي وحسن الخراط، والحراك الشعبي والسياسي
والمظاهرات والإضرابات ، توضحت وتعمقت لدى السوريين، فكرة الهوية الوطنية السورية الجامعة ، إلى أن تحقق استقلالهم الناجز 1946، و كتبوا
دستورهم الوطني 1950.خلال هذه الفترة القصيرة من عمر الشعوب و العارمة بالأحداث والتطورات، أنتج السوريون أحزاباًوتيارات منها ما تطور من
ماضي وتقاليد الشرق ومنها ما تناغم مع الحداثةوالانفتاح على الغرب،
وترسخت المؤسسات وأنجبت سوريا الولّادة زعماء وقادة على مستوىً عالٍ من الثقافة والفكر والحيوية وقوة الإرادة .هذه الأحزاب وهذه الزعامات
تعارضت وتصارعت وتحالفت، وكان البرلمان السوري والشارع ساحة للصراع السياسي المباشر. وفي خضم هذا الحراك تأكدت مواصفات الهوية
السورية، ونشأت الدولة الحديثة، والدساتير والقوانين المتناغمة والمتداخلة بين الوضعية والمذهبية، وترسخت الأجهزة الإدارية والمؤسسات والصحافة
الحرة والثقافة الوطنية المتعددة المشارب والمصادر والجامعات العلمية. لقد أظهرت حيوية وألق وشغف الشعب السوري، مبدعاً معطاءً حراً،
وإلى ذلك حسٍ عالٍ بالمسؤولية الوطنية والقومية . ولكن سوريا وقعت بين سندان العوامل السلبية الداخلية ومطرقة المصالح الدولية الخارجية وتحولت
بشائر النهضة السورية إلى فوضى وهزائم، فمن انبعاث وصعود الى انحدار وخمود، رغم ذلك فسوريا ولّادة والتاريخ السوري هو تكامل لهذه اللحظات الزمنية
وليس تفاضلأً ، وسايكس بيكو لحظة بائسة من هذه اللحظات، وسوريا ضحية لهذه اللحظة وليست نتاجاً لها، إن المنهج السليم في تحليل الوقائع التاريخية
وعلاقتها بالوضع الراهن يحيلنا إلى سؤال عن الهوية السورية، هل هو موقف نظري و مقاربة معرفية؟ أم هو استشراف واقعي يترسمل بحركة التاريخ وصمود
الجغرافيا ورحابة الثقافة وعظمة التراث؟. في مواجهة التمزق والركود والظلام تستعين النخب الوطنية المتنورة المتحررة بالتوجه نحو الوحدة والفعالية
والضياء، فلابد أن تعلو قيم الوطن والاستقلال والمدنية والتحرر على الخلافات الطائفية والدينية والمذهبية والأيديولوجية،
الهوية السورية ستنبعث كما طائر الفينيق من رماد الأزمات بكل عنفوان، راسخةً واثقةً متألقة.



#بسام_ابوطوق (هاشتاغ)       Bassam__Abutouk#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا نملك سوى أرضٍ واحدة.. ونوع بشري واحد
- قمتا بافاريا ومدريد تبشران بالديموقراطية
- من حقل كاريش اللبناني إلى اتفاقية العار المصرية .. تخاذل عرب ...
- عندما يصرح نائب لبنان التغييري : انا امثل الوطن
- ايمانويل ماكرون متنقلاًبين القمم
- بذور الديمقراطية التونسية بين رحى الإستبداد وجرن الإسلام الس ...
- جليات الفلسطيني لم يُسقط النعش !
- كوندوليزا رايس ..ونظرية الحرب الإستباقية
- لا بد من فلسطين
- هكذا كتب السوريون دستورهم في العام 1950
- عن الحروب غير المشروعة ولزوم مالايلزم
- تتسع الرؤية وتضيق العبارة..اين حقوقنا الإنسانية؟
- عن كييف والتاريخ الذي لا يرحم
- قراءة في مقال
- اعادة الاعمار في سوريا هي اعادة اعمار للمجتمع
- لحراك السياسي الإلكتروني، أو حتى التحركات المؤيدة للثورة الس ...
- لذكراها..منار ابوطوق الرفاعي
- عندما يترجل الفرسان
- لذكراه.. عثمان عدي
- لذكراه .. د طه حسين


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بسام ابوطوق - يوم أعلن الآباء المؤسسون نخبة الوطن السوري عن الاستقلال السوري الأول